بوادر تهدئة بين مصر و"حماس"... وأبو مرزوق إلى موسكو

01 مارس 2016
تعمل "حماس" على تحسين أوضاع غزّة (آدم بيري/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أنّ خطوات التقارب بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والجانب المصري الرسمي تتسارع بشكل إيجابي للتخفيف من حدّة التوتر الذي تتعاطى بموجبه السلطات المصرية مع المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة "حماس". ويؤكد مصدر قيادي في "حماس" لـ"العربي الجديد" أنّ الاتصالات بين "الحركة" والمسؤولين في مصر لم تنقطع طوال الفترة الماضية، غير أنّه أشار إلى أنّ مستوى الاتصالات ذاتها كان يختلف من فترة إلى أخرى. ويلفت المصدر، رداً على سؤال حول وجود لقاء مرتقب بين "الحركة" والجانب المصري، إلى أنّ "الأمر غير مستبعد، خصوصاً أنّ الاتصالات بين الجانبَين لم تنقطع، كما يتصوّر بعضهم".

وتعزو مصادر أخرى في "حماس" فتح مسارات أوسع من جانب القاهرة مع "الحركة" التي تدير قطاع غزة، إلى "التقارب التركي ـ الإسرائيلي الأخير، والذي أسفر عن قرب توقيع اتفاق بين أنقرة وتل أبيب بشأن ملف الميناء البحري لكسر الحصار عن غزة". وكان عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، خليل الحية، قد قال في تصريحات خلال مشاركته في ندوة، السبت الماضي، بقطاع غزة، إنّ "تركيا قطعت في المفاوضات مع الاحتلال شوطاً، ولا يزال أمر الميناء في غزة قيد البحث". وأضاف الحية أن "ما يعيق إبرام الاتفاق التركي ـ الإسرائيلي هو موضوع الحصار على القطاع"، مبدياً اطمئنان الفلسطينيين إلى أن "حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لن يترك غزة"، آملاً أن "يكون هناك إنجاز لتحقيق ذلك".

وكان نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، موسى أبو مرزوق، قد قال في وقت سابق، "إن الحفاظ على الأمن القومي المصري هو سياسة ثابتة للحركة، وكذلك الأمن القومي العربي، لأن أمن العرب أمنٌ لفلسطين، وفلسطين أكبر المتضررين من فقدان الأمن القومي العربي". هذه التصريحات فسّرها مراقبون على أنها تحمل بشائر تقارب بين "الحركة" والجانب المصري بعد جفاء في العلاقات عقب توتر الأوضاع على الشريط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء، خصوصاً أنه سبقها تصريحات مماثلة لمسؤول العلاقات الخارجية في "الحركة" أسامة حمدان أشار خلالها إلى وجود اتصالات بين الجانبين.

في المقابل، أكد أبو مرزوق، في تصريحه الذي نشره على حسابه عبر موقع فيسبوك، أنّ "حماس لم تدعم أو تساعد أية جهة كانت على حدود أرضنا، كما أنها لم تتدخل في شؤون جيرانها، خصوصاً الشقيقة مصر". وأضاف أن "الحركة تبذل كل ما في وسعها لحفظ الحدود بين قطاع غزة ومصر وأنها لا تسمح أن يأتي ما يضر بأمن مصر واستقرارها بأي حال من الأحوال، خصوصاً في سيناء من جانب القطاع".

وعلى صعيد أزمة اختطاف أربعة من أعضاء "الحركة" داخل سيناء بعد مرورهم من معبر رفح البري منذ أشهر عدّة، وهي الأزمة التي تسببت في زيادة حدة التوتر في العلاقات بين "الحركة" والقاهرة، توضح المصادر القيادية ذاتها، أنّ الفترة الأخيرة شهدت اتصالات متبادلة مع مسؤولين مصريين في أجهزة سيادية بشأن مصيرهم، إلا أن "الحركة" لم تصرّح بذلك.

وعلى صعيد متصل، يكشف مصدر آخر في "حماس" لـ"العربي الجديد"، أنّ أبو مرزوق المتواجد في العاصمة القطرية الدوحة في الوقت الراهن، يستعد لزيارة العاصمة الروسية موسكو خلال الأيام المقبلة، لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بقطاع غزة والقضية الفلسطينية.
ويلفت المصدر ذاته إلى أنّ الفترة الماضية شهدت جولة لأبو مرزوق إلى عدد من الدول منها؛ لبنان، وماليزيا، وجنوب أفريقيا، في إطار المساعي للتوصل إلى حل الأزمات التي يعانيها أبناء قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: "حماس": اتصالات مع مصر لتخفيف وطأة حصار غزة

المساهمون