إسرائيل تحدّد محاور خطاب ترامب أمام "أيباك"...وساندرز مغضوب عليه

20 ابريل 2016
ترامب معجب بشخصية نتنياهو (رونا وايز/فرانس برس)
+ الخط -
تكشف صحيفة "هآرتس" عن أن إسرائيل حدّدت النقاط التي تضمّنها خطاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمام الاجتماع السنوي لمنظمة "أيباك" (أكبر جماعات الضغط اليهودية داخل الولايات المتحدة)، الشهر الماضي. ويأتي ذلك، في الوقت الذي انتقد فيه كتّاب ومعلّقون إسرائيليون مواقف المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأميركية، بيرني ساندرز "السلبية" من إسرائيل، وتحذيرهم من دوره في إضفاء شرعية على توجيه النقد لسياسات تل أبيب في الولايات المتحدة. 

ويلفت موقع "هآرتس" في تقرير نشره أخيراً إلى أنه قبل أيام من موعد إلقاء خطاب ترامب، جرى اتصال بين السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمر ونسيب ترامب، جارد كوشنر الذي يكتب خطاباته، وهو يهودي أرثوذكسي متديّن، متزوج من ابنة ترامب، التي تحوّلت إلى اليهودية. ووجّه الأول كوشنر حول "مواقف حكومة إسرائيل من القضايا الأمنية والسياسية"، ليراعيها ترامب في خطابه. وبحسب "هآرتس"، أقرّت السفارة في واشنطن خلال اتصال مع الصحيفة، حدوث الاتصال بين دريمر وفريق ترامب.

وتشير "هآرتس" إلى أن كوشنر تولّى إجراء الاتصالات مع حكومة بنيامين نتنياهو بشأن تنظيم زيارة لترامب إلى إسرائيل، وهي الزيارة التي أُلغيت في النهاية بعد تحذيرات في تل أبيب من التداعيات الخطيرة لنيّة ترامب الدخول إلى الحرم القدسي. كما وجّهت أوساط يسارية إسرائيلية انتقادات لموافقة نتنياهو على الزيارة بسبب مواقف ترامب العنصرية من المسلمين، على اعتبار أن الزيارة ستمسّ بصورة إسرائيل الدولية. وعبّر ترامب، قبل أيام، في لقاء مع صحافيين يهود في نيويورك، عن امتعاضه من قرار نتنياهو إلغاء زيارته لإسرائيل. وينقل موقع "Jewish Insider" عن ترامب قوله، "إنني معجب بشخصية نتنياهو، وكنت دائماً أقدّره لكن تحفظّه على زيارتي لإسرائيل كان سلبياً".

على صعيد آخر، هاجم معلّقون إسرائيليون المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز بسبب انتقاداته لإسرائيل و"تهجّمه" على نتنياهو. وقال المعلق شلومو شامير إن إسرائيل "ليست في دائرة اهتمامات ساندرز مطلقاً، ولا يأبه بها ولا بمصالحها، ولا يعير مؤيدي الحزب الديمقراطي من اليهود أي اهتمام". وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف"، أخيراً، يشير شامير إلى أن ساندرز تعمّد مهاجمة نتنياهو وإسرائيل وسلوكهما تجاه الفلسطينيين، تحديداً عشية الانتخابات الحاسمة في ولاية نيويورك، على الرغم من إدراكه الثقل الكبير للجمهور اليهودي في هذه الولاية. ويضيف شامير، الذي يقيم في نيويورك، "لا أذكر سياسياً يهودياً أميركياً يتنكّر لإسرائيل كما يفعل ساندرز"، مشيراً إلى أنه يحرص دائماً على التطرق لإسرائيل "بشكل انتقادي فقط". ويلفت شامير إلى أنّ "ما يثير استفزاز القيادات اليهودية في الولايات المتحدة حقيقة أن ساندرز يبرر مواقفه المعادية لإسرائيل من باب الحرص عليها وعلى أمنها".

وبحسب شامير، تعمّد ساندرز التغيّب عن حضور اجتماع "أيباك" السنوي "في خطوة تعكس حقيقة مواقفه من إسرائيل. فهو ببساطة غير مستعد لحضور مؤتمر يتنافس فيه الجميع على تقديم التعهدات لإسرائيل". ويتوقع شامير أن يصوّت اليهود في نيويورك لصالح منافسة ساندرز، المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون "عقاباً له على مواقفه السلبية تجاه إسرائيل ونتنياهو"، مشيراً إلى أنه "حتى الليبراليون من اليهود استفزتهم مواقف ساندرز".

من ناحيته، يقول مراسل صحيفة "هآرتس" في الولايات المتحدة، حمي شليف، أنّ ساندرز "فاجأ أميركا بأسرها، على اعتبار أن الأميركيين تعوّدوا على ألا يجرؤ أي مرشح على إبداء تعاطفه مع الفلسطينيين، إلا بعد دخوله البيت الأبيض وليس قبل ذلك". وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر أخيراً، يشير شليف إلى أن "اليسار الأميركي يراهن حالياً على أن تسهم انتقادات ساندرز العلنية لإسرائيل في تشجيع المزيد من الساسة الأميركيين على اقتفاء أثره، و"تقليص مظاهر التأييد التلقائي لإسرائيل، كما هو دارج حالياً". ويتوقع شليف تأثيرات بعيدة المدى على الوعي الجماعي للأميركيين لانتقادات ساندرز، وتحذيره من مغبّة التعامل مع نتنياهو على أنه "دائماً على حق".

ويشير شليف إلى ما ورد في العنوان الذي نُشر على موقع شبكة "سي.إن.إن" قبل أيام، "ساندرز صنع تاريخاً"، موضحاً أن ساندرز لم يكتف بانتقاد إسرائيل، بل انتقد منافسته كلينتون بسبب تأييدها "الأوتوماتيكي لإسرائيل". واستدرك شليف قائلاً، إنّ "ما شجّع ساندرز على تبنّي هذا الموقف هي التحوّلات التي طرأت على الحزب الديمقراطي وزيادة ثقل الأوساط الليبرالية، وهو ما وجد تأثيره أيضاً في اضطرار كلينتون للدفاع عن نفسها من خلال الحديث عن دورها في محاولة إحياء جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".

المساهمون