"الحشد" تتمدد في سورية: 13 فصيلاً خارج سلطة العبادي

24 أكتوبر 2016
اتهامات للمليشيات بارتكاب مجازر عدة في سورية(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تستكمل مليشيات "الحشد الشعبي" في العراق آخر حلقات نفوذها في البلاد من خلال منع رئيس الوزراء حيدر العبادي من التدخّل في ملف انتقال الآلاف من عناصرها إلى بلدات ومدن سورية لدعم نظام بشار الأسد عبر مطاري بغداد والنجف وبرحلات مجانية. وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" تورط وزارة النقل التي تسيطر على مفاصلها مليشيا "بدر" بشكل كامل.
ووفقاً لموظفين رفيعي المستوى في مكتب العبادي تحدثت معهم "العربي الجديد" عبر الهاتف من بغداد، فإن العبادي وبعد عودته من نيويورك إثر مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، طالب زعماء عدد من مليشيات "الحشد" بإيقاف نشاطها المسلح في سورية والتوقف عن إرسال حملات المتطوعين للقتال هناك. إلا أن ثلاثة من زعماء تلك المليشيات وهم زعيم مليشيا "العصائب" قيس الخزعلي، وزعيم مليشيا "النجباء" أكرم الكعبي، وزعيم مليشيا "أبو الفضل العباس" أوس الخفاجي، ردوا على الطلب بشكل "غير مؤدب" وطالبوه بعدم "التدخّل في أمور خارج نطاق عمله وصلاحياته"، وفق المصادر ذاتها.
ورجح هؤلاء الموظفون أن يكون العبادي قد تلقى طلبات غربية بوقف دعم المليشيات العراقية لنظام الأسد بعد تقارير تحدثت عن ارتفاع عدد أفراد مليشيات "الحشد" التي تقاتل في سورية إلى نحو 10 آلاف عنصر جميعهم من المسجلين ضمن هيئة "الحشد الشعبي" ويتلقون مرتبات شهرية من الحكومة العراقية.

13 فصيلاً إلى جانب النظام
ثلاث مليشيات عراقية انتقلت منتصف العام 2016 إلى مدن سورية للقتال إلى جانب النظام السوري تحت إشراف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ليصبح عدد تلك المليشيات العراقية المتواجدة في سورية 13 فصيلاً مسلحاً، هي:
1. لواء أبو الفضل العباس: يتواجد في طريق المطار والقلمون وجنوب دمشق ومنطقة السيدة زينب، وله تنسب مجازر طائفية في القلمون خلال العام 2014 بحق المواطنين السوريين.
2. لواء أسد الله الغالب: يرابط مع قوات الحرس الجمهوري التابعة للنظام السوري في ريف دمشق وقدسيا.
3. كتائب حزب الله العراقي: تنتشر في مناطق قرب حلب حالياً.
4. كتائب سيد الشهداء: تعمل في منطقة الغوطة الشرقية بمعيّة حزب الله اللبناني.
5. فيلق الوعد الصادق: يتواجد في مناطق حلب والقلمون وريف دمشق.
6. لواء كفيل زينب: مناطق تواجده في ريف دمشق وحمص وريف حلب.
7. حركة النجباء: تتواجد في حلب وريفها ومنطقة القصير وريف حمص وريف إدلب، وتُنسب لها جرائم نفذتها في القصير.
8. قوات الشهيد محمد باقر الصدر (منظمة بدر): تعمل مع الفرقة الرابعة في حماة وريف إدلب.
9. لواء ذو الفقار: يتواجد في مناطق عدرا والنبك وحمص وتنسب له جرائم قتل واغتصاب مختلفة في حمص.
10. فوج التدخل السريع: فصيل يقول إنه يتبع مقتدى الصدر وينتشر في مناطق في ضاحية الأسد وطريق الأوتوستراد الشرقي من دمشق.
11. لواء الإمام الحسين: يقاتل بالاشتراك مع مليشيات عراقية أخرى في مناطق قرب دمشق وحلب.
12. لواء المؤمل: فصيل مسلح يتواجد منذ دخوله حول داريا وتنسب له جرائم وعمليات تنكيل بسكان المدينة طيلة العام 2015 وحتى تهجير سكانها الشهر الماضي من هذا العام.
13. كتائب الثأر: تقاتل حالياً في حلب.


قتال المعارضة لا "داعش"

تتركز عمليات تلك المليشيات بشكل كامل ضد فصائل المعارضة السورية واستهداف المدن والبلدات التي تسيطر هذه الفصائل عليها، من دون أن تشارك أي من هذه المليشيات في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ويتورط أفراد تلك المليشيات بجرائم قتل وتعذيب واغتصاب في مدن سورية عدة، فيما تُظهر تسجيلات رفعها العلم الإيراني والعراقي فضلاً عن راياتها مع غياب العلم السوري.
وقال قيادي مقرب من مليشيات "الحشد" في العراق إن "الأسد سلّم بعض الفصائل إدارة مدن ومناطق كاملة دون تدخّل منه". وأضاف الشيخ حسيب الدجيلي، وهو مقاتل سابق في "الحشد" قاتل في سورية فضلاً عن العراق قبل أن يصاب بإعاقة جراء أحد الاشتباكات قرب تكريت العام الماضي، إن "مقاتلي الحشد في سورية يقاتلون بناءً على أمر إيراني من مكتب المرشد علي خامنئي ولم يذهبوا تطوعاً"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الموضوع أكبر من رئيس الحكومة العراقية في منعه أو الإبقاء عليه". وحول مرتبات مقاتلي المليشيات، أوضح الدجيلي أنهم "يتسلمون مرتب الحشد من الحكومة ومكافآت مقطوعة بين مدة وأخرى من إيران، والحكومة السورية توفر لهم الطعام والمنام وكافة احتياجاتهم" على حد تعبيره.
وتتواجد في بغداد ومدن جنوب العراق عشرات المكاتب التابعة لمليشيات "الحشد"، وتتركز في المناطق الفقيرة والعشوائيات وتُعرف باسم مكاتب "الجهاد والدفاع". وعادة ما تحوي تلك المكاتب على معممين بينهم إيرانيون يقومون بترتيب عملية انتقال أشخاص إلى سورية ودفع مبالغ مالية لهم ولأسرهم في حال كان العنصر جديداً غير مدرج ضمن إحدى فصائل مليشيات "الحشد"، وفي حال كان أحد عناصرها فإن سفره يتم من خلال قيادة المليشيا ذاتها.

وتمارس تلك المكاتب سطوة دينية واجتماعية وأمنية كبيرة وتتحاشاها قوات الجيش والشرطة بشكل كامل. وأخيراً مُنع أحد مسؤولي محافظة كربلاء من الدخول إلى تلك المكاتب بعد اعتراضه على تجنيد طلاب ثانوية وإرسالهم إلى حلب، وفقاً لمصادر محلية في المدينة ذاتها.
وكشف مسؤول في الحكومة العراقية لـ"العربي الجديد" أن وكيل وزارة النقل العراقية عباس عمران ومدير عام شركة الخطوط الجوية العراقية سامر كريم كبة، يُعتبران بمثابة عرابَي "عمليات الانتقال الجوية للمرتزقة والقتلة المأجورين" الذين يتوجهون من العراق إلى سورية أو الذين يعودون بإجازاتهم الدورية التي يتمتعون بها كل ستة أشهر، وهو ما بات معروفاً ويتم تناقله بشكل علني داخل مفاصل وزارة النقل وشركة الخطوط الجوية العراقية التي تغطي رحلاتها المستمرة بعنوان "زيارة العتبات المقدسة في دمشق"، بحسب المسؤول نفسه، الذي أكد أن "هذا الملف محظور الدخول فيه أو التحدث بعلانية عنه حتى على مستوى رئيس الحكومة حيدر العبادي". ولفت إلى أن المليشيات العراقية باتت الشريان الثالث لدعم نظام الأسد بعد الحرس الثوري الإيراني والقوات الروسية الجوية أو الوحدات البرية، مع تراجع دور حزب الله اللبناني من الناحية العددية بشكل متعمد خلال الفترة الماضية ليصبح التواجد العددي الأكبر هو لمليشيات "الحشد"، معتبراً ان "مليشيات الحشد ملف عراقي تحت تصرف إيران".

المساهمون