معارك وقصف عنيف في القريتين بالبادية السورية... وانقطاع الاتصال بآلاف المدنيين

02 أكتوبر 2017
المدنيون العالقون ينتظرهم مصير مجهول (ياسين اكغول/ فرانس برس)
+ الخط -
تتعرض بلدة القريتين في البادية، بريف حمص الجنوبي الشرقي، منذ مساء أمس الأحد، لقصف مدفعي عنيف من قوات النظام السوري، بالتزامن مع معارك مع تنظيم "داعش" الإرهابي، وسط مصير مجهول ينتظره أكثر من 15 ألف مدني علِقوا في المدينة، بعد فرار قوات النظام وتركهم للتنظيم، فيما قتل 12 مدنيا، اليوم الاثنين، بتجدد القصف الجوي على بلدة بقرص تحتاني وبلدة البوليل في ريف دير الزور الشرقي.

وشن تنظيم "داعش" هجوما مباغتا، مساء السبت، على مواقع قوات النظام في مدينة القريتين، وقامت قوات النظام على أثره بالانسحاب من المدينة إلى محيطها، فيما تدور معارك عنيفة منذ الصباح في الجبهة الغربية من المدينة، وسط قصف مدفعي مكثف من قوات النظام.

وقالت مصادر محلية إن قوات النظام والقوات الروسية استعادت، صباح اليوم، السيطرة على حي رأس رويس في الجهة الغربية من المدينة، بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة.

وفي حين أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن تنظيم "داعش" تسلل إلى المدينة عبر جبال القلمون الشرقي، لم تستبعد المصادر وجود عملية تسهيل لتنفيذ الهجوم من قبل أطراف في النظام تعمل لصالح أجندات دولية.

وفي الشأن نفسه، أكّد الناشط خالد الحمصي، من أهالي المنطقة، في حديث مع "العربي الجديد"، وجود أكثر من 15 ألفا من المدنيين ينتظرهم مصير مجهول، بعد فرار قوات النظام من المدينة وتركهم لتنظيم "داعش"، حيث باتوا عالقين تحت نيران القصف المدفعي والاشتباك في المدينة المحاصرة، وسط انقطاع تام في الاتصالات عن المدنيين داخل المدينة.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن طيرانا حربيا يعتقد أنه روسي، قصف مناطق في بلدة بقرص تحتاني بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، فضلا عن وقوع أضرار مادية كبيرة.

وفي غضون ذلك، قتل مدنيان جراء غارة جوية على حي الإصلاح في بلدة البوليل بريف دير الزور الشرقي، ولا تزال الحصيلة مرشحة للارتفاع نتيجة وجود عالقين تحت الأنقاض، بحسب ما ذكرته مصادر محلية.

من جانبه، زعم "الإعلام الحربي المركزي" التابع لـ"حزب الله"، أن ضربات جوية نفذها سلاح الجو السوري على تحصينات ومقرات وتحركات تنظيم "داعش" في بلدات الموحسن، والميادين، وصيدا بن موينع، وطيبة شامية، وبقرص تحتاني، وبقرص فوقاني بريف دير الزور.

وكشفت مصادر إعلامية مقربة من "حزب الله" اللبناني، اليوم، أن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت أحد مواقع "حزب الله" في ريف حمص الشرقي، وسط سورية، ما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر وجرح خمسة عشر آخرين.

ولم تذكر المصادر مكان الموقع الذي تحدثت عنه، مكتفية بالقول إنه "موقع تثبيت" في ريف حمص، مشيرة إلى أن حصيلة القتلى مرشّحة للارتفاع.

إلى ذلك، زعم "الإعلام الحربي المركزي" أن قوات النظام وحلفاءها تابعوا عملياتهم في ريف دمشق الجنوبي الشرقي وسيطروا على مناطق "رجم الحدلة، رجم بكر، خبرة بكر، خبرة رديفي" بعد اشتباك مع المعارضة السورية المسلحة.

وأضاف "الإعلام الحربي المركزي" أن قوات النظام سيطرت على قريتي رسم العبد ورسم العبايكة، جنوب قرية سوحة في ريف حماة الشرقي، بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش".



مقتل 14 مدنياً بقصف جوي على البوكمال

من جهةٍ أخرى، تحدثت شبكة "فرات بوست" عن مقتل 14 مدنياً في حصيلة أولية، وسقوط عدد كبير من الجرحى، نتيجة استهداف الطيران الحربي، فجر اليوم الإثنين، مناطق بالقرب من المدرسة المحدثة في مدينة البوكمال، شرق دير الزور، بعدة غارات جوية.

وذكرت الشبكة المختصة بأخبار محافظة دير الزور أنّ طفلاً قُتل وأصيب ثلاثة أشخاص جراء غارة من الطيران الحربي على قريتي الحطلة و‫الصالحية‬ في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، كما قُتل مدني بغارة على بلدة بقرص تحتاني، شرق دير الزور.

من جانب آخر، قالت مصادر إن الاستخبارات العسكرية التابعة لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" اعتقلت القيادي البارز في مجلس دير الزور العسكري المنضوي في صفوفها، ياسر الدحلة، وهو القائد العام لفصيل "كتائب البكارة".

وأوضحت أن اعتقال الدحلة تم مع أربعة من معاونيه، إثر دعوتهم إلى اجتماع لمناقشة وضع الجبهات في ريف دير الزور الشمالي، وتم اتهام الدحلة بتجاهل اتصالات وأوامر قيادة المجلس وعدم الرد عليها.

وأكدت المصادر أن قوات مجلس دير الزور العسكري تمكنت من السيطرة أخيراً على مناطق استراتيجية في ريف دير الزور الشمالي بعد معارك مع تنظيم "داعش".

وفي الشأن نفسه، قالت "شبكة ديري نيوز" إن الاستخبارات العسكرية المتمثلة بمليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تقود مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، تسعى من خلال اعتقال الدحلة إلى إشعال فتنة بين العشائر العربية المنضوية في "مجلس دير الزور العسكري"، على رأسها عشيرتا البكارة، والعكيدات.

إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات مع "داعش" في محيط بلدة الكسرة جزيرة في ريف دير الزور الغربي، في محاولة تقدم من "قوات سورية الديمقراطية" بعد سيطرتها على بلدة الكبر القريبة من الكسرة.

كذلك، قالت مصادر محلية إن مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت على مساكن ساريكو في شمال مدينة الرقة بعد معارك مع تنظيم "داعش".

وكان "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية" قد ذكر أن قوات الأخيرة سيطرت، أمس، على أربع نقاط في حي الفردوس، وسط مدينة الرقة، واستولت على مجموعة من الأسلحة والذخائر، فيما قُتل مقاتلان من المليشيات خلال الاشتباكات مع التنظيم.


قوات النظام تقصف الغوطة
من جهة أخرى، تحدث الدفاع المدني السوري في ريف دمشق عن إصابة امرأة وطفل جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري استهدف الأحياء السكنية في مدينة دوما بريف دمشق الشرقي، فيما شن طيران النظام السوري سبع غارات على مدينة عين ترما في الغوطة الشرقية، مسفرا عن أضرار مادية، وذلك في خرق مستمر لاتفاق خفض التوتر من قبل قوات النظام.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في أحدث تقاريرها مقتل 912 مدنياً في شهر سبتمبر/ أيلول الفائت، جلهم على يد قوات النظام السوري والقوات الروسية.

وأوضح التقرير أن قوات النظام السوري متمثلة بـ"الجيش، الأمن، المليشيات المحلية، المليشيات الشيعية الأجنبية"، قتلت 498 شخصا، بينهم 101 طفل، و83 امرأة، و33 تحت التعذيب، بينما قتلت القوات الروسية 207 أشخاص، بينهم 45 طفلا و31 سيدة، معظمهم في إدلب ودير الزور.

وذكر التقرير أن قوات الإدارة الذاتية (بشكل رئيس قوات حزب الاتحاد الديمقراطي – فرع حزب العمال الكردستاني)، قتلت 11 مدنيا، بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، بينما قتلت التنظيمات الإسلامية المتشددة "داعش، وهيئة تحرير الشام" 44 مدنيا، بينهم 6 أطفال وسيدة وشخص تحت التعذيب.

وأضاف التقرير أن فصائل المعارضة المسلحة تسببت بمقتل سبعة مدنيين، بينهم طفل وسيدتان، في حين قتلت قوات التحالف الدولي 104 مدنيين، بينهم 29 طفلا و21 سيدة، في وقت قتل 41 مدنيا، بينهم 15 طفلا، على يد مجهولين وحوادث انفجار ألغام وقصف تركي وغرق في نهر الفرات.