العراق: مليشيات تمارس عمليات خطف وقتل شمالي بغداد

01 سبتمبر 2016
عمليات القتل متزايدة في الأيام الأخيرة(أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

استيقظ أبو محمد المشهداني، على أصوات إطلاق نار داخل منزله، في منطقة الطارمية (شمالي العاصمة العراقية بغداد)، بعد قيام مليشيا مسلحة باقتحام منزله وخطف ابنه محمد واقتياده إلى جهة مجهولة بعد منتصف الليل، ليجده في صباح اليوم التالي جثة هامدة مرمية على قارعة الطريق قرب أحد بساتين العاصمة، بعد إعدامه من قبل الخاطفين برصاصة في الرأس.

وتعتبر ظاهرة الجثث المجهولة وعمليات الخطف والاغتيالات من الحوادث اليومية، التي تجري في مناطق شمال العاصمة التي تقطنها عشائر عربية سنيّة، كعشائر المشاهدة والجبور والدليم والعبيد، وتنفذها مليشيات ترتدي ملابس عسكرية وتستقل عربات مظللة وتستخدم أسلحة حديثة، وفق مصادر أمنية.  

وفي هذا السياق، نقل "العربي الجديد" عن ضابط في قيادة شرطة بغداد، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قوله إنّ "قوات الشرطة عثرت قبل خمسة أيام على ست جثث مجهولة الهوية لرجال قُتلوا رمياً بالرصاص في منطقة الثعالبة (شمالي بغداد)". وأشار إلى أنّ "الجثث كانت مقيدة الأيدي للخلف ومعصوبة الأعين وظهرت على أجسادهم آثار تعذيب واضحة"، مبيّناً أنّ "معظم الذين يتم قتلهم على يد المليشيات تعرض ذووهم للابتزاز لغرض دفع مبالغ كبيرة مقابل سلامة أبنائهم المختطفين، إلا أنّ المليشيات تقوم بقتلهم بعد الحصول على الأموال المطلوبة".

كما طالب تحالف القوى العراقية السنيّ، في بيان، رئيس الحكومة، حيدر العبادي، والأجهزة الأمنية في بغداد بـ"التصدي لجرائم القتل والخطف والاعتقال، التي تقوم بها مليشيات مسلحة وصفها بالعصابات الإجرامية، في مناطق الطارمية والمشاهدة والتاجي (شمالي بغداد)".

وقال رئيس كتلة تحالف القوى العراقية في البرلمان، النائب أحمد المساري، إنّ "الأيام الماضية شهدت تزايداً ملحوظاً في جرائم الخطف والاعتقال والتنكيل بأهالي تلك المناطق وترويعهم"، مؤكّداً أنّ "عصابات مسلحة تستقل سيارات مظللة لا تحمل لوحات تسجيل تقوم بمداهمة منازل المواطنين شمال بغداد، واعتقال أبنائهم والمساومة على إطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية، وفي حال الرفض يكون مصيرهم القتل حيث عثر على عدد من جثث المخطوفين ملقاة على قارعة الطريق".  

ورأى أنّ "عدم اتخاذ إجراء رادع وحازم ضد تلك العصابات الإجرامية التي تعيث في الأرض فساداً سيشجعها على التمادي في جرائمها وتعريض أمن المواطنين وحياتهم للخطر". كما حمّل القوات الأمنية "مسؤولية استمرار هذه الجرائم وتوتر الأوضاع الأمنية، في تلك المناطق التي شهدت خلال الأشهر الماضية استقراراً أمنياً ملحوظاً بفضل التعاون بين الأجهزة الأمنية والمواطنين.

من جهةٍ ثانية، اتهم رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد والقيادي في حزب "الدعوة" الحاكم، سعد المطلبي، العشائر العربية في شمال العاصمة بـ"دعم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فهم الخلايا النائمة له".

ولفت إلى أنّ "العشائر تقوم بتوفير الدعم لداعش للقيام بالعمليات الإرهابية في بغداد"، مضيفاً أنّ "القوات الأمنية العراقية تخوض حرباً حقيقية مع خلايا داعش في شمال بغداد"، مؤكداً "قيام قوات الأمن بقتل العديد من الانتحاريين في شمال بغداد، كانوا ينوون تنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة".

وطالبت جهات سياسية الحكومة العراقية مراراً بوضع حدّ لما أسمتها بـ"عمليات التغيير الديمغرافي"، التي تمارسها مليشيات مدعومة من جهات سياسية تستهدف العشائر العربية في مناطق حزام بغداد، بغرض إجبارهم على ترك منازلهم ومزارعهم أو الاضطرار لبيعها تحت تهديد الملاحقة أو الاعتقال بتهمة الإرهاب.

كما أكّدت مصادر أمنية، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، "قيام مليشيات بتفجير مئات المنازل في مناطق حزام بغداد، وتجريف عشرات البساتين وحرقها، بحجة انتماء أصحابها لتنظيمات إرهابية".


وأطلقت قيادة عمليات بغداد عملية عسكرية للسيطرة على المناطق المحيطة بالعاصمة، وفق خطة أمنية جديدة أعلن عنها سلفاً رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عقب التفجير الدامي الذي ضرب منطقة الكرادة مطلع يوليو/ تموز الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 250 قتيلاً، فضلاً عن مئات الجرحى.