وقال الموقع البريطاني إن الصفقة تتضمن إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية.
وتنصُّ كذلك على أن تقوم الدول المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة الدولة التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة، على أن يتم تأجيل حسم وضع مدينة القدس وملف عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، وفق "ميدل إيست آي".
كما تتضمن الخطة الأميركية أيضاً محادثاتٍ لإبرام اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودول عربية بقيادة السعودية.
ونقل الموقع البريطاني عن دبلوماسي غربي تحفظ عن ذكر اسمه قوله إن "صهر ترامب ومستشاره الخاص ورئيس فريق عملية السلام، جاريد كوشنر، زار السعودية مؤخراً وأطلع ولي العهد، محمد بن سلمان، على الخطة، وطلب من السعوديين المساعدة في إقناع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بقبولها، حيث يعزم الأميركيون تقديمها بشكل رسمي في مطلع 2018".
وأضاف الدبلوماسي نفسه أن "محمد بن سلمان التقى بمحمود عباس في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني لإطلاعه على المقترح، وطلب منه قبول الخطة وأن يكون إيجابياً في التعامل معها".
وأوضح الموقع أن "محمد بن سلمان متحمس جداً للخطة، وهو حريص على إتمام صفقة سلام تبرم بين الفلسطينيين والإسرائيليين أولاً، ثم بين إسرائيل والدول العربية، كخطوة أولى لتشكيل تحالف بين السعودية وإسرائيل لمواجهة التهديد الإيراني".
ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن مصادر لم يكشف عنها أن "محمد بن سلمان أخبر كوشنر بأنه على استعداد للاستثمار في الصفقة، وإنه سيقدم للقيادة الفلسطينية الحوافز الضرورية مقابل رد إيجابي".
ويشير الموقع نقلاً عن مصادره إلى أن "ابن سلمان أخبر عباس أن التهديد الإيراني للأقطار العربية بالغ الخطورة"، وأكد له أن "السعوديين في حاجة ماسة إلى دعم الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة الخطر الوجودي الذي تشكله طهران"، على حد قول المصادر.
من جهته، قال مسؤول فلسطيني، لم يكشف الموقع عن اسمه، إن محمود عباس يعتقد بأن "الخطة يمكن أن تكون مقبولة إذا أضيفت إشارة إلى حدود 1967".
وأضاف: "لقد قلنا للأميركيين، إذا نصت الخطة على إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 مع بعض من تبادل الأراضي، فسنقبل بالمرحلة الأولى منها، والمتمثلة في إقامة دولة بحدود مؤقتة"، لكنه عبّر عن مخاوف من أن يحوّل الاحتلال الوضع المؤقت إلى دائم.
كما نقل الموقع عن مسؤول فلسطيني آخر لم يسمه قوله إن عباس "يعتقد بأن الخطة التي صاغها كوشنر ومبعوث الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، جاءت في الأصل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، مضيفاً: "هذه خطة نتنياهو، وهو الذي سوقها للفريق الأميركي، وهم الآن يسعون لتسويقها إلى الفلسطينيين والعرب".
وتابع المسؤول الفلسطيني الحديث عن مخاوف الفلسطينين قائلاً: "الفلسطينيون يتوقعون أن تُمارَس عليهم المزيد من الضغوط، من واشنطن ومن العواصم العربية على حد سواء".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تهدد بفرض عقوبات ضد الفلسطينيين إذا رفضوا الخطة، مثل إغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية".
وفي المقابل، قال مسؤولون فلسطينيون آخرون إنهم سيرفضون الصفقة لأنها "تتنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وتفتح الباب على مصراعيه أمام تطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل".
ونقل الموقع البريطاني عن مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة في لبنان، اللواء صبحي أبو عرب، قوله: "لن يقبل الفلسطينيون بذلك أبداً، سواء داخل فلسطين أو خارجها، أو في أي مكان. هذه ليست فكرة جديدة، بل تتكرر كل حين، وعباس لن يوافق عليها أبداً. هذه مجرد كلمات فارغة ما لبثت تُستخدم منذ عقود".
أما الناشط الفلسطيني داخل مخيم عين الحلوة، ظافر الخطيب فقال إن "إسرائيل تسعى لاستغلال الفرصة مع السعودية من أجل كسر المحرمات فما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل".
وأضاف: "يعلمون علم اليقين أنه لا يمكن إزالة حق العودة، وهذا لا يعني أنهم لا يطبخون شيئاً ما، لا شك أن شيئاً يحدث، ولكنه غير واضح حتى الآن، ولا يوجد شيء على الأرض بعد".