قيادات بـ"نداء تونس" تطالب بتثبيت الصيد وإقصاء حافظ السبسي

29 يونيو 2016
تباين المواقف في "نداء تونس" حول قيادة حافظ السبسي(فيسبوك)
+ الخط -
اتّهم قياديون تونسيون في حركة "نداء تونس"، أمس الثلاثاء، حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الباجي قائد السبسي، بـ"سوء أداء واحتكار تمثيل نداء تونس من دون أحقية ولا جدارة في التعامل مع أخطر أزمة تمرّ بها البلاد"، داعين إلى إقصائه من أي موقع قيادي في الحزب. كما دعوا، من جهة أخرى، إلى الإبقاء على حكومة الحبيب الصيد، وإدخال تعديلات عليها.

وأصدر القياديون بيانا حمل توقيع أربعة قياديين بارزين من الحركة نداء تونس، هم: بوجمعة الرميلي، وخميس قسيلة، وفوزي معاوية، ورضا بلحاج، المدير السابق لديوان الرئيس السبسي، الذي أُقِيل من مهامه منذ أشهر، على الرغم من نفي ذلك رسمياً، ثم تحول إلى الحزب ليترأس هيئته التأسيسية، قبل أن يستقيل من منصبه الجديد منذ أسابيع.

وجاء البيان، عقب تباين مواقف بين قيادات "نداء تونس" من مشاورات حكومة الوحدة الوطنية، وتمثيل حافظ السبسي للحزب، إلى جانب تباين الآراء بشأن استقالة الحبيب الصيد، وبشأن الأسماء التي يمكن أن تعوضه، وذلك خلال المشاورات الحزبية، يوم أمس.

ودعا البيان "كل القيادات وإطارات ومناضلي نداء تونس، إلى تحمّل مسؤوليتها في فرض تخلي نجل الرئيس عن أي موقع قيادي في الحركة، وإلى تكريس القيادة الجماعية للحركة، من دون إقصاء أو احتكار، لإنقاذها وإعادة الثقة والحسم الديمقراطي والتوافقي لتاريخ المؤتمر الانتخابي وآليات إنجازه".

وأشار الموقعون على البيان، إلى ما وصفوه بـ"تدني وسوء أداء من احتكر تمثيل نداء تونس (في إشارة إلى حافظ) من دون أحقية ولا جدارة في التعامل مع أخطر أزمة تمرّ بها البلاد منذ الانتخابات، ومن إخراج رديء لمشهد مشوه، في حوارات قرطاج حول حكومة الوحدة الوطنية".

من جهةٍ ثانية، دعا القياديون إلى "الإبقاء على حكومة الصيد، وإدخال تعديلات عليها، وعدم حصر المشاورات في موضوع التخلي عن الصيد، وإرساء حكومة جديدة قائمة على الابتزاز والمحاصصة الحزبية، وترحيل القضايا المتعلقة ببناء التوافقات اللازمة للإصلاحات الكبرى وذات الأولوية والجامعة للأطراف السياسية والاجتماعية الرئيسية، إلى أطرها الدستورية، ومنحها الوقت المناسب لبلورتها والاتفاق حول منهجية وآليات إنجازها".

وطالبوا أيضاً، بـ"توضيح الأفق، ورفع الالتباس حول حكومة الصيد التي أصبحت، إثر المبادرة، تعاني حالة شك وعدم استقرار، وهي التي لم تحظ بواجب السند السياسـي الكافي من طرف الائتلاف الحزبي الحاكم، وتتحمل حركة نداء تونس الغارقة في أزمتها، القسط الأوفر من غياب هذا السند".

واعتبروا أنّ "استعادة حكومة الحبيب الصيد مكانتها في الداخل والخارج وإنجازها الاستحقاقات العاجلة والمرحلية، تستدعي تثبيتها وانفتاحها على الكفاءات بفريق متكامل ومنضبط، مع ضرورة تحقيق الانسجام بين مختلف مؤسسات الحكم، كل في حدود مشمولاته الدستورية".

ويعكس البيان من ناحية أخرى، شرخاً جديداً في الحركة التي تعصف بها الخلافات، ولكنه قد يزيد من تأكيد تهمة التقارب الشديد بين رضا بلحاج والحبيب الصيد، وهو أحد الأسباب التي دفعت "نداء تونس"، أو ما تبقى منه، إلى دعوة الصيد للاستقالة.

وعلى الرغم من أن البيان يفيد بأن ليس كل "النداء" معارضاً لبقاء الصيد، فإنه قد يشكل حرجاً للرجل في صراعه الصامت نحو البقاء على رأس الحكومة، خصوصاً مع تزايد حظوظه في ذلك، أمام صعوبة البحث عن بديل.

وبعد أن عبًّرت النهضة على لسان القيادي فيها، العجمي الوريمي، أنها ستترك مهمة تسمية رئيس الحكومة "للنداء" وللرئيس، احتراماً لنتائج الانتخابات وليس للمواقع الحالية في البرلمان، فإن الإبقاء على الصيد من طرف "النداء" سيكون أمراً في غاية الصعوبة، وإذا ما قرر الرئيس ذلك فسيكون في مواجهة مباشرة مع حزبه ومع الجناح الذي يتزعمه نجله حافظ، والذي يريد بكل وضوح مغادرة الصيد.


 
المساهمون