العبادي يرفض عرض أربيل تجميد نتائج استفتاء كردستان العراق ويجدد المطالبة بإلغائها

26 أكتوبر 2017
العبادي جدد المطالبة بإلغاء نتائج الاستفتاء (أليكس بانون/فرانس برس)
+ الخط -



أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن رفضه العرض الكردي الذي قدمته حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الأربعاء، القاضي بتجميد نتائج الاستفتاء، ووقف إطلاق النار بين البشمركة والقوات العراقية، وبدء حوار مباشر بين الجانبين.

وأوضح العبادي، في بيان له من إيران، التي وصلها ليلة أمس، أن "استراتيجيتنا هي إخضاع المناطق كلها لسلطة الدولة، ولن نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء" الذي أجرته حكومة الإقليم في الـ25 من سبتمبر/أيلول الماضي للانفصال عن العراق.

وأضاف العبادي، في البيان الذي صدر عقب لقائه نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري: "اليوم بدأت عملية تحرير آخر معاقل داعش، وتوجيهاتنا لقواتنا أن تمد يدها للمواطنين"، مشددًا على رفض فكرة "استيعاب داعش"، وأن الحكومة قررت "القضاء عليه، لأن بقاءه خطر على الجميع".

وحول الأزمة مع إقليم كردستان، أوضح أن "إجراء الاستفتاء جاء في وقت نخوض فيه حربًا ضد داعش، وبعد أن توحدنا لقتاله، وحذرنا من إجرائه (الاستفتاء) لكن دون جدوى، ولم نعتبر إجراءاتنا الدستورية في بسط السلطة الاتحادية إلا انتصارًا لجميع العراقيين، واستراتيجيتنا هي إخضاع هذه المناطق لسلطة الدولة، ونحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور".

في المقابل، نقل البيان عن نائب الرئيس الإيراني، جهانغيري، تأكيده على استمرار دعم طهران العراق.

وفي أول تعليق على رفض بغداد رسمياً عرض تجميد نتائج الاستفتاء، قال القيادي في التحالف الكردستاني، حمة أمين، إن "هناك من يدفع ببغداد إلى مزيد من التصعيد مع كردستان، وصولًا إلى مواجهة عسكرية شاملة".

وأوضح أمين، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا أحد يرغب بذلك، ومع الأسف كنا نأمل أن تقابلنا بغداد بخطوة إيجابية مماثلة، لكن (ما حدث) العكس تمامًا، وهذا غرور وغطرسة لن تسفر إلا عن مزيد من التفكك والانقسام".

ولفت إلى أن "رسالة بغداد، من خلال الرفض، هي استمرار تحركها العسكري في مناطق البشمركة وبسط سيطرتها على مناطق جديدة"، مرجحًا "تدخل أطرافٍ دولية جديدة على خط الأزمة منعًا لتطورها إلى مراحل خطيرة"، وفقًا لقوله.

من جهته، قال رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، إن "عرض إدارة إقليم شمال العراق لن يصلح ما تمّ تخريبه، ومن الآن فصاعداً، فإنّ تركيا ستتعاون مع العراق وإيران بشكل مكثف لمكافحة الإرهاب ونشر الأمن في المنطقة".

كما وصف وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، عرض أربيل تجميد نتائج استفتاء الانفصال، بـ"خطوة مهمة لكنها غير كافية"، مشددًا على ضرورة إلغاء الاستفتاء.

وقال جاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره من كوسوفو بهجت باكولي، اليوم الخميس، في أنقرة، إن "تراجع إقليم شمال العراق عن الاستفتاء خطوة مهمة، لكنها غير كافية ويجب إلغاؤه".

وأشار إلى أن رئيس إقليم شمال العراق "ظنّ أنه سيتمتع بموقف قوي على الطاولة في حال إجرائه الاستفتاء، لكن الجميع يرى أنه بات في وضع أضعف في الوقت الراهن"، على حد قوله.

وأكّد الوزير التركي أن "البارزاني خدع أكراد المنطقة، وكان قد خطط لجمع الشعب الكردي خلفه من خلال الاستفتاء، إلا أنه ساهم في تمزيق الأكراد في العراق، وخسر امتيازاته أيضًا".