خليل زاد: "مقامرة" العبادي خطيرة.. والحل بيد واشنطن وطهران

15 ابريل 2016
خليل زاد حذر من دور تخريبي للمالكي (Getty)
+ الخط -

حذّر السفير الأميركي السابق للعراق زلماي خليل زاد من خطورة "مقامرة" رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي والأزمة السياسية التي تواجه العراق، مؤكّداً أنّ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يمكن له أن يلعب دوراً تخريبيّاً، مشدّداً على أنّ تجاوز الأزمة لن يتم إلّا في ظل تعاون أميركي - إيراني.

وقال المسؤول الأميركي الذي خدم في العراق في الفترة ما بين 2005- 2007، في مقال رأي كتبه في صحيفة نيورك تايمز، إنّ "آخر ما يحتاجه العراق هو أزمة سياسية، خاصة أنّه يعاني أزمة اقتصادية، ويواجه مخاطر تنظيم داعش، وكلفة حربه المالية والبشرية".

ويعتقد خليل زاد أن "التصدي للأزمة السياسية التي تعصف بحكومة حيدر العبادي لن يتم إلّا في ظل تعاون أميركي - إيراني لمساعدته على تجنب تطور الأزمة السياسية".

وأكّد أنّ "مواقف الأحزاب الداخلية والخارجية مهمة في تقرير الخطوة التالية"، محذّرا من "الدور التخريبي الذي يمكن أن يلعبه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي لا يزال يحتفظ بتأثير قوي في السياسة العراقية".

ونقل السفير السابق عن دبلوماسيين ومسؤولين على صلة وثيقة بالمشهد السياسي قولهم إنّ "المالكي وإن لم يرض عن بعض الأسماء التي وردت في التشكيلة الجديدة إلّا أنّه سعيد برفضها لأنها تجعل منصب رئيس الوزراء بيد حزب الدعوة الذي يترأسه، وتبعد عدداً من الأسماء التي ساهمت بالإطاحة به في آب/ أغسطس 2014".

ورأى أنّ "الإيرانيين الذين يلعبون دور العرّاب للأحزاب العراقية ليسوا راضين عن العبادي، والذي يرونه قريباً من الولايات المتحدة، إلّا أنّهم لا يريدون الإطاحة به خوفاً من المفاوضات الطويلة حول من سيخلفه، والتي قد تؤدي لانقسام الأحزاب الشيعية وتحرف النظر عن قتال داعش".

وأضاف أنّ "إيران ترى أيّ نجاح ضد داعش مرتبطاً بمعالجة مظاهر القلق السني، بدلاً من تشجيع الطائفية"، مشيرا إلى أنّه بـ"النسبة للولايات المتحدة التي لعبت دوراً مؤثراً في تحقيق تسويات بين العراقيين في السنوات الأخيرة ولديها علاقة جيدة مع العبادي فهي تخشى مثل الإيرانيين من أن تؤثر الأزمة السياسية في بغداد على التحضيرات لحملة استعادة الموصل من داعش".

ويؤكّد أنّ "الطريقة المثلى لمنع تطور الأزمة السياسية هي اختيار حكومة بعيدة عن تأثير الأحزاب، وهو أمر غير متاح في هذا الوقت، وهنا يأتي دور الولايات المتحدة وإيران وتشجيع القادة العراقيين على منح العبادي بعض التغييرات في الحكومة وليس كلها".

واقترح "منح العبادي الفرصة لترشيح 14 مركزاً في الحكومة يريد تغييرها وترك البقية للتداول بين الأحزاب المؤثرة"، مضيفا أنّ "الولايات المتحدة وإيران لديهما مصلحة في حل الأزمة السياسية وعليهما العمل بالتوازي من أجل تسويات بين الأحزاب العراقية ورئيس الوزراء، كما يجب على واشنطن وطهران العمل معاً لمنع تطور مقامرة العبادي إلى أزمة سياسية كبيرة".