هل يصبح صهر ترامب الرجل القوي في البيت الأبيض؟

23 نوفمبر 2016
كوشنر يلعب دوراً كبيراً في التعيينات (بريندن هوفمان/ Getty)
+ الخط -

على الرغم من أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، استبعد ضم أبنائه ضمن فريقه الذي سيحكم الولايات المتحدة طيلة الأعوام الأربعة القادمة، وقال إنهم سيسهرون على متابعة شؤونه وأعماله السابقة، إلا أنه لا يُتوقع أن يسري الأمر نفسه على زوج ابنته، جاريد كوشنر، الذي قد يبقيه إلى جانبه داخل البيت الأبيض.


وتصدر اسم كوشنر المشهد فور بدء عملية انتقاء الأسماء ضمن فريق الإدارة الأميركية، ليصبح في مركز الاهتمام بعدما تناقلت التقارير الإعلامية، إنه هو من يقود عملية تشكيل الفريق، وهو ما اتضح بشكل بارز بعد استبعاد حاكم نيوجيرسي، كريس كريستي، من قيادة الفريق الذي يقود انتقال السلطة، وتعويضه بنائب الرئيس الأميركي المنتخب، مايك بينس.

أما الاستبعاد المفاجئ لكريستي فيعود على الأرجح إلى خلافه القديم مع آل كوشنر، فقد سبق لكريستي، حينما كان يشغل منصب مدعي فدرالي، أن تابع والد كوشنر، تشالز، وبعد إدانته تم زجه في السجن بتهم التهرب الضريبي، والتلاعب بالشهود، وتمويل حملات بشكل غير قانوني.

وبرز نفوذ كوشنر بشكل واضح حينما أعلن ترامب بنفسه، خلال حوار صحافي مع أسرة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، أن صهره يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وذلك في معرض حديثه عن طموحه في أن يكون الشخص الذي يتمكن من إبرام اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال إن ذلك سيكون "إنجازاً عظيماً".

ومثل ترامب، لا يملك كوشنر، البالغ 35 عاماً، أي خبرة سياسية سابقة، لكن قواسم كثيرة تجمع بينهما. فكوشنر يتحدر من أسرة يهودية ثرية، وتلقى تعليمه بفضل تبرعات والده السخية بجامعة هارفارد وجامعة نيويورك. وبعد سجن والده في العام 2004، تولى كوشنر تسيير أعمال والده، خصوصاً في مجال العقارات.

لكن نقطة الاختلاف الوحيدة الواضحة بينهما تكاد تتعلق بانتمائهما الديني، فكوشنر يهودي، ويوظف هذا الأمر جيداً كل ما وجهت انتقادات لترامب بمعاداة السامية، وجعل من صحيفة "نيويورك أوبزرفر" التي اشتراها عام 2006 المنبر الأول للدفاع عن ترامب حينما يتعلق الأمر بتهم معاداة اليهود.

ولا يخفي ترامب إعجابه بهذا الاختلاف، واعتناق ابنته التي تزوجت قبل سنوات بكوشنر، الديانة اليهودية، وغيرت اسمها بما يتوافق مع معتقدها الديني الجديد ليصبح يائيل ترامب. فقد قال بالحرف في تصريحاته، أواخر العام الماضي: "لدي ابنة يهودية. لم يكن هذا الأمر بالحسبان. لكني فخور جداً لأن ذلك قد حدث".

كما أن ارتباط كوشنر بابنة ترامب، جعل الأخير يجعل من صهره أقرب مستشاريه في جميع ما يتعلق بالملفات المرتبطة بإسرائيل.

وعلى الرغم من أنه لم يتضح بعد أي دور سيتحمله كوشنر بعد الانتهاء من عملية تشكيل الإدارة الأميركية، إلا أن هذا الشاب قد يختار منصباً استشارياً لتسيير الأمور من خلف ستار، ليتماهى في ذلك في حبه بعدم الظهور أمام الأضواء والبقاء في الكواليس.