مجزرة أورلاندو: مسلمو أميركا يندّدون وترامب يستثمر

13 يونيو 2016
أئمة مسلمون ندّدوا بهجوم أورلاندو (Getty)
+ الخط -
أبدى قادة المنظمات الإسلامية على امتداد تراب الولايات المتحدة تعاطفهم مع أسر ضحايا هجوم أورلاندو، الذي أودى بحياة 50 شخصا على الأقل، معربين عن تنديدهم القوي بما وصفوه بـ"العمل الإرهابي الوحشي الجبان"، كما تبنت بعض المنظمات حملات للتبرع بالدم للمصابين. 

وتفادى معظم ممثلي المسلمين الأميركيين الإشارة إلى المثليين في معرض إداناتهم للهجوم الذي استهدف ناديا ليليا يرتادونه في مدينة أورلاندو السياحية بولاية فلوريدا، لكنهم شددوا على اعتبار "الإرهابيين منحرفين وخارجين على القانون والقيم والأديان"، أو كما وصفهم المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، نهاد عوض، بـ"الخوارج".

وشدد عوض، في تصريحات نقلتها محطات التلفزة الأميركية، على أن "الإرهابيين"، حسب قوله، "لا يمثلون 1.7 مليار مسلم يرفضون تطرف الإرهابيين وتفسيرهم للإسلام، وميلهم غير المنطقي للعنف". 

وخص المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وداعميه باللوم الشديد، مخاطبا إياهم بقوله: "كيف ستقفون أمام الله وتفسرون جرائمكم ضد الآلاف من المسلمين الأبرياء والمسيحيين وأقليات أخرى".


ومن جانبه، قال الإمام طارق رشيد، من "المركز الإسلامي" في أورلاندو، إن "ما حدث لا يمكن أن يجيزه أي دين"

وأدانت "الجمعية الإسلامية لوسط فلوريدا" الهجوم، وأكدت في بيان: "نحن نقف موحدين مع باقي الأميركيين ضد أي عمل من أعمال العنف التي تهدف إلى بث الخوف وخلق الانقسامات في مجتمعاتنا". 

كما أصدرت منظمات أخرى بيانات تنديد مماثلة، وشارك قادتها في فعاليات تندد بالجريمة في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة.

إلى ذلك، بدأ المرشح الجمهوري الأبرز للسباق الرئاسي، دونالد ترامب، بتوظيف هجوم أورلاندو لصالح حملته الانتخابية، مجددا المطالبة بمنع دخول المسلمين الأراضي الأميركية، وداعيا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للاستقالة من منصبه لعجزه عن حماية الأميركيين وامتناعه عن استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي".

وزعم ترامب، في بيان وزعته حملته الانتخابية بعد ساعات من وقوع المذبحة، أمس الأحد، أنه كان قد تنبأ مسبقا بحدوث مثل هذه العملية، وأنه يتوقع عمليات أخرى قد تكون أسوأ منها، بسبب ما وصفه بـ"ضعف الرئيس الحالي الذي يجب أن يترك منصبه لمن يتسم بالقوة وقادر على مواجهة القتلة".

وفي سياق متصل، ادعى ترامب أنه تلقى اتصالات ثناء اعترف خلالها المتصلون له بأنه كان محقا في مطالبته بفرض منع مؤقت على المسلمين من دخول الولايات المتحدة، قائلا إن "على الإدارة الحالية أن تكون أكثر ذكاء مما هي عليه الآن وتستجيب لهذه الدعوة".  

ومن غير المتوقع أن يقف توظيف ترامب للحادث عند هذا الحد، بل سيستمر على الأرجح على مدى الأسابيع والشهور المقبلة حتى حلول موعد الاقتراع في انتخابات الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. 

وفي هذا الإطار، قالت حملة ترامب الانتخابية إن المرشح الجمهوري سيخاطب الأميركيين في كلمة عامة يلقيها في وقت لاحق اليوم، "سيكرسها للحديث عن الهجوم وسبل حماية الأمن القومي الأميركي، كما سيفند انتقادات خصومه، وعلى رأسهم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وآراء الحزب الديمقراطي التي يراها ترامب متخاذلة عندما يتعلق الأمر بحماية أرواح الأميركيين".

ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" وصحف أميركية أخرى بارزة محاولات ترامب استثمار هجوم أورلاندو بأنه "مثال على نوع من السلوك الديماغوجي، ونمط من المتاجرة بمخاوف الأميركيين، يتنافى مع خطورة الحدث ويثير شروخا بالمجتمع في وقت يتطلب التماسك".

يذكر أن إذاعة البيان، التابعة لـ"داعش"، أعلنت، اليوم الاثنين، مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار في الملهى، حيث قال التنظيم في بيان بثته الإذاعة، ونقلته "رويترز": "فقد يسر الله تعالى للأخ عمر متين، أحد جنود الخلافة في أميركا، القيام بغزوة أمنية، تمكن خلالها من الدخول إلى تجمع للصليبيين في ناد ليلي لأتباع قوم لوط في مدينة أورلاندو.. حيث قتل وأصاب أكثر من مئة منهم قبل أن يُقتل".