تفاصيل جديدة عن اعتقال منفذ هجوم إسطنبول

26 يناير 2017
220شرطيا من وحدة مكافحة الإرهاب شاركوا بالاعتقال(عبد الله كوسكون/الأناضول)
+ الخط -
نشرت صحيفة "حرييت" التركية المعارضة المزيد من التفاصيل حول كيفية إلقاء القبض على منفذ هجوم إسطنبول، عبد القادر ماشاريبوف، وأدى إلى مقتل 39 شخصا، معظمهم من جنسيات عربية، وجرح 64 آخرين.

وبحسب الصحيفة، فقد تمكن ماشاريبوف من الخروج من مكان تنفيذ الهجوم، بعدما ترك معطفه الذي تتواجد فيه محفظته، الأمر الذي لم يكن إيجابيا كما يتوقع البعض، بل ساهم في تصعيب تتبع الشرطة لمسار ماشاريبوف، حيث استغل الأخير هذا الأمر من أجل تغيير عدة سيارات أجرة.

وذكرت "حرييت" أن منفذ الهجوم استقل سيارة الأجرة الأولى التي أبعدته عن المكان إلى مسافة قصيرة، وذكر للسائق بأنه نسي محفظته ولن يستطيع الذهاب إلى وجهته، واكتفى بإعطائه سيجارة، فنزل من السيارة، ليستقل بعد ذلك سيارة أجرة ثانية، نحو منطقة زينجيرلي كوي في إسطنبول، ليكرر الأمر ذاته، قبل أن يعتذر من السائق لعدم امتلاكه النقود، ويقدم له سيجارة، ثم نزل هناك.


وأضاف المصدر أن ماشاريبوف دخل إلى حديقة أحد المنازل بالخطأ، وتعرض لهجمة شرسة من مجموعة كلاب، أوقعته على الأرض، قبل أن يتمكن من الخروج إلى الشارع مرة أخرى، ويستقل سيارة أجرة جديدة، وذكر للسائق بأنه يريد التوجه إلى منطقة زيتن بورنو، وأنه سيدفع له الأجرة بعد أن يصل إلى هناك، كونه لا يملك النقود.


وبحسب المصدر ذاته، نزل ماشاريبوف من السيارة في زيتن بورنو، وذهب إلى أحد المطاعم، وأيقظ من فيه، وطلب منهم أموالا ليدفعها لسيارة الأجرة، وبعد ذلك توجه إلى إحدى الشقق في المنطقة واختبأ. 

وأوضحت الصحيفة أن الشرطة التركية توصلت إلى هذه المعلومات خلال أول 24 ساعة من حدوث الهجوم، وذلك من خلال تفحص آلاف الساعات من تسجيلات كاميرات المراقبة، التي استطاعت من خلالها التعرف على سائقي سيارات الأجرة، والوصول إليهم، والتحقيق معهم.

ومن جهتهم، أفاد السائقون بأن منفذ الهجوم شخص يتكلم لغة تركية ركيكة، ولديه ملامح شرق آسيوية، لكنه قد يكون من سكان إحدى الجمهوريات التركية، مؤكدين أنه قدم لهم سجائر لأنه لا يملك المال. 

وبحسب التقرير، فإن الشرطة التركية استطاعت التوصل إلى الشقة التي اختبأ فيها مشاريبوف في منطقة زيتن بورنو بعد 36 ساعة من وقوع الهجوم، كما دهمت، على الفور، المكان، غير أنها لم تجد سوى حقائب سفر، وأعقاب سجائر من نوعية السجائر نفسها التي قدمها المنفذ لسائقي سيارات الأجرة، الأمر الذي أكد وجوده بتلك الشقة في وقت سابق.

وبحسب الصحيفة؛ استمرت التحريات والملاحقة حتى تم التوصل إلى مكان وجود زوجة مشاريبوف؛ لتلقي الشرطة التركية عليها القبض، برفقة ابنتها البالغة من العمر سنة ونصف السنة.


وأوضحت الصحيفة أن الشرطة التركية قامت بتحريات واسعة، وفحصت آلاف كاميرات المراقبة، كما تم العثور على السيارة التي أقلت ماشاريبوف إلى مكانه الجديد. 

وأكثر من ذلك، بحثت الشرطة التركية عن كل ارتباطات منفذ الهجوم، ودهمت أكثر من 480 منزلا في خمس ولايات، واعتقلت 2014 شخصا، وذلك خلال عملية البحث التي استمرت 16 يوما.

وبحسب التقرير، فقد تمكنت وحدة مكافحة الإرهاب من تحديد ثلاث شقق يُعتقد بتواجد منفذ الهجوم فيها، وقامت بمراقبتها لمدة ثلاثة أيام، وحددت كل شخص يخرج منها ويدخل إليها، لتدهم الشقق الثلاث في وقت متزامن، يوم 16 كانون الثاني/ يناير، وتلقي القبض على ماشاريبوف، الذي كان مختبئا خلف السرير في إحدى هذه الشقق. 

وأشارت الصحيفة إلى أن 220 رجل شرطة من وحدة مكافحة الإرهاب، و180 رجل استخبارات شاركوا في عملية التحري للوصول إلى منفذ الهجوم، "وقد اتخذت إجراءات عديدة للمشاركين في هذه العملية، حيث مُنع استخدام وسائل التواصل والتراسل على غرار واتساب وغيرها من التطبيقات. 

وفي المقابل، تواصلت العناصر فيما بينها عبر تطبيق سري خاص بهم، وذلك بسبب احتمال وقوف أجهزة استخبارات أجنبية خلف الهجوم.




دلالات