فرنسا: هل يعين هولاند نجاة بلقاسم رئيسةً للوزراء؟

05 ديسمبر 2016
بلقاسم تعتبر من أكثر الوزراء الاشتراكيين وفاءً لهولاند(أورلين موينير/Getty)
+ الخط -
بدا واضحاً، اليوم الإثنين، أن الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند لن يعلن قبل يوم غد، الثلاثاء، اسم الشخصية التي ستتولى منصب رئيس الوزراء، وتشكيل حكومة جديدة تمارس السلطة التنفيذية خلال الأشهر الخمسة القادمة، قبل موعد الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار المقبل.


وفي الساعات الأخيرة، راجت إشاعة قوية في كواليس وسائل الإعلام الفرنسية في باريس حول احتمال إقدام هولاند على خلق مفاجأة من العيار الثقيل، وتعيين وزيرة التعليم الشابة من أصول مغربية، نجاة فالو بلقاسم، رئيسة للوزراء، خلفاً لمانويل فالس، الذي قرر ترشيح نفسه للانتخابات التمهيدية في صفوف الحزب الاشتراكي، من أجل الفوز بترشيح الحزب الرسمي للانتخابات الرئاسية المقبلة.


وأكد مصدر إعلامي مقرب من الرئاسة الفرنسية لـ"العربي الجديد"، أن هولاند استقبل نجاة بلقاسم، ليل أمس الأحد، في قصر الإليزيه على انفراد، واعتبر ذلك مؤشراً على "احتمال قوي برغبة هولاند في تعيين الوزيرة الشابة رئيسةً للوزراء".


ويرى مراقبون أنه إذا كان هولاند يرغب في تعيين سيدة في منصب رئاسة الوزراء، كما راج ذلك منذ الخميس الماضي، بعد إعلانه التخلي عن ترشيح نفسه لولاية ثانية، وتعبيده الطريق لفالس من أجل الترشح لها، فإن نجاة بلقاسم تمتلك حظوظاً قوية لتقلد هذا المنصب.

ويعود ذلك، بالأساس، إلى أن بلقاسم، بالإضافة إلى كونها تمثل الجيل الشاب في الحزب الاشتراكي، أظهرت كفاءة ملحوظة في توليها منصب وزارة التعليم، وأبانت عن شخصية قوية في وجه الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها وذهبت حد التشهير العنصري بأصولها المغربية وديانتها الإسلامية.


واعتبرت صحيفة "لوفيغارو"، من جانبها، أن بلقاسم أوفر حظوظاً لتولي رئاسة الوزراء من زميلتها وزيرة الصحة، ماريسول تورين، لكون بلقاسم هي واحدة من أكثر الوزراء الاشتراكيين وفاء وإخلاصاً لهولاند، وبرهنت على ذلك أكثر من مرة، في سياق لم يخف فيه العديد من الوزراء الاشتراكيين انتقاداتهم لهولاند، وعدم ثقتهم في أهليته للترشح لولاية ثانية.

واعتبرت صحيفة "لوجورنال دوديمونش" أن تعيين بلقاسم رئيسة للوزراء لن يجد معارضة كبيرة، نظراً للمناصب السياسية المهمة التي تقلدتها، وعلى رأسها وزارة التعليم في الحكومة الحالية، وأيضاً كوزيرة لحقوق النساء، وناطقة باسم الحكومة في حكومة رئيس الوزراء السابق، جان مارك آيرولت.

ويرى متخصصون في الشأن السياسي الفرنسي أنه في حال اختيار هولاند لبلقاسم، فسيكون ذلك رسالة قوية إلى مرشح اليمين، فرانسوا فيون، الذي صرّح أخيراً بأنه ضد "مبدأ فرنسا كأمة متعددة الثقافات"، وأيضاً رسالة إيجابية تذهب عكس التيار السائد، في ظل صعود اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية في فرنسا وأوروبا.