أسامة هيكل... "رجل العسكر" لخلافة اليزل في "دعم مصر"

09 ابريل 2016
هيكل كان الذراع اليُمنى لسيف اليزل (العربي الجديد)
+ الخط -

بات أسامة هيكل بعد وفاة البرلماني المصري سامح سيف اليزل، هو الرجل الثاني الذي سيكمل المسيرة على رأس ائتلاف "دعم مصر"، وفق تأكيد القيادي السابق في قائمة "في حب مصر" حازم عبد العظيم، على اعتبار أن هيكل كان الذراع اليُمنى لرئيس الائتلاف الراحل، ومرافقه في اجتماعات تشكيل القائمة الانتخابية في مقر الاستخبارات العامة، وفقاً لشهادته السابقة. وعمد هيكل إلى الجلوس بجوار سيف اليزل تحت قبة مجلس النواب منذ بدء انعقاده، وكان ضمن المجموعة المصغرة التي تتخذ القرارات الهامة داخل الائتلاف خلال الفترة الماضية.
ويقول مصدر قيادي في الائتلاف لـ"العربي الجديد"، إن هيكل الأقرب للمنصب، على الرغم من اعتراضات عدد غير قليل من نواب الائتلاف على طريقته في التعامل، وعدم تواصله بشكل جيد مع الأعضاء، بخلاف وزير الرياضة الأسبق طاهر أبو زيد، الذي تقرّب إلى قطاع واسع من أعضاء الائتلاف منذ شغله منصب أمينه العام. ويشير المصدر إلى وجود تيار معارض لأبو زيد يقوده القيادي في الائتلاف محمد فرج عامر، الذي يحشد النواب لرفض ترشح أبو زيد لرئاسة "دعم مصر"، بسبب الخصومة الظاهرة بينهما، إذ إنه كان يرى أنه الأحق بمنصبه، إلا أنه رضخ لضغوط قيادات الائتلاف بالترشح لرئاسة لجنة الشباب والرياضة.
من جهته، يرى أبو زيد أهمية استمراره في منصب الأمين العام، الذي يوازي منصب رئيس الائتلاف في المهام والصلاحيات، تجنباً للصراعات في المرحلة الحالية، فضلاً عن عدم رغبة القياديَين في الائتلاف سعد الجمال، وأحمد سعيد، في الترشح للمنصب، ما يعزز فرص هيكل بشكل واضح، وفقاً للمصدر. وتولى الجمال رئاسة الائتلاف موقتاً، لكونه أكبر نواب اليزل سناً بعدما كان المكتب السياسي قد أقر ذلك في لائحته، التي لم تحظَ بموافقة أعضاء الائتلاف بعد. وأعلن الجمال عن ترشحه لرئاسة لجنة الشؤون العربية، التي كان يترأسها عن الحزب الوطني المنحل خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وبحسب المصدر في الائتلاف، فإن قادة الائتلاف يحاولون الاستفادة من أخطاء السابق، وعدم تكرار أزمة خسارة مصطفى بكري أمام علاء عبد المنعم في الانتخابات الداخلية للترشح على وكالة البرلمان (هاجم الائتلاف بعدها، وقال إن جهات سيادية هي من تختار أسماء رؤساء المناصب تحت القبة). ويشير المصدر إلى أن الجمال وأبو زيد كثّفا من اتصالاتهما بنواب الائتلاف في الأيام الماضية، لتنحية أية خلافات في الوقت الحالي، لحين إجراء الانتخابات، والانتهاء من إجراءات تأسيس الائتلاف رسمياً.
كما يستبعد المصدر تأثر الائتلاف سلباً بسبب رحيل سيف اليزل، لأن أعضاءه اعتادوا على غيابه في الأشهر الأخيرة بسبب مرضه، وتولى المكتب السياسي إدارة شؤون الائتلاف، لافتاً إلى أن الائتلاف "خلق ليكون صاحب الأغلبية النيابية، وظهيراً سياسياً للرئيس داخل البرلمان، ولن يتوقف على شخص"، على حد قوله.
في المقابل، يقول مصدر برلماني من خارج "دعم مصر"، إن أعضاء المجلس يعلمون جيداً إدارة الاستخبارات لشؤون الائتلاف خلال الانتخابات، إلا أنه يوجد تخوّف من استمرار إدارتها للائتلاف في المجلس النيابي، بسبب التداعيات الخطيرة لذلك على سيطرة الأجهزة السيادية على الحياة النيابية المصرية، وسابقة حدوثه أيضاً، لكون البرلمان كان يدار من خلال حزب شرعي حاكم خلال عهد مبارك.
من جهته، يقول المتحدث الرسمي للائتلاف علاء عبد المنعم في تصريح خاص، إن المكتب السياسي سيعقد اجتماعاً اليوم السبت، يحدد خلاله موعداً عاجلاً لانتخاب رئيس الائتلاف، طبقاً للائحة المنظمة، لما له من أهمية بالغة في ظل ضيق الوقت، وضرورة إبلاغ البرلمان بتشكيل الائتلاف، واسم رئيسه، ضمن إجراءات تشكيله عقب إقرار اللائحة الداخلية للبرلمان.
ويعلّق السيسي قرار التصديق على مشروع قانون اللائحة الداخلية لمجلس النواب، الذي انتهى منه أخيراً، لحين ترتيب البيت داخل الائتلاف المحسوب على أجهزته الأمنية، لما سيترتب على إصدار اللائحة من إجراء انتخابات اللجان النوعية في المجلس النيابي، والتي يدرك مقربون من الرئيس أهمية استحواذ أعضاء الائتلاف على مناصبها القيادية.
وبحسب عبد المنعم، فإن المكتب السياسي يواجه إشكالية تتمثّل في نصّ اللائحة على تقديم رئيس الائتلاف لأوراق تأسيس الائتلاف ووثيقته السياسية، وأسماء أعضائه إلى رئيس البرلمان، لإشهاره رسمياً، ما يلزم الائتلاف باختيار رئيسه في وقت سريع، تجنباً للجدل بشأن قانونية تقديم الرئيس المؤقت للائتلاف بأوراق إشهاره. وتنصّ لائحة "النواب" على أن اختيار المجموعة المكوّنة للائتلاف ممثلاً لها، ومن يحل محله في أحوال غيابه، ويعبر ممثل الائتلاف عنه، ويتكلم باسمه، ويرسل إلى مكتب المجلس وثيقته السياسية، ونظامه الأساسي، وتوقيع أعضاء المجلس المكونين له، على أن يُعلَن رئيساً في أول جلسة تالية، ليعدّ الائتلاف قائماً، وتنشر وثيقته، وأسماء أعضائه في الجريدة الرسمية.
يُذكر أن أسامة هيكل هو المحرر العسكري لجريدة "الوفد" الحزبية، وهو استغل قربه من أعضاء في المجلس العسكري عقب ثورة 25 يناير، وشغل منصب وزير الإعلام خلال النصف الثاني من عام 2011، في فترة شهدت أحداثاً جساما، مثل "ماسبيرو" و"محمد محمود" و"مجلس الوزراء"، وقف فيها الإعلام الرسمي للدولة ضد الثوار، ومارس حملة ممنهجة لتشويه صورتهم لصالح القوة الحاكمة قبل الثورة.
فخلال أحداث ماسبيرو، وصف هيكل ما حدث بأنه "مؤامرة إخوانية لإسقاط الدولة"، ومارس التلفزيون المصري تغطية غير محايدة، وحرّض ضد المواطنين المسيحيين المتظاهرين، وحثّ بقية المواطنين على النزول للدفاع عن جيشهم، بعد أن أذاع أخباراً عن مقتل قوات الجيش على يد المتظاهرين. كما أغلق مكتب فضائية "الجزيرة" بالقاهرة في عهده، بدعوى عملها من دون تصريح.
وبوصفه من أهل الثقة، وضعته قيادات الاستخبارات كأحد قيادات تحالف النظام الانتخابي، لعلاقاته الوطيدة بالمؤسسة العسكرية على مدار عشرين عاماً، بعد أن اختير في أغسطس/آب 2014 رئيساً لمدينة الإنتاج الإعلامي، وتعرض للطرد من المدينة من قبل العاملين الغاضبين من محاولته إثنائهم عن الاعتصام.
يُذكر أن نائب سيف اليزل في مركز "الجمهورية" للدراسات الأمنية، نادر صديق، هو من سيحل مكانه في البرلمان، لكونه الاسم المقابل لليزل في القائمة الاحتياطية عن قطاع القاهرة وجنوب وسط الدلتا، بحسب قانون انتخابات مجلس النواب، الذي ينصّ على أنه "في حالة خلو مكان أحد الأعضاء المنتخبين بنظام القوائم المغلقة، يحل محله أحد المرشحين الاحتياطيين، وفق ترتيب الأسماء بالقائمة الاحتياطية".

دلالات