استياء واسع في أفغانستان بعد اجتماع ثلاثي في موسكو

28 ديسمبر 2016
الاجتماع الثلاثي طالب بشطب أسماء قيادات طالبان (Getty)
+ الخط -

أعربت الحكومة الأفغانية، اليوم الأربعاء، عن استيائها البالغ إزاء الاجتماع الثلاثي بين روسيا والصين وباكستان، لمناقشة القضية الأفغانية، والذي عقد أمس الثلاثاء في موسكو بغياب كابول، وطالب المجتمع الدولي برفع القيود عن حركة طالبان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأفغانية، شكب مستغني، تعليقا على اجتماع موسكو، إن "كابول لن تأمل في مثل هذه الجهود، وأنها حتى ولو كانت بنيّة خالصة، تثير أسئلة كثيرة، ولا طائل من وراء اجتماعات تغيب عنها أفغانستان".

وشدد مستغني على أن "دول الجوار والمنطقة لا تستطيع أن تقدم الصورة الحقيقية لمعاناة الأفغان، بالتالي لن نتوقع شيئا من مثل هذه الجهود".

بدوره، قال رئيس الاستخبارات معصوم ستانكزاي، إن "شورى الأمن ووزارة الخارجية تنسقان مع موسكو لأجل تجنب أي اجتماع لا تشارك فيه أفغانستان، وستتم مناقشة القضية مع الدول المشاركة من خلال وزارة الخارجية".

كما أضاف ستانكزاي إن أي اجتماع تغيب عنه الحكومة الأفغانية لا جدوى من ورائه، ولا يساهم أصلا في حلحلة الأزمة الأمنية الأفغانية.





من جانبه، قال المتحدث باسم الداخلية الأفغانية صديق صديقي، إن "الهدف من وراء اجتماع موسكو الثلاثي بشأن أفغانستان، هو أن باكستان ترغب في إشعال فتيل حرب جديدة من خلال اندلاع الصراع بين واشنطن وموسكو على أرض أفغانستان، وليكون الأفغان هم وقود الحرب بين الدولتين".

وذكر أن أفغانستان لن تسمح لأحد بذلك، و"إننا نتواصل مع دول المنطقة كي لا تتحرك إزاء القضية الأفغانية إلا بمشاركة الأفغان، لأن أي جهد تغيب عنه كابول قد تكون له آثار عكسية على المنطقة برمتها" .

كما شدد على أن "طالبان جماعة إرهابية، وهو ما يؤكده المجتمع الدولي، لذا نحن نطالب روسيا بالتعامل معها كحركة إرهابية، لا أكثر".

ولم تقتصر ردود الأفعال الغاضبة والإدانات على المسؤولين الحكوميين، بل طاولت حتى أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ، الذين أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء الاجتماع.

وقال عضو مجلس الشيوخ أمين أفضلي، إن "اجتماع موسكو بشأن أفغانستان مخالفة للأعراف الدولية، وهو تدخل في شؤون أفغانستان، لذا ندعو الدول المشاركة في الاجتماع إلى تجنب أي عمل لن تشارك فيه أفغانستان".

في سياق مواز، قال نائب رئيس البرلمان عبد الرؤوف إبراهيم، إن "ذلك الاجتماع انتهاك للسيادة الأفغانية وتدخل في شؤون أفغانستان"، مطالبا الحكومة الأفغانية باتخاذ كل ما من شأنه منع الصراع بين القوى الدولية على أرض أفغانستان.

وكان الاجتماع الثلاثي بين روسيا والصين وباكستان، الذي عقد أمس الثلاثاء في موسكو، قد طالب المجتمع الدولي بشطب أسماء قيادات طالبان من قائمة المطلوبين، ومواصلة الجهود لأجل حل المعضلة الأفغانية.

ومن الصعب أن تصل أية جهود لنتائج في ظل غياب كابول عنها، ولا يتوقع أن يكون الاجتماع قد عقد لأجل ذلك، بل هو رسالة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، بحسب ما يقول مراقبون، الذين يطرحون تساؤلات عديدة حول سبب غياب كابول عن الاجتماع.