"ذي إندبندنت": باول يكشف امتلاك إسرائيل 200 رأس نووي

17 سبتمبر 2016
باول أشاد بالاتفاق النووي مع إيران (دايفيد سيلفرمان/ Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية إنّ وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول، كشف في وثائق مسربة من بريده الإلكتروني، أنّ إسرائيل تمتلك 200 رأس نووي جميعها موجهة إلى إيران، مشيرة إلى أهمية التسريب لكون باول "أحد أكثر المصادر الموثوقة حتى الآن" التي تحدثت عن ترسانة إسرائيل النووية.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير اليوم السبت، أنّ "باول كشف عن هذه المعلومات في رسالة إلكترونية أرسلها العام الماضي إلى أحد زملائه، والتي تم الحصول عليها من قبل مجموعة القراصنة المعروفة باسم "دي سي ليكس" قامت بنشرها على مدونة "لوب لوغ" للسياسة الخارجية".

ولفتت إلى أنّ إسرائيل تعتمد سياسة "الغموض النووي"، إذ لا تكشف إطلاقاً عن حجم ونوع أسلحتها النووية، حتى لو كان ذلك "سراً واضحاً" من قبل حليف الولايات المتحدة المسلح بشكل جيد.

ويرى مراقبون، أنّ إسرائيل تمتلك 400 رأس نووي، لكنّ باول هو "أحد أكثر المصادر الموثوقة حتى الآن" التي تحدثت عن ترسانتها النووية.

وتشير الصحيفة إلى أنّ معلومات الوزير الأميركي السابق كشف عنها في رسالة إلى شريكه التجاري والمانح للحزب الديمقراطي جيفري ليدز، بخصوص خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، والذي حذر فيه من الاتفاق النووي مع إيران.

وتفيد بأنّ باول كان قد أشاد بالاتفاق الذي يحد من قدرات إيران النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، والذي تم إنجازه خلال الصيف الماضي.

وفي رسالته يقول باول إنّ "المفاوضات لن تؤدي إلى ما يريد (نتنياهو). بكل الأحوال... الإيرانيون لا يستطيعون استخدام سلاح نووي إذا تمكّنوا أخيراً من صنع واحد. الصبية في إيران يعلمون جيداً أن إسرائيل تمتلك 200 رأس نووي جميعها موجهة إلى طهران، في وقت نمتلك نحن الآلاف منها. كما قال أحمد نجاد (الرئيس الإيراني السابق) "ماذا نفعل بأحدها... نلمعها؟".

وتشير "ذي إندبندنت" إلى أنّ باول وصف في مقابلة تلفزيونية الاتفاق النووي مع إيران بأنه "اتفاق جيد"، مع أنّه أبدى شكوكاً في إحدى رسائله إلى السيد ليدز، حول قدرة إيران على إجراء تجربة على سلاح نووي "في غضون سنة"، معترفاً بأنّ العقوبات "قد لا تكون كافية" لمنع إيران إذا ما كانت عازمة حقاً، على تطوير أسلحتها النووية.

وتنقل الصحيفة عن باول قوله في الرسالة إنّ "هم (الإيرانيون) يقولون، بشكل صحيح، إنّ لديهم كل الحق لتخصيب اليورانيوم لأغراض الطاقة، والروس ساعدوهم في بناء مفاعل بوشهر".


وفي تطور آخر، فقد حث رئيس الأركان السابق في عهد الرئيس الأميركي رونالد ريغان، كين ديبرستين، باول عدم إعلان الدعم العلني للاتفاق، إلا أنّ باول عاد ليدافع عن الاتفاق لكونه "جيداً للبلاد".

"الاتفاق مع إيران جيد لمصلحة البلاد ولحلفائنا"، يقول باول في رسالته، مشيراً إلى أنّ عدداً من المسؤولين ادّعوا أنهم لم يحسموا موقفهم، ربما لأنهم أرادوا حماية خياراتهم في المستقبل في حين "أنني ليس لدي أي منها.. أو لا أريدها حتى"، بحسب باول.

وتلفت الصحيفة إلى أنّ الموقع الذي سرّب الرسائل الإلكترونية لباول، على صلة بمجموعة القراصنة التي يطلق عليها اسم "الدب الخيالي" والمرتبطة بالاستخبارات العسكرية الروسية، وفقاً لما أفادت به صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في وقت يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "أف بي أي" بـ "محاولة روسية واضحة لتقويض الكفاءة السياسية" في الولايات المتحدة.

كما تشير إلى أنّ الرسائل الإلكترونية المسرّبة كشفت أنّ وزير الخارجية السابق وصف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب بأنّه "عار وطنياً ومنبوذ دولياً"، معتبراً في الوقت عينه أنّ المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون سياسية "شجاعة ومناورة".

وأكدت "ذي إندبندنت" أنّ الكشف عن الرسائل المسربة يأتي في وقت حث فيه ترامب روسيا على قرصنة البريد الإلكتروني لكلينتون، بهدف البحث عن 30 ألف وثيقة "مفقودة" لم يتم تسليمها مع الوثائق الأخرى لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

كما أنّ الكشف عن رسائل باول، بحسب الصحيفة، يأتي في وقت يحاول فيه وزير الخارجية السابق، إبعاد نفسه عن فضيحة البريد الإلكتروني التي تلاحق كلينتون، وتلازم حملتها الانتخابية.

وتذكّر بكلام كلينتون في مقابلتها الخميس الماضي مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، حيث قالت "لدي الكثير من الاحترام لكولن باول، والكثير من التعاطف مع أي شخص أصبح بريده الإلكتروني مشرعاً للعلن"، رافضة التعليق على القضية.



المساهمون