رئيس الوزراء الأسترالي في إسرائيل لتعزيز التعاون الأمني والدفاعي

30 أكتوبر 2017
رئيس الحكومة الأسترالية، مالكوم ترنبل (Getty)
+ الخط -
في تطوّر يعكس طابع العلاقات الخاصة التي تربط الجانبين، وصل رئيس الحكومة الأسترالية، مالكوم ترنبل، اليوم الإثنين، إلى تل أبيب في زيارة تستغرق يومين وتهدف إلى تطوير التعاون الأمني والعلاقات الدفاعية.

وفيما يدلل على أن العلاقات مع إسرائيل تمثل أحد محاور الإجماع الأسترالي، فقد اصطحب ترنبل معه في زيارته زعيم المعارضة الأسترالية، بيل شورتن، الذي وصفه بيانٌ صادرٌ عن الخارجية الإسرائيلية اليوم بأنه من "أوثق أصدقاء إسرائيل".

وأشار موقع صحيفة "جيروزلم بوست" الإسرائيلية، إلى أن ما يعكس الأهمية التي تنظر بها الحكومة والأحزاب الأسترالية للعلاقة مع إسرائيل، حقيقة أن كلاً من ترنبل وشورتن قد وصلا تل أبيب في ذروة أزمة سياسية داخلية تعصف بأستراليا، نجمت عن فقدان حكومة ترنبل أغلبيتها المطلقة في البرلمان.

ونقلت الصحيفة عن ترنبل قوله عشية توجهه لتل أبيب، إنه سيبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين سبل "تعزيز التعاون الأمني والإستراتيجي والعلاقات الدفاعية، وسنناقش سبل تنفيذ مشاريع لحماية المناطق المأهولة بالسكان".

ولفتت الصحيفة إلى أن تل أبيب تراهن على إسهام زيارة ترنبل في تحسين الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل من خلال التوقيع على صفقات ضخمة لشراء السلاح، مشيرة إلى أن أستراليا تعد سابع أكبر دولة مستوردة للسلاح في العالم. وأشارت إلى أن أستراليا تعد سوقاً رائجاً للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وإلى أن كلاً من إسرائيل وأستراليا ستوقعان خلال الزيارة على مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الدفاع، مما يضمن توسيع مجالات تصدير السلاح والتقنيات العسكرية لكانبرا.

وقد أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بياناً بمناسبة زيارة ترنبل أشار فيه إلى أن "الدولتين تتمتعان بعلاقات ثنائية ممتازة، فإسرائيل تحظى بدعم الحزبين الرئيسيين في البرلمان الأسترالي"، منوهاً إلى أن لدى كل من تل أبيب وكانبرا "اهتمام كبير في الإسهام في الحرب على الإرهاب والتطرف".

وبخلاف زعماء العالم الآخرين الذين يزورون إسرائيل، فإن ترنبل لن يتوجه خلال الزيارة إلى مناطق السلطة الفلسطينية للقاء رئيسها محمود عباس. من ناحيتها وصفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، أستراليا بأنها "الصديقة الأكثر قرباً لإسرائيل حسب كل المعايير".

وأعادت الصحيفة المقربة من ديوان نتنياهو للأذهان حقيقة الدور الذي لعبته أستراليا في التمهيد لسيطرة الحركة الصهيونية على فلسطين، مشيرة إلى أن الكتيبة الأسترالية في الجيش البريطاني هي التي نجحت في احتلال بئر السبع عام 1917 ودحر الجيش التركي، وهو التطور الذي أفضى إلى احتلال فلسطين ومهد لصدور وعد بلفور في نفس العام، وهو الوعد الذي منح اليهود الحق في إقامة وطن قومي على أرض فلسطين.

وأشار المعلق إيزي ليبل في تحليل نشرته الصحيفة اليوم الإثنين، إلى أن أستراليا لعبت دوراً مركزياً في تهجير اليهود من الاتحاد السوفياتي لإسرائيل من خلال إصدار تعليمات لسفارتها في موسكو بتقديم العون للمنظمات اليهودية التي تعمل في هذا المجال. وأوضح ليبل أن أستراليا كانت الأكثر حماساً من بين الدول التي سعت إلى إلغاء قرار الأمم المتحدة الذي اعتبر الصهيونية حركة عنصرية.

وذكر أن أستراليا قدمت لإسرائيل خدمات إستراتيجية واقتصادية كبيرة من خلال مساعدة تل أبيب في اختراق آسيا وإقناع حكومات جنوب شرق القارة بتدشين علاقات دبلوماسية معها، وتمكينها للوصول للأسواق الآسيوية. ونوه إلى أن الجالية اليهودية في أستراليا تتمتع بنفوذ كبير، وأن الحكومة الأسترالية عينت مؤخراً يهوديين كحاكمين لأكبر مقاطعات أستراليا.

وامتدح ليبل بشكل خاص الدور الذي تقوم به الجالية اليهودية في أستراليا، والتي تضم 120 ألفاً، والتي تحرص على تنظيم ذاتها بشكل يفضي إلى تعزيز قدرتها على التأثير على الحكومات الأسترالية بما يخدم المصالح الإسرائيلية. وسيكون ترنبل أول رئيس وزراء أسترالي يزور إسرائيل منذ الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الأسبق، جون هاوارد، عام 2000، مع العلم أن زيارته تأتي بعد ثمانية أشهر على الزيارة التي قام بها نتنياهو لأستراليا.

وسيشارك ترنبل والوفد المرافق معه غداً في إحياء ذكرى مرور 100 عام على احتلال الكتيبة الأسترالية في الجيش البريطاني مدينة بئر السبع عام 1917.