ذكرى استقلال تونس:دعوات لتحصين الدولة وإعادة قراءة التاريخ

20 مارس 2016
أحداث بنقردان تخيم على احتفالات تونس بالاستقلال (الأناضول)
+ الخط -
دعا نواب وسياسيون تونسيون، في سياق إحياء الذكرى 60 لعيد الاستقلال، اليوم الأحد، إلى تجاوز مجرد الاحتفال بالمناسبة إلى التقييم، وتجاوز النقائص، وترسيخ الروح الوطنية، في ظرف صعب تشهد فيه البلاد مواجهات ضد الإرهاب، بعد الأحداث الأخيرة التي عرفتها بنقردان، جنوب تونس، عندما حاول مسلحون تحويلها إلى "إمارة داعشية".

ويعتبر 20 مارس/ آذار مناسبة يفتخر بها التونسيون، إذ تؤرخ لفترة هامة من تاريخ البلد، حيث تم طرد الاستعمار الفرنسي عام 1956، ورغم ذلك يرى مراقبون أن إحياء ذكرى المناسبة يجب أن يختلف عن الأعوام السابقة، "التي شهدت فتورا في الاحتفال ومحاولات لطمس التاريخ"

ويرى القيادي في "حركة النهضة"، العجمي الوريمي، أنّ "عيد الاستقلال يبقى مناسبة وطنية، وهي فرصة لأخذ العبرة من الماضي والتقييم، ومناسبة لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الحركة الوطنية"، مضيفا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه لا يوجد إجماع وقراءة موضوعية بشأن أدوار الفاعلين من القادة وزعماء الحركة الوطنية في تلك الفترة، "لكن بعد فترة من الزمن، لا بد من تجاوز مجرد الاحتفال إلى التقييم".

اقرأ أيضا: في ذكرى استقلال تونس: احتفالات وتحذيرات من خطر الإرهاب

وأوضح الوريمي "أننا في ظرف نحتاج فيه إلى وحدة الصف، ودعم المكتسبات، والمحافظة على السيادة الوطنية، وتحقيق أهداف الثورة التونسية، واستكمال مسيرة النضال"، مبينا أن استقلال 1956 كان منقوصا، وهو ما أدى إلى نشوب خلافات بين العديد من الزعماء في تلك الفترة، "لأنهم اعتبروا أن القبول باستقلال منقوص هضم لحقوق المناضلين والمقاومين، وبين من رأوا أنه مرحلة ضرورية تمهد لنيل الاستقلال التام".

وأشار القيادي في "حركة النهضة" إلى أنّه بات ضروريا تجاوز مجرد الاحتفال بالمناسبة إلى ردّ الاعتبار، من طرف كل المناضلين، أحزابا ومنظمات، وثوارا و"فلاقة" ممن رابطوا في الجبال، ووقفوا في وجه الاستعمار الفرنسي، معتبرا أن الجهود التحررية يجب أن تبقى مستمرة، "لأن المشروع الإصلاحي لم يتوقف في فترة من التاريخ، بل هو مشروع متواصل".

وأضاف المتحدث ذاته أن إحياء ذكرى الاستقلال مناسبة للاحتفال ورد الاعتبار وتصويب المسار وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر، "فتونس مهددة، ومؤسسات الدولة كذلك. والشباب التونسي زرعت فيه الوطنية، ولكن ما ينقصه، ربما، هو أنه لا يعرف تفاصيل الماضي، وحجم التضحيات التي بذلت لنيل الاستقلال، وذلك بسبب المنظومة التعليمية التي كانت سائدة قبل الثورة، والتي كانت انتقائية، وهضمت جزءا من تاريخ الحركة الوطنية لاعتبارات سياسية"، مبينا أنه "حان الوقت ليعرف الشباب هذا التاريخ، حتى نربط الماضي بالحاضر، والحاضر بالمستقبل".

اقرأ أيضا: اليوم بورقيبة وغداً تمجّدون بن علي

من جهته، قال النائب عن "الاتحاد الوطني الحر"، نور الدين المرابطي، لـ"العربي الجديد"، إن "لا أحد ينكر أن عيد الاستقلال هو يوم فرحة، لأنه رمز للاستقلال، وللسيادة الوطنية"، مؤكدا أنّ هذه المناسبة يجب أن تكون فرصة، أيضا، لتقييم الأخطاء وصد الأخطار التي تحدق بتونس، وتهدد سيادتها الوطنية.

وأضاف المرابطي أنّ إحياء عيد الاستقلال يجب أن يكون فرصة للتأمل والوقوف على النقائص، مشددا على أن "مقاومة التطرف والإرهاب لا يكون بمجرد بث رسائل في مثل هذه المناسبات للشباب، بل بتحصينه، من خلال برامج واضحة تنطلق من التعليم والثقافة والحوار"، موضحا أن إصلاح الشباب يتطلب برنامجا طويل الأمد، موضحا أن المسألة لا تعالج بمجرد تذكره في مناسبة أو أخرى.

وفي السياق ذاته، ذكر النائب عن "نداء تونس"، عبد العزيز القطي، لـ"العربي الجديد"، أن إحياء الذكرى 60 لعيد الاستقلال لها رمزية خاصة، و"أن هناك نساء ورجالا ومناضلين ضحوا بحياتهم من أجل الاستقلال، وكانوا في الصف الأول لبناء دولة حديثة تحققت فيها عدة مكتسبات للمرأة والصحة والتعليم"، مثنيا على جهود الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

وأضاف القطي أنه بعد الثورة كانت هناك محاولات لاسترجاع رمزية هذا اليوم واستخلاص العبر، وتطوير الجمهورية الثانية التي تعيشها تونس اليوم، والتي تواجه عدة تحديات، مبينا "أننا اليوم في ملحمة ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة والعصابات التي تسعى إلى ضرب كيان الدولة وزرع الفوضى".

وأوضح النائب عن "نداء تونس" أنّ هناك عدة أخطاء ارتكبت في تونس، سواء من قبل الأحزاب أو من الحكومة، وأيضا من القوى المدنية الفاعلة، مؤكدا أن الاحتفال مناسبة للتقييم والوقوف على النقائص، معتبرا أن التصدي للخطر الإرهابي ومواصلة بناء تونس هو مسؤولية الجميع، داعيا إلى مراجعات حقيقية وتفادي أخطاء الماضي.

اقرأ أيضا: بعد 28 سنة..تمثال بورقيبة يعود إلى الشارع بتونس

 

 

دلالات
المساهمون