السيسي يراقب تحركات نتنياهو في زيارته إلى أفريقيا

08 يوليو 2016
التعاون بين إثيوبيا وإسرائيل في المحافل الدولية سيستمر (تويتر)
+ الخط -
أبدى عدد من نواب البرلمان المصري، تخوفهم من تبعات توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على اتفاقيات مع إثيوبيا، في مجالي المياه والزراعة. وتأييد بعض دول حوض النيل لانضمام تل أبيب إلى الاتحاد الأفريقي، لخطورة تلك التحركات على الأمن القومي المصري، خاصة المائي، في ظل غياب حكومي واضح.


وقالت النائبة مي محمود، عضوة لجنة الشؤون الأفريقية، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، إن إسرائيل استغلت فترة غياب التواجد المصري في أفريقيا، وتقاربت مع بعض دولها، وعلى رأسها إثيوبيا، لحصار مصر، مشيرة إلى أن التقارب الإسرائيلي الإثيوبي انعكس بشكل سلبي على قضية سد النهضة.


وأشارت إلى أن لجنة الشؤون الأفريقية، ستسعى إلى إعادة توطيد العلاقات مع دول القارة، وليس فقط دول حوض النيل، معتبرةً أن استضافة مصر لانعقاد دورة البرلمان الأفريقي في شرم الشيخ في أكتوبر المقبل، تعد فرصة لزيادة سبل التواصل مع جميع دول القارة، وتوطيد علاقات كانت مجمدة لفترات طويلة".


بدوره، رأى عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، النائب حمدي بخيت، أن تحركات نتنياهو تتطلب العمل على تكثيف التحركات الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة، بالتوازي مع دور أكبر لرجال الأعمال بشأن مساندة مصر، من خلال فتح أسواق جديدة لهم فى أفريقيا، خاصة دول حوض النيل.


من جهته، حذر النائب أمين مسعود، حكومة شريف إسماعيل، من إهمال التعامل مع ملف التعاون مع دول القارة الأفريقية بصفة عامة، ودول حوض النيل بصفة خاصة، مشيراً إلى أن إسرائيل تلعب دوراً "على المكشوف" فى هذا الملف، وأكبر دليل الزيارة الأخيرة لرئيس وزراء إسرائيل.


وتساءل مسعود في طلب إحاطة موجه إلى سامح شكري وزير الخارجية "ماذا فعلت الحكومة فى ملف التعامل مع الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل، والتراجع المصري بشأن ملف سد النهضة"، مناشداً رئيس البرلمان علي عبد العال، بتكليف لجنة الشؤون الأفريقية للقيام بدورها بشأن هذا الملف من خلال تنظيم زيارات عاجلة لدول حوض النيل.
 
 
إلى ذلك، كشفت مصادر بوزارة الخارجية المصرية، أن تكليفاً صدر لسفارات مصر في كينيا، وأوغندا، وإثيوبيا، ورواندا؛ بإعداد تقارير دقيقة بشأن تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين  نتنياهو خلال جولته  بالدول الأربع.  


وأوضحت المصادر، أن السفارات الأربع عكفت خلال تواجد نتنياهو في كل دولة منها على إعداد تقرير وافٍ بشأن اللقاءات التي أجراها، والاتفاقيات الموقعة بينه وبين كل دولة. 


كما لفتت إلى أن القاهرة تدرك تماماً حجم العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، وطبيعة دورها الاقتصادي في منقطة شرق أفريقيا، التي تتقاطع مع مصر في عدة نقاط، بحسب المصادر.
 

وفي مقابل كثير من التحليلات، التي ذهب إليها العديد من المراقبين، قال دبلوماسي أوروبي بارز في القاهرة، إن "الزيارة الحالية لنتنياهو لا تثير قلق النظام بالقاهرة، خاصة وأن العلاقة بين الطرفين تحظى بمزيد من التعاون في عدد من الملفات"؛ مؤكداً أن "الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، هو بنفسه من طلب من نتنياهو التدخل لدى إثيوبيا، لإنقاذ مفاوضات سد النهضة وقبولها بالمطالب المصرية، وذلك نظراً لما تملكه تل أبيب من ثقل لدى أديس أبابا".

وأشار الدبلوماسي الأوروبي في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الزيارة الإسرائيلية أهدافها تجارية واقتصادية في المقام الأول، بالإضافة لكونها تمثل ما يشبه حملة علاقات عامة لإسرائيل في المنطقة، التي لم يزرها مسؤول إسرائيلي بهذا المستوى منذ فترة طويلة".

 
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للدول الأربع، قبل أيام قليلة من انعقاد القمة الأفريقية في العاصمة الرواندية كينجالي، وسط تصاعد الحديث عن سعي تل أبيب للحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي. 


ووقعت إثيوبيا وإسرائيل، أمس الخميس، اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم، في مجالات عدة، عقب لقاء رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، بنظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في العاصمة أديس أبابا.


وأكد ديسالين في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نتنياهو، عقب المحادثات الثنائية، أن بلاده "ترغب في ترقية العلاقات الثنائية مع إسرائيل، والعمل على رفعها إلى أفضل المستويات في مختلف القضايا".


وقال إن "الطرفين اتفقا على تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا، وبناء القدرات في مجال الزراعة، والسياحة، والاستثمار"، مضيفاً أن "الجانب الإسرائيلي وافق على تحديث الزراعة في إثيوبيا".


وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي، إلى أنه اتفق مع نظيره الإسرائيلي في قضايا ثنائية، خاصة السلم والأمن، وفي تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، موضحاً أن "70 من المستثمرين الإسرائيليين سيعقدون مع نظرائهم من الإثيوبيين منتدى التعاون التجاري في وقت لاحق من اليوم، أمس، الخميس".


وتوقع ديسالين، المزيد من الاستثمارات الإسرائيلية في إثيوبيا، داعياً المستثمرين اليهود من أصول إثيوبية للاستثمار في بلاده.


وقال إن "التعاون بين إثيوبيا وإسرائيل في المحافل الدولية سيستمر"، معبراً عن تقديره لدعم إسرائيل في حصول بلاده على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي.