النظام السوري يخرق الهدنة مجدداً ويتكبّد خسائر بريف دمشق

31 ديسمبر 2016
اشتباكات بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام والمعارضة (Getty)
+ الخط -

واصلت قوات النّظام السوري، بعد منتصف ليلة الجمعة - السبت، خرق وقف إطلاق النار في سورية، إذ قامت بمحاولة اقتحام جديدة في منطقة وادي بردى بريف دمشق، تزامناً مع قصف بالصواريخ، كما قامت بمحاولة اقتحام في أطراف مدينة دوما.

وقالت الهيئة الإعلامية في وادي بردى إن اشتباكات بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة دارت بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري المدعومة بمليشيا "حزب الله" اللبناني، على محور قرية الحسينية وقرية دير قانون، طيلة الليلة الماضية، حيث تحاول قوات النظام اقتحام منطقة الوادي، وتزامنت الاشتباكات مع إطلاق عدة صواريخ من قوات النظام على الحقول الزراعية في قرية دير مقرن وقرية عين الفيجة.

وتشن قوات النظام السوري، مدعومة بحزب الله اللبناني، لليوم العاشر على التوالي، حملة عسكرية على منطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي، بهدف إخضاع أهالي المنطقة لمصالحة مع النظام السوري.

وتأتي الخروقات بعد مضي 24 ساعة على سريان وقف إطلاق النار في سورية، بعد اتفاق توصلت إليه المعارضة السورية المسلحة مع موسكو برعاية تركية، ونص الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في كافة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.

وفي السياق ذاته، جدّدت قوات النظام السوري بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، محاولة اقتحام مدينة دوما من جبهة كرم الرصاص غرب المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي على أطراف المدينة، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.

إلى ذلك، قُتل عنصر من المعارضة السورية المسلحة خلال اشتباكات مع قوات النظام في جبهة بلدة الميدعاني، بينما قُتل عنصر آخر باشتباكات بين الطرفين، في جبهة بلدة البحارية في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، قبل منتصف الليلة الماضية.

من جهته، قال فصيل "جيش الإسلام" المعارض للنظام، إنه تمكّن من قتل 16 عنصراً من قوات النظام على جبهات الميدعاني وطريق دمشق حمص وجبهة الكرم في محيط مدينة دوما، وذلك خلال صدّ ثلاث محاولات اقتحام من قوات النظام في محيط المدينة.

وفي حماة، قصفت قوات النظام بالمدفعيّة والصواريخ مدينتي اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي، قابلتها المعارضة السورية المسلحة باستهداف مواقع للنظام بصواريخ الغراد في بلدة الربيعة بريف حماة الغربي.

وفي مدينة حمص، قال مدير "مركز حمص الإعلامي" أسامة أبو زيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "امرأة أصيبت بجراح بليغة جراء استهدافها من قناصة قوات النظام المنتشرين في أطراف حي الوعر المحاصر"، وذلك في خرق جديد من قوات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار.

ومن جهة أخرى، أكّد أبو زيد، أنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، دمّر دبابتين لقوات النظام، خلال معارك اندلعت، اليوم السبت، في محيط مطار التيفور العسكري، حيث يشنّ النظام هجوماً بهدف استعادة نقاط خسرها في منطقة الشريفة جنوب غرب المطار، في حين شنّ الطيران الحربي الرّوسي عدة غارات على مواقع للتنظيم في محيط المطار.

وأوضح أبو زيد أنّ قوات النظام تستميت للسيطرة على قرية الشّريفة الواقعة على الطريق الواصل بين المطار ومدينة القريتين، حيث تدور معارك مع التنظيم في القرية، وسط وقوع خسائر في صفوف النظام.



وفي الجنوب السوري، قصفت قوات النظام عدة مناطق في محافظة درعا، وسط مقاومة "الجيش السوري الحر"، وتصدّيه لمحاولات تقدّمها.

وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "اشتباكات اندلعت في درعا البلد، على أطراف حي المنشية، إذ تصدّى الجيش الحر لمحاولة تقدّم قوات النظام، على أطراف الحي".

وأوضح أنّ قوات النظام "استعملت خلال الهجوم أسلحة رشاشة ومتوسطة، وسط قصف مدفعي على الأحياء المحررة، أدّى إلى مقتل مقاتل من الجيش الحر".

كذلك استهدفت قوات النظام، مدعومة بعناصر أجنبية، بحسب المسالمة، حي طريق السد بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، وسط اشتباكات مع "الجيش الحر" على أطراف مخيم درعا. وتعرّضت بلدة علما لقصف عنيف من رشاشات ومضادات قوات النظام، المتواجدة ببلدة خربة غزالة.

وفي الشمال، وتحديداً في ريف حلب، أفادت مصادر محلية، "العربي الجديد"، بأنّ قوات النظام السوري قصفت بالمدفعية قريتي كفركار وبنان الحص الخاضعتين لسيطرة المعارضة المسلحة في الريف الجنوبي، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية.

واستهدفت مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، مواقع لـ"الجيش السوري الحر"، في محيط قريتي مرعناز وكلجبرين في ريف حلب الشمالي بالرشاشات الثقيلة، ولم تسجل وقوع إصابات.

وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إنّها وثقت ما لا يقل عن 28 خرقاً في اليوم الأول بعد توقيع اتفاق الهدنة في أنقرة، و"جميعها كانت من قبل النظام السوري الإيراني".

وأوضحت الشبكة، في تقرير، أنّ قوات النظام السوري اعتقلت 9 أشخاص في مخيم خان الشيح بريف دمشق الغربي، وكان المخيم قد دخل منذ مدّة في مصالحة مع قوات النظام.

على صعيد آخر، أفادت مصادر محلية، "العربي الجديد"، بوقوع قتلى وجرحى من عناصر مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في محيط قرية جعبر الشرقي غرب مدينة الرقة، بعد هجوم من تنظيم "داعش"، بينما شنّ طيران التحالف الدولي عدة غارات على المنطقة.

وتزامن الهجوم من التنظيم مع تجدد المعارك بين الطرفين في بلدة المحمودلي شمال مدينة الطبقة، والتي تعد خطاً دفاعياً متقدّماً للتنظيم، عن المدينة الواقعة على نهر الفرات.