يوم دامٍ بالغوطة والغارات الروسية مستمرة في درعا

08 يناير 2016
آثار القصف على زملكا (سمير تاتين/الأناضول)
+ الخط -

عرفت بعض بلدات غوطة دمشق الشرقية، أمس الخميس، يوماً آخر من المجازر، التي سقط فيها قتلى وجرحى من المدنيين، نتيجة الغارات الجوية في زملكا تحديداً، واستهداف النظام السوري بالصواريخ والمدفعية لمدينة دوما، وبلداتٍ أخرى قريبة منها. كما شهدت محافظة درعا مزيداً من الهجمات الجوية الروسية، وسط تواصل المعارك بين النظام والمعارضة بمدينة الشيخ مسكين.

في ريف دمشق، يكشف مدير المكتب الإعلامي في "اتحاد تنسيقيات الثورة" يوسف البستاني، سقوط "أربعة شهداء كحصيلة أولية، وأكثر من 50 جريحاً". ويضيف أن "هناك أشخاصا تحت الأنقاض، بقصف الطيران الحربي، ومدفعية النظام، لأحياء سكنية في زملكا"، الواقعة على بعد سبعة كيلومترات، شرق وسط العاصمة دمشق.

وتفيد مصادر أخرى بغوطة دمشق الشرقية لـ"العربي الجديد"، بأن "من بين القتلى في زملكا ثلاثة أطفال، وأن حصيلة الضحايا ارتفعت بعد ساعات الظهر، بينما كانت فرق الإسعاف تواصل محاولات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وسط حالة هلع كبير بين السكان بسبب ضراوة القصف وكثافته".

وليس بعيداً عن زملكا التي عاشت يوماً دامياً، تعرّضت مدينة دوما الواقعة شمالها، بنحو 7 كيلومترات، لقصفٍ من قبل قوات النظام المتمركزة في منطقة الدريج، التي جددت استهدافها لوسط دوما صباحاً بستة صواريخ، أدت لسقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال.

في عربين، القريبة أيضاً، جنوب دوما شمال زملكا، يكشف الناشط الإعلامي كريم زبدين لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران الحربي شنّ ظهراً خمس غارات، بالتزامن مع قصفٍ بالهاون استهدف وسط المدينة، فيما طاولت غارات عدة منطقة المرج وبلدة دير العصافير".

ويأتي كل هذا، بعد ساعات الليل التي هدأ فيها القصف، وتمكن الناشطون في الغوطة الشرقية، من توثيق أعداد ضحايا يوم الأربعاء، إذ قُتل في دوما سبعة مدنيين على الأقل، وجُرح العشرات بقصفٍ صاروخي. كما قُتل 13 شخصاً، بغارةٍ استهدفت الطريق الواصل بين بلدتي حزة وزملكا المجاورتين، ولقي ثلاثة آخرون حتفهم بقصفٍ جوي، استهدفت بلدة مسرابا، الواقعة إلى الجنوب من دوما بنحو ثلاثة كيلومترات.

اقرأ أيضاً: فرص التسوية في الأزمة السورية بعد القرار 2254

أما في الغوطة الغربية، فقد استمرت المواجهات العنيفة على أطراف مدينة داريا، بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة السورية، بعد يومٍ شهد إلقاء المروحيات لأكثر من 58 برميلاً متفجراً، إضافة إلى قصف المدينة بعدد من صواريخ أرض ـ أرض، تجاوز عددها الـ21 صاروخاً، حسبما وثّق "المركز الإعلامي لمدينة داريا"، الذي يديره ناشطون محليون.

وكان "لواء شهداء الإسلام"، قد تمكن في وقتٍ سابق من استرجاع نقطة تقدمت إليها قوات النظام بالجبهة الغربية لداريا، التي تشرف أطرافها الغربية على مطار المزة العسكري، وتبعد نحو ستة كيلومترات عن وسط دمشق.

في درعا، جددت الطائرات الحربية الروسية، أمس، قصفها العنيف لمدينة الشيخ مسكين ومحيطها، ويؤكد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ"العربي الجديد"، أن "المدينة تعرّضت لأكثر من عشرة غارات روسية، وسط تواصل المعارك وتبادل القصف بين مليشيات النظام والجيش الحر".

ويشهد محيط المدينة، منذ 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مواجهات عنيفة، بفعل محاولات قوات النظام والمليشيات الأجنبية والمحلية المتحالفة معها، التقدم هناك، بغطاءٍ جوي روسي مكثّف، تجاوز حتى اليوم الـ150 غارة. وذلك لتشكيل ضغط إضافي على مقاتلي المعارضة، الذين خسروا بعض المواقع، شمالي الشيخ مسكين الأسبوع الماضي، فيما لا زالوا يسيطرون على وسط المدينة، ذات الموقع الاستراتيجي الهام، لإشرافها على عقدة طُرق، جنوبي البلاد.

وأتمّت المعارضة السورية سيطرتها على كامل الشيخ مسكين ومحيطها، في يناير/كانون الثاني 2015، وقد شنّ النظام لاحقاً هجمات عدة في محاولة لاستردادها. ورفع مستوى هجماته في الشهرين الأخيرين، مع تصعيد واسع على مختلف جبهات المنطقة، قبل أن تبدأ الحملة الأشرس من نوعها منذ عشرة أيام.

هذا وشهدت جبهات ريف اللاذقية الشمالي، يوم أمس، مواجهات على محاور عدة، إذ أكدت مصادر محلية هناك لـ"العربي الجديد"، أن "فصائل المعارضة صدّت محاولات تقدم قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها على محاور دغدغان والدره في جبل التركمان"، المتاخم للحدود السورية التركية.

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تتقدم غرب دمشق وقتلى مدنيون بريف درعا
المساهمون