فصول أزمة "نداء تونس": هيئة الإنقاذ تعلن نفسها "تسييرية"

14 ديسمبر 2016
اعتبرت الهيئة أن القرار ينقذ الحزب (العربي الجديد)
+ الخط -


أعلنت هيئة الإنقاذ لحزب "نداء تونس"، اليوم الأربعاء، خلال ندوة صحافية، تحوّلها إلى هيئة تسييرية، "من أجل إنقاذ الحزب وإنقاذ تونس".


وبعدما تفاقمت أزمة حزب "نداء تونس" جراء انشقاقات بعض الأعضاء، أنيطت بهيئة الإنقاذ مهمة إلغاء خطة الإدارة التنفيذية للحزب، والتي يشغلها حالياً حافظ السبسي، نجل الرئيس الباجي قائد السبسي، وتكوين هيئة تنسيقية توافقية تتولّى قيادة الحزب. وتشرف على الإعداد للمؤتمر الوطني وتنظيمه، ضمن مهلة أقصاها مارس/آذار2017.

في حين رد السبسي والقيادات المناصرة له، على خصومه الذين أعلنوا عن قيادة جديدة للحزب، و"عزل قائد السبسي الابن"، بطرد لجنة الإنقاذ من الحزب، وإحالة عناصرها على لجنة النظام الداخلي.

وقال عضو الهيئة بوجمعة الرميلي، اليوم الأربعاء، خلال الندوة، إنّ "قرار التحوّل إلى هيئة تسييرية جاء على خلفية غياب قيادة حقيقية للحزب"، داعياً إلى "إعادة التفكير في مستقبل الحزب ومكانته في المشهد السياسي العام"، مؤكداً أنّ "مرحلة البحث عن التوازن مع حركة النهضة مرحلة يجب تجاوزها".

وأوضح الرميلي، لـ"العربي الجديد"، أنّه "بهذا القرار لن نكون في المعارضة بل سنواصل في سياسة المساندة ولكن مع المراقبة والنقد وتقديم الحلول"، كاشفاً عن أنّ الهيئة التسييرية ستنطلق خلال الأيام المقبلة، بلقاءات للقيادات في المناطق.

وأكّد أنّ "الهيئة لن يكون بها أي منسق أو زعيم بل ستعمل كمجموعة موحدة على ذمة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والبرلمان"، مضيفاً "لن نسلم الحزب لأيّ طرف يهدف إلى إقصاء مناضلي الحزب ومؤسسيه".

من جهته، شدّد النائب، عضو هيئة الإنقاذ خميس قسيلة، على أولوية التحضير لمؤتمر انتخابي "ديمقراطي شفاف"، وتدعيم المسار الثاني الذي انطلق منذ فترة مع قياديّي حزبي "مشروع تونس" و"الاتحاد الوطني الحر" لبناء ائتلاف وسطي وحداثي وتقدمي واسع، بهدف إنقاذ المشهد السياسي العام، وخلق توازن حزبي في البلاد.

وأكّد قسيلة لـ"العربي الجديد"، أنّ "الهيئة التسييرية عازمة على بناء أوسع جبهة سياسية لضمان استقرار تونس"، كاشفاً في هذا الإطار عن لقاء آخر، يوم غد الخميس، مع قيادي "مشروع تونس" و"الاتحاد الوطني الحر"، مشيراً إلى "مواصلة الحوار مع أحزاب وسطية أخرى، لها نفس التوجهات والأهداف في المرحلة المقبلة".

ولفت إلى أنّ "محاولات اختراق الكتلة البرلمانية لنداء تونس، متواصلة من قبل البعض، بهدف تكوين كتلة برلمانية ثانية تستقطب في نفس الوقت، المستقيلين من كتل برلمانية أخرى".

من جهته، أوضح القيادي في "نداء تونس" رضا بالحاج، أنّ أحد أسباب تحوّل هيئة الإنقاذ إلى هيئة تسييرية، أنّ "الهيئة توجّهت إلى القضاء من أجل الفصل قانونياً بقضية تعيين القيادات، في ظلّ الفراغ القانوني وغياب قيادة حقيقية تسيّر الحزب إلى حين انعقاد مؤتمر انتخابي".

ووصف عضو الهيئة فوزي اللومي، لـ"العربي الجديد"، قرار تحوّل الهيئة إلى تسييرية بـ"المصيري"، موضحاً أنّ القرار جاء نتيجة استمرار تأزم الوضع في حزب "نداء تونس"، وتعذّر إيجاد الحلول في الوضع الراهن.

وشدّد اللومي على ضرورة "تقديم خارطة طريق لتجاوز الأزمة الخانقة في نداء تونس من جهة، ووضع استراتيجية عمل للفترة المقبلة من جهة أخرى، لهيكلة الحزب والاستعداد للانتخابات البلدية، واسترجاع مكانة الحزب في المشهد السياسي العام، باعتباره الحزب الأول في البلاد"، بحسب قوله.