أهالي جيرود ينزحون هرباً من تهديدات النظام السوري

10 يوليو 2016
النظام يستخدم سلاح التجويع والتهديد ضد جيرود(فرانس برس/خليل مزرعاوي)
+ الخط -


شهدت مدينة جيرود، الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة في ريف دمشق، خلال الساعات الماضية، حركة نزوح واسعة بين المدنيين، خوفاً من وقوع مجازر جديدة في المدينة، جراء تهديدات النظام السوري بقصف المدينة.

وقال الناشط الإعلامي في القلمون، وسام الدمشقي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "غالبية المدنيين في مدينة جيرود نزحوا إلى مدينة الناصرية، عقب توجيه القوات النظامية تهديداً بقصف المدينة في حال لم تنفذ الفصائل المسلحة شروطها الأخيرة، وهي انسحاب جميع الفصائل المسلحة من المدينة، باستثناء "قوات أحمد عبدو"".  

وكان النظام قد قصف المدينة قبل نحو الأسبوع بشكل مكثف، ما تسبب بمقتل نحو 40 شخصاً، إلى جانب عشرات الجرحى، جراء إعدام تنظيم "جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة في بلاد الشام"، لطيار سقطت طائرته في المنطقة، وتم أسره على قيد الحياة، حيث كان النظام قد هدد الفصائل بالقصف إن حدث مكروه للطيار، قبل أن يتوقف عقب التوصل إلى اتفاق لتسليم جثة الطيار عن طريق قنوات اتصال قادتها "قوات أحمد عبدو"، وكان من ضمن الاتفاق تسليم الصندوق الأسود، وانسحاب "النصرة" من المدينة، والذي لم يتم إلى اليوم.

وبين الدمشقي أن "النظام أمهل الفصائل 3 أيام لتنفيذ الطلبات، كما طلب من المجلس المحلي وضع حاجزين؛ حاجز عند الملاحة (مدخل مدينة جيرود من جهة جبال القلمون) وحاجز عند كازية الأغبر"، لافتا إلى أن "النظام أغلق جميع الطرقات بوجه النازحين، وخاصة دمشق، ولم يترك لهم خياراً سوى الناصرية القريبة من جيرود، والخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، في وقت لا توجد حواجز دائمة بين المدينتين".

ورأى الناشط الإعلامي أن "النظام يريد استغلال حادثة مقتل الطيار لتحقيق مزيد من المكاسب بأقصى درجة ممكنة، ويفرض مطالب جديدة، مستغلاً خوف المدنيين من القصف والحصار".

يشار إلى أن النظام يستخدم سياسة الحصار والقصف المكثف في العديد من المناطق المناهضة له، والمسيطر عليها من قبل المعارضة المسلحة، لفرض شروطه عليها في صيغ مصالحات لا تتعدى هدن جوع، حيث المواد الغذائية مقابل وقف الأعمال العسكرية، إذ يعيش نحو مليوني سوري في ظل حصار كامل أو جزئي، ما يجعلهم يعانون ظروفاً مأساوية، تسببت في فقدان العشرات لحياتهم جراء الجوع.