أويحي: الحركة الانفصالية بالجزائر تخدم أجندة ومصالح أجنبية

09 مايو 2016
أويحي: هناك قوى أجنبية تصفي حساباتها مع الجزائر(فرانس برس)
+ الخط -
هاجم الأمين العام المنتخب لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" الجزائري، أحمد أويحي، اليوم الإثنين، من أسماهم "دعاة الانفصال" عن الجزائر، حيث انتقد تصريحات "الحركة الانفصالية للقبائل" (ماك)، متهماً إياها بأنها "تخدم مصالح أجنبية". 

ووصف أويحي، الذي يشغل منصب مدير ديوان رئاسة الجمهورية، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء المؤتمر الاستثنائي للحزب اليوم، رئيس الحركة الانفصالية في منطقة القبائل، فرحات مهني، بأنه "عميل ويخدم مصالح أجنبية"، مشدداً على أن الحركة "غير شرعية، وأن رئيسها مرتزق"، متأسفاً، في معرض حديثه حول الوضع في الجزائر، لكون مهني "ابن شهيد الثورة الجزائرية، لكنه اليوم يخدم مصالح غربية من شأنها تفتيت الوطن"، حسب قوله. 

وواصل رئيس القوة السياسية الثانية في الجزائر قائلاً بأنه "من دون شك هناك قوى أجنبية تصفي حساباتها مع الجزائر"، موضحاً أن "ذلك ليس غريباً عليهم"، موضحاً أن هناك جزائريين أخذوا مواقف ضد بلادهم.

ودعا المتحدث ذاته "كل الفعاليات السياسية والمجتمعية بمختلف أطيافها إلى الوقوف للدفاع عن الوحدة الترابية للجزائر، وخلق جدار الصد لحماية الجزائر من أي اعتداء من الخارج، بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الاختلاف في الرأي"، مؤكداً أن "منطقة القبائل جزء لا يتجزأ من التراب الوطني الجزائري".

وفي سياق آخر، شدد مدير ديوان رئاسة الجمهورية على أن الدبلوماسية الجزائرية "سيدة في مواقفها، وأنها قائمة على المبادئ"، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية لبلاده تعودت على العمل في صمت في حلها للأزمات، "ومعالجة الكثير من الملفات الشائكة"، لافتاً إلى أن "الدبلوماسية الجزائرية ترى في ذلك واجباً، ليست دبلوماسية استعراضية". 

كما تحدث أويحي عن أن الوضع في سورية، واختلاف الموقف الجزائري عن موقف الدبلوماسيات العربية الأخرى، قبل أن يعبر عن أسفه لكون مواقف بعض الأحزاب السياسية المعارضة ناقضت الموقف الرسمي الجزائري، "في الوقت الذي لم تنتقد المعارضة السورية الموقف الجزائري، خصوصاً عقب الزيارة التي قام بها وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، لدمشق"، حسب ما قال. 

وبخصوص العلاقات الجزائرية الفرنسية، اعتبر الأمين العام لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"  نشر رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، لصورة لاجتماعه بالرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، "ينم عن غياب كبير للباقة"، لافتاً إلى أن ذلك لن يؤثر في العلاقات بين البلدين.

استغرب مدير الديوان برئاسة الجمهورية الجزائرية التعاليق والقراءات التي صاحبت سفر الرئيس بوتفليقة للعلاج وإجراء فحوصات طبية في سويسرا بدل فرنسا، والتي ذهبت إلى اعتبار ذلك مؤشراً على توتر في العلاقات بين الجزائر وباريس، حيث أوضح أن الرئيس سبق له وأن عولج في سويسرا، داعياً إلى "عدم تسييس كل شيء". 

وعن الشأن السياسي الداخلي، قال أويحي إن حزب "جبهة التحرير الوطني"، وهو القوة السياسية الأولى في الجزائر، حليف استراتيجي، ويجتمع مع "التجمع الوطني الديمقراطي" في الخط السياسي، موضحاً أن عدم التحاق حزبه بمبادرة "جبهة التحرير الوطني" التي أطلق عليها بمبادرة "الجدار الوطني" لحماية الجزائر لا يعود إلى خلاف معه، "بل إلى الاختلاف في طريقة العمل".

وقال الأمين العام لثاني قوة سياسية في الجزائر، تعليقاً على الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في سنة 2019، إن "عهدة الرئيس بوتفليقة مستمرة إلى غاية أبريل 2019"، داعياً القوى السياسية في الجزائر إلى "التكفل بمشاكل البلاد كل من موقعه". 

وفي الجانب الاقتصادي، أبرز رئيس الحكومة الأسبق أن بلاده تواجه الأزمة اعتماداً على احتياطي الصرف الذي تحقق بفضل سياسية الرئيس بوتفليقة، الذي قام بالتخلص من المديونية في وقت سابق، محذراً من مخاطر اللجوء إلى الاستدانة الخارجية الذي "لا يزال قائماً نظرياً"، خاصة في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، علماً أن الجزائر فقدت 70 بالمائة من مداخيلها.   

وتعليقاً على قضية وزارة الاتصال ضد صحيفة "الخبر"، ذكر أويحي أن رجل الأعمال يسعد ربراب، الذي اشتراها، "سيّس القضية"، مشدداً على أن الصحيفة "تظل قلعة من قلاع حرية التعبير في الجزائر"، مذكراً بأن دولاً في العالم تعاني من "تغول رجال الأعمال في عالم الصحافة، وهو ما تتخوف منه الجزائر حالياً"، حسب قوله.



المساهمون