البرلمان يؤيد محاكمة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف

18 ابريل 2016
تحاكم روسيف بتهمة التلاعب بحسابات عامة(فرانس برس)
+ الخط -
أقرّ مجلس النواب البرازيلي، بغالبية ساحقة، أمس الأحد، إجراءات إقالة الرئيسة اليسارية ديلما روسيف، من قبل مجلس الشيوخ في تصويت تاريخي جرى في أجواء من التوتر الشديد.

وأقر إجراء التصويت بموافقة 367 نائباً، أي بزيادة 25 نائباً على الثلثين (342 نائباً) المطلوبة للسماح لمجلس الشيوخ باتهامها.

وفي حين صوّت ضد الإقالة 137 نائباً معظمهم ينتمون إلى اليسار واليسار المتطرف، امتنع سبعة نواب فقط عن التصويت، بينما تغيب ثلاثة آخرون.

وبذلك، نجحت المعارضة في مجلس النواب في تأمين الغالبية اللازمة للمضي قدماً في عملية عزل الرئيسة اليسارية، المتهمة بالتلاعب بالحسابات العامة.

وما إن بلغ عدد الأصوات المؤيدة للعزل 342 صوتاً حتى بادر نواب المعارضة اليمينية إلى التصفيق، وأنشدوا نشيد مشجعي المنتخب الوطني في كرة القدم خلال مونديال 2014 "أنا برازيلي بكثير من الفخر وكثير من الحب".

وقبيل ذلك، أقر زعيم كتلة نواب حزب روسيف حزب "العمال"، جوزيه غيمارايس، بأن الهزيمة باتت محتومة ولا مفر منها، ولكنه أكّد أن خسارة المعركة "لا تعني خسارة الحرب".

وقال غيمارايس، للصحافيين بينما كانت عملية التصويت مستمرة لكنها تميل لمصلحة المعارضة، إنّ "الانقلابيين انتصروا هنا في المجلس"، ولكن هذه "الهزيمة الموقتة لا تعني خسارفتح الطريقة الحرب".

وبهذه النتيجة أصبحت روسيف، التي دخلت التاريخ في 2010 كأول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل، في وضع حرج جداً إذ يكفي أن يصوت أعضاء مجلس الشيوخ بالأكثرية البسيطة بحلول 11 مايو/أيار لمصلحة إقالتها من أجل توجيه التهمة إليها رسمياً، وإبعادها عن الحكم لفترة أقصاها ستة أشهر في انتظار صدور الحكم النهائي بحقها.

وعندها سيتولى نائب الرئيسة ميشال تامر، الذي كان حليفها في الحكومة وأصبح خصمها، السلطة، ويفترض أن يشكل حكومة انتقالية.

وشهدت جلسة مجلس النواب مشادات وتبادل شتائم منذ افتتاحها وسط هتافات معادية من نواب اليسار، من قبل رئيس المجلس أدواردو كونا، العدو اللدود لروسيف، والمتهم في إطار فضيحة شركة النفط العملاقة بتروبراس.

وحلت الفوضى في بعض الأحيان، ووصلت إلى حد تعارك النواب بالأيادي، ثم عاد الهدوء. وبعد تدخل رئيس البرلمان وقادة الكتل البرلمانية، منح كل نائب عشر ثوان ليصوت.

وتشهد البرازيل انقساماً حاداً حول هذه الأزمة، التي تشل هذا البلد العملاق في أميركا اللاتينية بالتزامن مع فضيحة فساد هائلة وانكماش اقتصادي غير مسبوق.

وفي برازيليا تجمع حوالى 53 ألف برازيلي يؤيدون الإقالة و26 ألفاً من أنصار الرئيسة، يفصل بينهم حاجز معدني كبير، لمتابعة نقاشات المجلس مباشرة على شاشات عملاقة.

وما إن أعلنت النتيجة النهائية، حتى بدأ أنصار الرئيسة بالانسحاب من المكان وقد بدت عليهم خيبة الأمل.

وكانت شعبية روسيف تراجعت في 2015 إلى مستوى قياسي بلغ عشرة في المئة، ثم سجلت تحسنا طفيفاً في إبريل/نيسان (13 في المئة). ويرغب أكثر من ستين في المئة من البرازيليين برحيلها.

المساهمون