أردوغان في افتتاح قمة "التعاون": الإرهاب يهدّد العالم الإسلامي

14 ابريل 2016
تناقش القمة الأوضاع في عدد من الدول الإسلامية (Getty)
+ الخط -
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال افتتاح قمة منظمة التعاون الإسلامي، الجارية أعمالها في مدينة إسطنبول في الوقت الحالي، أن مشكلة الإرهاب هي واحدة من أكبر مشاكل العالم الإسلامي، منتقداً ازدواجية المعايير التي يعتمدها المجتمع الدولي في التعامل مع ضحايا العمليات الإرهابية.


ودعا أردوغان دول العالم إلى إعادة النظر في مقاربتها للإرهاب، كما طالب الدول الإسلامية التدخل ضد الإرهاب وعدم السماح للدول الأخرى بالتدخل بحجة محاربته في المنطقة بحثاً عن مصالحها، مضيفاً "أنهم يتدخلون من أجل النفط في بلادنا، ولا يتدخلون من أجل الأمن".

ورأى الرئيس التركي أن المجتمع الدولي يتعامل بازدواجية مع ضحايا العمليات الإرهابية، بين أولئك الذين سقطوا في أنقرة وإسطنبول، وأولئك الذين سقطوا في كل من باريس وبروكسل.
كما انتقد عدم وجود أي دولة إسلامية دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، رغم أن المسلمين يشكلون ربع العالم، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في النظام العالمي الذي بني بشكل ظالم. وقال إن يجب تغيير تركيبة مجلس الأمن الحالية بشكل يتوافق مع الخريطة الدينية والعرقية في العالم.
وبخصوص القضية الفلسطينية، ذكر الرئيس التركي في كلمته، أن "إخوتنا الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي، لا يزالون يشكلون جرحاً صارخاً في جسد الأمة"، مشدداً على ضرورة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما يخص أزمة اللاجئين، أوضح أردوغان، أن جميع اللاجئين والمهاجرين الذين تدفقوا إلى أوروبا عبر القوارب خلال بحر إيجة والبحر المتوسط من المسلمين "هو أمر لابد أن يشعرنا بالخجل".

وبخصوص قضايا المرأة، دعا أردوغان إلى إنشاء مؤتمر للمرأة في  منظمة التعاون الإسلامي، يعقد بشكل دوري في مدينة إسطنبول. كما اقترح إنشاء نظام تحكيم اقتصادي للمنظمة، وكذلك إنشاء منظمة مشتركة للهلال الأحمر لجميع الدول الإسلامية. 

من جهته، انتقد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني، افتقاد المنظمة لتنظيم جماعي يعمل على حل الخلافات فيما بينها، وذكر أن الأمانة العامة قامت بإنشاء وحدة للأمن والسلم لسد هذا الفراغ.

وأشار إلى أن المنظمة تسعى لعقد مؤتمر مكة 2  بالتنسيق مع الحكومة العراقية، لإحلال التوافق والسلام بين الأطراف العراقية. كما رحب مدني باتفاق الأطراف الليبية، والوصول إلى حكومة وحدة وطنية برعاية الأمم المتحدة. وتطرق للأوضاع في السودان، وقال بهذا الصدد، إن المنظمة تبذل جهوداً لفك العقوبات الأميركية ضده.

كما دعا مدني، إلى حل أزمة الاحتلال الأرمني لإقليم ناغورنو قره باغ الأذربيجاني، وفق قرارات الشرعية الدولية، وشدد كذلك على ضرورة اعتراف أعضاء المنظمة بجمهورية كوسوفو، والنظر إليها على أنها حركة تحرر لا حركة انفصال.

وفي بداية الجلسة، سلم وزير خارجية مصر سامح شكري، رئاسة الدورة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول، للجانب التركي، الذي يتولى رئاسة هذه الدورة. وألقى سامح شكري، كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد خلالها على أن "الاضطرابات في سورية واليمن وليبيا هي نتاج مشكلات على مستويات داخلية وخارجية"، واعتبر الوزير المصري أن منظمة التعاون الإسلامي تلعب دوراً مهماً.


وكان أول الوافدين للمؤتمر الأمين العام للمنظمة، إياد مدني، الذي كان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتستمر القمة على مدار يومين بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة إلى جانب رؤساء برلمانات ووزراء خارجية، تحت شعار: "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام".

وأتمّ القائمون على تنظيم القمة استعدادات انعقادها التي تأتي في وقت تشهد فيه الأمة الإسلامية أحداثاً متسارعة وتحديات وصعابا على رأسها الحرب على "الإرهاب".

وتنعقد القمة وسط تشديدات أمنية كبيرة؛ حيث ينتشر بمحيط انعقادها في منطقة "تقسيم"، وسط إسطنبول، المئات من عناصر الأمن.

وسبق قمة القادة اجتماعات تحضيرية لوزراء خارجية الدول الأعضاء في "منظمة التعاون الإسلامي" على مدار اليومين الماضيين، تم خلالها مناقشة مشروعي جدول الأعمال وبرنامج عمل الدورة الثالثة عشرة للقمة.

وبحث وزراء الخارجية الوثائق الختامية المقدمة للقمة والخاصة بكل من قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وتتضمن الوثائق المقدمة، أيضاً ملفات الإسلاموفوبيا، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لمنظمة التعاون.

كما بحث وزراء الخارجية الأوضاع الراهنة في كل من سورية واليمن، وليبيا، وأفغانستان، والصومال، ومالي، وجامو وكشمير، والبوسنة والهرسك، واعتداءات أرمينيا على أذربيجان، وغيرها من الدول الإسلامية التي تشهد نزاعات وأوضاعا أمنية غير مستقرة، ورفعوا توصيات ومقترحات بشأن تلك القضايا إلى مؤتمر القمة.

وأكدت تركيا في بيان سابق صادر عن الرئاسة أنها "ستبذل خلال فترة توليها رئاسة المنظمة وفي قمة اسطنبول، جهودًا لإيجاد حلول للمشاكل الداخلية والخارجية التي يواجهها العالم الإسلامي، وتعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء".

المساهمون