فرنسا: تدابير أمنية مشددة بمناسبة احتفالات رأس السنة

30 ديسمبر 2016
انتشر 90 ألف عنصر من الشرطة والدرك (جوليان ماثيا/Getty)
+ الخط -

تشهد فرنسا، اليوم الجمعة، حالة استنفار أمني قصوى تأهبا لاحتفالات رأس السنة. ونشرت السلطات أكثر من 90 ألف عنصر من الشرطة والدرك في كافة المدن الفرنسية، لتأمين سلامة الاحتفالات وتأهبا لصد اعتداءات إرهابية محتملة تستهدف الأماكن العامة، التي تجذب مئات الآلاف من المحتفلين بنهاية العام، خصوصاً في العاصمة باريس وبقية المدن الكبرى الأخرى.

وتخشى السلطات من إعادة  تكرار سيناريو الاعتداء على الحشود بالدهس من خلال استعمال شاحنة على شاكلة اعتداءي برلين ونيس. ووضعت الأجهزة الأمنية سواتر من الإسمنت المسلح عند منافذ الساحات والشوارع الكبرى، في مختلف المدن الفرنسية. ومُنعت حركة النقل حول بعض الأماكن الحساسة، وتم تشديد الرقابة على سير شاحنات النقل داخل المدن من خلال حواجز أمن ثابتة ومتحركة.

وتم وضع فرق أمنية متحركة من القوات الخاصة في حالة استنفار في كبريات المدن تأهبا لأي اعتداء إرهابي، كي تتمكن من الرد والردع بأسرع وقت ممكن، بعد الاستفادة من درس اعتداء مسرح باتاكلان في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني في باريس، الذي شهد تأخرا في ردة فعل الأجهزة الأمنية، ما أتاح للمعتدين هامشا من الوقت لقتل المزيد من الضحايا.

ونشرت أجهزة المخابرات والاستعلامات المختلفة المئات من أفرادها بالزي المدني وسط الحشود وفي المراكز التجارية الكبرى ومحطات المواصلات، لترصّد وتعقب المشتبه بهم وتسجيل أي سلوك غير اعتيادي. كما عزز مكتب النقل السككي من تواجد العناصر الأمنية المسلحة في القطارات خاصة في الخطوط التي تربط بين المدن الفرنسية وجاراتها الأوروبية.







وقامت السلطات بحملة في أوساط التجار وفي مراكز التسوق الكبرى لمضاعفة اليقظة والحذر، وتم توجيه أوامر مشددة بمنع بيع الوقود والألعاب النارية والكحول ليلة الاحتفال برأس السنة غدا السبت.

وستشهد منطقة الشانزيليزيه في العاصمة باريس، تدابير أمنية خاصة وكثيفة، لتأمين سلامة المحتفلين الذين عادة ما يحتشدون فيها عند منتصف الليل، للاحتفال بحلول العام الجديد ومشاهدة الألعاب النارية التي تنظمها بلدية المدينة. ومن المتوقع أن تشهد الشانزيليزيه غدا السبت توافد حوالي 600 ألف شخص من الفرنسيين والسياح، خاصة وأن البلدية أعلنت عن عرض ناري خاص مرافق بالصوت والصورة في سماء باريس، بمناسبة ترشح العاصمة لاستضافة الألعاب الأولمبية لعام 2024.

وابتداء من ظهر غد السبت، سيتم تفعيل مركز لتنسيق العمليات الأمنية في باريس وضواحيها بمقر وزارة الداخلية، وبإشراف مسؤولين من مختلف الأجهزة الأمنية. وتحظى مدن نيس وليون ومرسيليا باهتمام أمني خاص أيضا، حيث عمدت السلطات إلى تعزيز الأمن في ساحاتها الرئيسية بمئات من عناصر الجيش والدرك والشرطة.

وبالإضافة إلى هاجس الاعتداءات الإرهابية، تخشى السلطات أيضا من أعمال العنف المدنية وعمليات السرقة والنهب وإحراق السيارات التي عادة ما تواكب الاحتفالات برأس السنة. ونشرت السلطات فرقا أمنية خاصة في ضواحي المدن الكبرى خاصة في ضواحي "تراب"، و"مونت لاجولي"، و"سان دوني" قرب باريس، والتي عادة ما تندلع فيها أعمال شغب ومناوشات مع رجال الأمن خلال احتفالات رأس السنة.