أمن النظام السوري بقيادة علي مملوك يعدّ قوائم المدعوين لـ"سوتشي" بروسيا

20 نوفمبر 2017
المؤتمر ترفضه المعارضة السورية (ياسين اكغول/ فرانس برس)
+ الخط -
تشهد مناطق سيطرة النظام السوري حركةً متسارعةً ضمن عملية التحضير لمؤتمر "الحوار الوطني" في منتجع سوتشي، والذي أطلق عليه الروس في وقت سابق "حوار الشعوب السورية"، حيث بدأت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بتوجيه الدعوات إلى العديد من الشخصيات العامة والوجهاء التقليديين ورجال الدين وبعض الناشطين السياسيين، منهم مَن يُحسب على أنه معارض.

وقالت مصادر مطلعة في دمشق، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الدعوات وُجّهت إلى الشخصيات عبر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، إضافة إلى وزارة المصالحة الوطنية ومجالس المحافظات والمدن"، لافتة إلى أن "هذه القوائم صادرة عن مكتب الأمن الوطني الذي يرأسه اللواء علي مملوك".

ولفتت إلى أنّ "الأمن الوطني كان قد طلب من جميع الأفرع الأمنية وأفرع حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، رفع قوائم بجميع أسماء الناشطين والشخصيات الاعتبارية والدينية والمسلحين المعارضين في مناطق عملهم، بهدف اختيار شخصيات منهم للمشاركة في مؤتمر سوتشي".

من جهته، قال أحد المدعوين إلى سوتشي في حديث مع "العربي الجديد"، إنه تم الاتصال به "من قبل فرع الأمن العسكري، حيث أخبرني مُحدّثي بأنني مدعو إلى المشاركة في مؤتمر سوتشي، وهناك لقاء خاص بهذا الموضوع في مبنى المحافظة، وبالفعل حضرت اللقاء".

وتابع: "كان الحضور خليطاً من كل حدب وصوب، بحضور ضابط روسي، الذي كان مُقلاً في الحديث، وإجاباته مختصرة إلى درجة كبيرة، إلا أنه بيّنَ أن جدول أعمال المؤتمر سيتلخص في ثلاث نقاط، هي: المصالحة الوطنية، خروج القوات الأجنبية من سورية، وإعادة الإعمار".

وبينت المصادر أنه "خلال اللقاء جرى توزيع استمارات تتضمن المعلومات العامة الشخصية، وهناك بند خاص للتصريح إذا كان الشخص يرغب في التحدث خلال المؤتمر".

ولفت إلى أن هناك "شخصيات مقربة من النظام تعمل على وضع أسمائها بين الشخصيات المدعوة، حيث هناك إشاعة تسري بينهم بأن من سيشارك في المؤتمر قد تكون له أفضلية في أن يكون ضمن تركيبة النظام المقبل".

بدوره، قال المصدر المعارض المقيم في دمشق لـ"العربي الجديد": "يبدو أن مؤتمر سوتشي أو ما يقال عنه مؤتمر الحوار الوطني السوري لم يعد بالمستوى المأمول منه، حيث إن قوى المعارضة المعترف بها دولياً وخاصة الهيئة العليا للمفاوضات ترفض إلى اليوم المشاركة بهذا المؤتمر، إضافة إلى كثير من الشخصيات المعارضة، فمن بقي من المرجح أن يشارك هي القوى الموالية للنظام والتي تدور في فلكه".

وأضاف: "لقد تغيَّر جوهر المؤتمر من بحث أسس الدستور السوري المقبل، وإجراء الانتخابات وتطبيق القرار الدولي الخاص بسورية 2254، إلى بحث مسائل عامة، كالمصالحة الوطنية، التي لا يراها الروس والنظام سوى اتفاق إذعانٍ للنظام بعد الحصار والتجويع، وإخراج القوات الأجنبية، التي تُعرف بالفهم الروسي على أنها من دخلت سورية دون اتفاق مع النظام، كالقوات الأميركية والأوروبية والتركية، أما مسألة إعادة الإعمار فهي مسألة تقنية بحاجة إلى نسب فساد متدنية وشفافية كبيرة غير متواجدة لدى النظام".

واعتبر أن الروس "سيكتفون بالشكل العام للمؤتمر، والادعاء بأنهم استطاعوا جمع ممثلين من مختلف مكونات المجتمع السوري الدينية والطائفية والقومية وبعض القوى السياسية والثقافية، وقد أيدوا رؤية الروس وآليات عملهم".

في السياق، قال المتحدث باسم الحكومة ونائب رئيس الوزراء التركي، بكير بوزداغ، إنه "سيجتمع القادة (رؤساء كل من إيران وتركيا وروسيا) في 22 من الشهر الحالي في مدينة سوتشي الروسية، حيث سيتم التباحث في الخطوات التي سيتم اتخاذها".

وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة التركية: "لقد قلنا في العديد من المرات إنه لن تتم مكافحة تنظيم إرهابي باستخدام تنظيم إرهابي آخر… ليس على أحد أن ينتظر منا أن نرضى بوجود تنظيم إرهابي على الطاولة"، في إشارة إلى رفض تركيا للرغبة الروسية بمشاركة حزب "الاتحاد الديمقراطي" في مؤتمر سوتشي.

إلى ذلك، نقلت وكالة "الأناضول" عن مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، يوري يوشاكوف، أن موضوع مشاركة المجاميع الكردية في "مؤتمر الحوار السوري"، سيتم تناوله خلال القمة الثلاثية في "سوتشي".

المساهمون