3 ملفات تتصدر مباحثات بان كي مون في لبنان

25 مارس 2016
التقى الأمين العام قيادات عسكرية وسياسية(أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

شاءت الصدفة أن يفرض ملف "مكافحة الإرهاب" نفسه على لقاءات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مع المسؤولين اللبنانيين، في زيارته إلى لبنان، التي بدأت أمس الخميس، والذي وضع ملف اللاجئين السوريين في أولوية جدول أعماله إلى جانب الترتيبات الدولية واللبنانية لمعالجة هذه الأزمة، بالإضافة إلى متابعة الوضع السياسي في لبنان في ظل الشغور الرئاسي المستمر منذ مايو/ أيار 2014. وبعد ساعات على وصول الأمين العام إلى بيروت، في إطار زيارة رسمية لثلاثة أيام، ضمن جولته على بلدان المنطقة، تعرّض الجيش اللبناني لاعتداء أسفر عن مقتل عنصر و3 جرحى على الحدود الشرقية مع سورية.

وكانت دورية للجيش تقوم بمهمّة روتينية في منطقة وادي عطا في عرسال (شرق البلاد على الحدود مع سورية)، على بعد عشرات الأمتار من المركز العسكري التابع للجيش باتجاه الجرود، حين تعرّضت لتفجير عبوة ناسفة، ما أدى إلى مقتل مجند وإصابة 3 آخرين بجروح، نُقلوا على أثر ذلك إلى أحد المستشفيات في بعلبك (شرقي لبنان)، وحالة بعضهم خطرة. وسبق لمجموعات مسلحة أن استهدفت مواقع الجيش وآلياته المنتشرة في محيط عرسال، في وقت سابق، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في أحداث عدة.

لكن اللافت أنّ هذا الاستهداف يأتي بعد حركة شبه يومية تقوم بها وحدات الجيش على الحدود الشرقية، إذ تعمد هذه الوحدات منذ أكثر من أسبوعين إلى استهداف تحركات المسلحين بالقذائف المدفعية والصاورخية. وهو ما يضعه متابعون في إطار ما سبق أن أعلن عنه قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، أنّ "الجيش لن ينتظر الإرهابيين كي يأتوا إلينا، بل نحن سنذهب إليهم".
ولا تزال جرود عرسال تخضع لسيطرة المجموعات السورية المسلحة نتيجة سيطرة حزب الله وجيش النظام السوري على مناطق القلمون الغربي في سورية (المقلب الشرقي من سلسلة الجبال الفاصلة بين لبنان وسورية). وتم تهجير هذه المجموعات من قراها ونقاط انتشارها في الجانب السوري إلى الحدود بين البلدين. ولم يستطع حزب الله حسم المعركة مع هذه المجموعات في الجرود، إذ سبق وأعلن الحزب في أبريل/ نيسان الماضي عن بدء مهمة "تطهير القلمون"، ومن ثم "تطهير جرود عرسال"، من دون التمكّن من إنهاء هذه المعركة.

سياسياً، سارع المسؤولون اللبنانيون إلى الجمع بين الاعتداءات التي طاولت العاصمة البلجيكية بروكسل قبل أيام، بالاعتداءات المتكررة على الجيش عند الحدود الشرقية، لوضع ملف موضوع "الإرهاب" في إطاره العام، باعتبار أنّ الاعتداءات تستهدف كل الدول. الأمر الذي يعزّز المطالب اللبنانية الرسمية بدعم مؤسساته العسكرية والأمنية في مهمة مواجهة المجموعات المتشددة.

وفي ما يخصّ زيارة الأمين العام، تؤكد مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد"، أنه من ضمن الملفات التي يطرحها بان في بيروت، موضوع رئيسي متعلّق بالثروة النفطية المشتركة بين لبنان وإسرائيل في البحر المتوسط. وتضيف هذه المصادر أنه سيتم التطرّق إلى هذا الملف على هامش الحديث عن تطبيق القرار 1701، الذي أنهى العدوان الإسرائيلي في يوليو/ تموز 2006 على اعتبار أنّ إقدام الأخيرة على استقدام الغاز من الجيوب النفطية المشتركة مع لبنان قد تكون مادة لخلق توتّر إضافي بين البلدين، وفقاً للمصادر ذاتها.

كما التقى الأمين العام للأمم المتحدة برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء اللبناني، تمام سلام، ووزير الدفاع اللبناني، سمير مقبل. وزار بان المقرّ العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفل) في الناقورة، جنوب لبنان. وشملت محطات بان، زيارة إلى مدينة طرابلس (شمال لبنان)، التي تم تصنيفها أكثر المدن فقراً في الحوض المتوسط، إضافة إلى زيارة ميدانية لأحد مخيّمات اللاجئين السوريين.

اقرأ أيضاً: بان في بيروت: الأمن و"الإرهاب" واللاجئون على جدول الأعمال