أمناء الشرطة يهددون بالإضراب... وفضح الداخلية وراء اعتقال 7قيادات

21 فبراير 2016
اعتقال أمنيين يفجر أزمة أمناء الشرطة في مصر(فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت وتيرة أزمة أمناء الشرطة المصريين، بشكل سريع، بعد قطع عدد منهم طريق الواحات، في مدينة السادس من أكتوبر، عقب اعتقال جهاز الأمن الوطني 7 من قيادات نوادي أمناء الشرطة، قبل ظهورهم في أحد برامج "التوك شو" المسائية، حيث نصبت قوة مكونة من نحو 20 ضابطاً لهم كميناً أمنياً، بالقرب من مدينة الإنتاج الإعلامي، فور علم ضباط جهاز الأمن الوطني بنيتهم الحديث عن فضائح ترتبط بالوزارة.  

وأعلن عدد من الأمناء، بعد عملية الاعتقال، وقف العمل بأقسام الشرطة، في مدينة السادس من أكتوبر، إلى حين الإفراج عن زملائهم.  

وقال مصدر في فريق إعداد البرنامج، في تصريحات خاصة: "فوجئنا بعد تنسيق اللقاء بإغلاق الهواتف الخاصة بالأمناء السبعة، الذين كان مقررا ظهورهم معنا في البرنامج للتعليق على أزمات أمناء الشرطة، وفي مقدمتها أزمتهم مع الأطباء، بعد اعتداء عدد منهم على طبيبين في مستشفى المطرية التعليمي، وما صاحب ذلك من ردود أفعال غاضبة، ثم قتل أحد الأمناء سائقا في الدرب الأحمر، بعد مشاجرة عادية"

اقرأ أيضا: السيسي يحاول تهدئة الغضب الشعبي: تعديلات عبثية وإقالات متوقعة

وتابع المصدر: "أحد الأمناء أبلغنا بأنه سيأتي وبصحبته أوراق ومستندات هامة، تتعلق بفساد في وزارة الداخلية، وأن الهدف من التضخيم الإعلامي للأحداث، التي وصفها بالمخطط لها سلفا، هو التغطية على ذلك الفساد، خاصة بعد كشف الجهاز المركزي للمحاسبات عن فساد بالمليارات داخل الوزارة، وفي قطاع الأمن الوطني"

وفي إطار التصعيد، نظم العشرات من أمناء الشرطة، في مراكز وأقسام تابعة لمديرية الأمن بمحافظة الشرقية، وقفة داخل إدارة مرور الزقازيق، معلنين عن نيتهم التوجه إلى المديرية، والاعتصام داخلها، تضامنا مع زملائهم المعتقلين.

وقال مصدر أمني إن من ضمن الموقوفين الأمين منصور أبو جبل، المسؤول عن اعتصام أمناء الشرطة في الشرقية منذ عدة أشهر، وشريف رضا وإسماعيل مختار من قوة مرور الشرقية. 

وفي السياق ذاته، ذكر مصدر مطلع في مجلس إدارة النادي العام لأفراد الشرطة على مستوى الجمهورية: "رصدنا خلال الفترة الأخيرة محاولة من جانب قيادات كبيرة في الوزارة، في إشارة إلى الداخلية، لغسل فسادها وسمعة الضباط الملوثة بدم كثير من المصريين، عن طريق تحميل الأزمة كلها لأمناء الشرطة"، مضيفا: "نحن لا ننكر أن هناك تجاوزات من بعض الأمناء، الذين نسعى دائما إلى التخلص من الفاسدين منهم"، متسائلاً: "لماذا ﻻ تُفعّل الوزارة آليات المحاسبة المتوفرة لديها تجاه المخطئين؟ ولماذا تتركهم يتمادون في أخطائهم؟"



اقرأ أيضا: مصر: تأجيل المحاكمة بقضية خلية "إمبابة" لمخاصمة القاضي 

وأبرز المصدر: "نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي تورّط عدد من الضباط بأقسام شرطة، في محافظات عدة، في قتل مواطنين تحت التعذيب، منها المطرية، والأقصر، والإسماعيلية، ولم نر مثل هذه الضجة"، مضيفا: "لدينا طلبات للدعوة إلى الإضراب عن العمل وغلق أقسام الشرطة، والتقدم باستقالات جماعية، ليعلم الجميع من المخطئ".

واستغرب المصدر، الذي يعمل أمين شرطة بأحد القطاعات المهمة في الوزارة، من الاتهامات التي يوجهها إليهم بعض من يطلقون على أنفسهم "خبراء استراتيجيين"، ومنها اتهامهم باختراقهم من قبل "الإخوان"، مشيراً إلى تصريحات النائب البرلماني واللواء السابق في القوات المسلحة، حمدي بخيت، مشدداً: "مثل هؤلاء المختلين عقليا من يصدق هذا الكلام. الجميع يعلم أن الأمناء والأفراد هم العمود الفقري وعصب وزارة الداخلية الذين يواجهون المواطنين في الشارع بأنفسهم".

وأضاف المتحدث ذاته: "لو رصدنا عدد شهداء الشرطة خلال الفترة منذ 30 يونيو وحتى اليوم، سنجد أن 80% منهم من الأمناء والأفراد"، مشدداً: "نحن من نحتك بالمواطنين يوميا، ومن الطبيعي أن تكون هناك أخطاء في التعامل".   

في المقابل، قال خبير سياسي في مركز الأهرام للدراسات إن "النظام المصري يعيش أسوأ لحظاته منذ 30 يونيو"، مبرزا أن الأزمة، بشكل واضح، تكمن في غياب الإرادة السياسية لخلق مناخ حريات، "يبدو أن صراع الأجنحة داخل النظام المصري وصل إلى مرحلة فقد فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي السيطرة على أجهزة الدولة العميقة".

 

وأوضح: "الرئيس في أزمة حقيقية، لأنه مطالب، أمام الشعب، باتخاذ إجراءات عقابية صارمة ضد تجاوزات جهاز الشرطة الأخيرة، وفي المقابل يده مغلولة ولا يمكن أن يتخذ تلك الإجراءات، لأن الداخلية، وبالتحديد الأمناء، هم عصا النظام التي يرعب بها معارضيه، في وقت لن يوافق أفراد وضباط الجيش على مواجهة الشعب بشكل مباشر، كما حدث في مناسبات سابقة، مثل مواجهة مظاهرات الإخوان، وفض الاعتصامات، لأنهم يدركون جيداً أن الجيش سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع كافة القطاعات الشعبية، وليس أمام فصيل سياسي بعينه".

وأردف الخبير السياسي قائلا: "السيسي أمام خيار مرّ حتما ستكون له عواقب، هو الآن يختار بين أقل الخسائر لنظامه"

اقرأ أيضا: أمناء الشرطة المصرية...همزة الوصل بين "أسياد البلد" و"أنصاف المواطنين"

المساهمون