مصادر لـ"العربي الجديد": اتصالات مصرية فلسطينية إسرائيلية أوقفت التصعيد في غزة

31 أكتوبر 2017
"الجهاد الإسلامي" أبقت على كل الاحتمالات للرد على العدوان(Getty)
+ الخط -


أكّدت مصادر فلسطينية موثوقة لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أنّ اتصالات مصرية فلسطينية إسرائيلية نجحت الليلة الماضية في وقف التصعيد العسكري الذي كان متوقعاً بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي لنفق يتبع حركة "الجهاد الإسلامي" إلى الشرق من شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقالت المصادر، إنّ جهاز المخابرات المصري أجرى سلسلة من الاتصالات مع قيادات في حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" لوقف تدهور الأوضاع ومنع التصعيد من قبل المقاومة رداً على العدوان الإسرائيلي واستهداف النفق.

وذكرت المصادر أنّ المخابرات المصرية أبلغت الحركتين عدم رغبة إسرائيل في التصعيد وأنّ الحدث كان داخل الأراضي المحتلة وليس في القطاع.

ورغم ذلك، تؤكد مصادر "العربي الجديد" أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" أبقت على كل الاحتمالات للرد على العدوان، ولم تعط موقفاً نهائياً حتى الآن، لكل من اتصل بها طالباً التمهل قبل الرد على ما جرى.

واستشهد أمس سبعة فلسطينيين، خمسة منهم من "سرايا القدس" الذراع العسكرية للجهاد بينهم قائد لواء الوسطى ونائبه في السرايا، واثنان من كتائب القسام الذراع العسكرية لـ"حماس" كانوا ضمن فريق الإنقاذ الذي يعمل على استخراج العالقين من النفق المستهدف.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد اتصل هاتفياً برمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، معرباً عن التضامن الكامل مع "الأخوة في حركة الجهاد الإسلامي والوقوف إلى جانبهم في هذه المحطة المهمة".

ونقل المكتب الإعلامي لـ"حماس" عن هنية تأكيده لشلح أنّ "ارتقاء الشهداء من كتائب القسام وسرايا القدس هو تأكيد على وحدة الطريق والهدف والمصير وصولا إلى تحقيق النصر والتحرير".

واستعرض هنية وشلح "خطورة وتداعيات الجريمة الصهيونية وأهداف الاحتلال من ورائها في محاولة لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية غير أن شعبنا ومقاومته الباسلة سيظلان على عهد الشهداء الأبطال الذين ارتقوا في معركة الإعداد للتحرير ودحر الغاصبين".

وبحث القياديان الفلسطينيان التطورات الجارية في ضوء الاتصالات التي تلقتها الحركتان مؤكدين أن "دماء الشهداء ستبقى تنير الطريق للأجيال الثائرة من أبناء شعبنا المرابط داعين الله تعالى أن يتقبل الشهداء وأن يعافي الجرحى والمواساة لعائلاتهم الصابرة الأبية".


وفي سياق متصل، استأنف الدفاع المدني وفرق الإنقاذ الفلسطينية، صباح اليوم الثلاثاء، عملية البحث عن المقاومين المفقودين داخل النفق الذي تعرض لاستهداف إسرائيلي.

وتوقفت عمليات الإنقاذ في وقت متأخر الليلة الماضية، بعد أن تمكنت الطواقم الطبية من انتشال 7 شهداء، وجميعهم من فرق الإنقاذ جراء تعرضهم لغازات سامة. ومن المقرر أن يتم تشييع جثامين الشهداء بعد صلاة الظهر من مساجد مختلفة وسط وجنوب القطاع.

غزة تشيع شهداء نفق المقاومة

في السياق، شيع آلاف الفلسطينيين في غزة، اليوم الثلاثاء، جثامين 7 شهداء قضوا في القصف الإسرائيلي أمس، في الوقت الذي تواصلت فيه عمليات البحث عن مفقودين آخرين.

وطالب المشيعون المقاومة الفلسطينية بضرورة "الانتقام من الاحتلال والرد على عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني، بالإضافة لضرورة المضي قدمًا في طريق إتمام المصالحة الداخلية، والعمل على إنهاء الانقسام، بما يعزز التمسك بسلاح المقاومة وعدم المساس به".

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، في كلمة له على هامش مشاركته في تشييع الشهداء، إن "الاحتلال واهم إذا كان يعتقد بمجزرته الأخيرة أنه قادر على أن يفرض قواعد اللعبة، أو يحاول بذلك خلط الأوراق وتبديل الأولويات".

وأكد هنية أن "الأولويات واضحة وعلى رأسها المقاومة وسلاحها، الذي يعتبر بمثابة الشرف، والمساس به بمثابة الخيانة للوطن والشعب والأمة"، مشددًا على أنه "مخطئ من يعتقد أنه قادر على تغيير الأولويات، فهي واضحة والاستراتيجيات واضحة، وكلها تصل إلى نقطة النهاية".

ولفت رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إلى أن "المقاومة وسلاحها وإمكانياتها وإنجازاتها ومكتسباتها وموروثها خط أحمر غير مسموح المساس به أو الانفراد به"، مشيرًا إلى أن "الفصائل والمقاومة أقدر على تنظيم وتحديد طبيعة الصراع وادارته مع الاحتلال".

وأشار إلى أنه "إلى جانب الخيار الاستراتيجي المتمثل في المقاومة وسلاحها، يجب المضي قدما نحو استعادة الوحدة الوطنية"، داعيًا إلى "الإسراع وعدم التباطؤ والمضي في خطوات المصالحة الفلسطينية، مع ضرورة وقف التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال كرد على عملية الاغتيال، بالإضافة لوقف العقوبات المفروضة على غزة". 

في السياق قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، نافذ عزام، إن "ما جرى من جريمة إسرائيلية يؤكد على ما يجري منذ 100 عام، ودليل جديد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه، وأنه منزرع في أرضه ويدافع عن كرامته وكرامة الأمة"، مشددًا على أن "مشروع المقاومة هو المشروع الوحيد الكفيل برد الحقوق لأصحابها والرد على جرائم الاحتلال".

وشدد عزام على أن "دماء الشهداء الذين قضوا في الاستهداف الإسرائيلي لنفق المقاومة وسط القطاع ترسل رسالة إلى أصحاب "صفقة القرن" أن تلك الصفقة وهم كبير، وهي رسالة إلى كل من يفكر في الاقتراب أو المساس من سلاح المقاومة".

في الأثناء، أكد نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، خليل الحية" على أنه "إذا كان يريد الاحتلال الإسرائيلي عبر عدوانه وقف تدفق المقاومة أو التأثير على المصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني أو أنه يريد أن يفرض المعركة في الوقت التي يريد، فهو واهم".