السعودية تنتقد العجز الدولي عن حماية الفلسطينيين والسوريين

27 يناير 2016
السعودية طالبت بحماية الشعب السوري (أرشيف/Getty)
+ الخط -

دانت المملكة العربية السعودية على لسان سفيرها الدائم في الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، عجز المجتمع الدولي عن "القيام بواجبه تجاه حماية الشعب السوري من أعمال القتل والترويع والتجويع والإبادة الجماعية التي ترتكبها السلطات السورية بحق شعبها، والتي أدت إلى قتل أكثر من ثلاثمائة ألف إنسان وتشريد أكثر من إثني عشر مليون سوري، وتدمير البلاد، وإشعال فتيل الإرهاب الذي أصبح يهدد العالم أجمع".


وانتقد المعلمي في كلمته، أمس الثلاثاء، أمام مجلس الأمن، عدم تمكن الأمم المتحدة من رفع الحصار عن المدن السورية المحاصرة كمضايا والغوطة الشرقية وغيرها، معتبراً أن الأمم المتحدة "تركت ما يفوق عن أربعمائة ألف شخص معرضين للموت جوعاً، عائدين بنا إلى ممارسات عصور الظلام والعصور الوسطى".

ودان المعلمي الحصار "واستخدام التجويع كأداة للحرب من أية جهة كانت"، وذكر في هذا الصدد "أن تسعاً وأربعين من الاثنتين وخمسين من المدن المحاصرة، تخضع للحصار من قبل السلطات السورية وحلفائها من جماعة حزب الله والعصابات الطائفية الإرهابية"، مؤكداً أن "حجم المساعدات الإنسانية ليس كافياً ولا يعدو كونه إلا ذراً للرماد في العيون".

اقرأ أيضاً: المساعي الروسية تتواصل لـ"تفخيخ" محادثات جنيف السورية

وأكدت السعودية تمسكها بإيجاد حل سياسي في سورية لإنهاء الكارثة الإنسانية هناك "وفقاً لبيان جنيف وبياني فيينا". وجدد المعلمي دعم جهود المبعوث الأممي لسورية، ستيفان دي ميستورا في مهمته، من أجل "البدء في مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي وإنشاء هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية واسعة، كما ندعم الجهود التي تسعى إلى وقف إطلاق النار الذي نص القرار على أن يكون مساراً موازياً للمسار السياسي".

من جهة أخرى، وجّه المعلمي انتقادات حادة إلى الجانب الإسرائيلي، متهمة إسرائيل بممارسة الإرهاب المنظم ضد الفلسطينيين، منتقدة الممارسات الاستعمارية للاحتلال، والسلوك الهمجي للمستوطنين الإرهابيين، ومجددة المطالبة بنظام حماية دولي للفلسطينيين ضمن مقررات اتفاقية جنيف الرابعة والقرارات الدولية الأخرى.

وقال السفير السعودي "مهما عصفت الصعوبات والتحديات في المنطقة العربية، فإنها لن تثنينا أو تشغلنا عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده ودفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته، وتصديه لاحتلال إسرائيل وممارساتها الاستعمارية وانتهاكاتها المخالفة للشرعية الدولية".

وجدد المطالبة بإدانة الإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه سلطات الاحتلال "وما يرتكبه جيشها الاستعماري ومستوطنوها الإرهابيون، من قتل ممنهج واستيطان وتهويد وتطهير عرقي مستمر يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

كما اعتبر أنه نتيجة للتجاهل الدولي للجرائم الإسرائيلية، فإنها مستمرة في "استخدام القوة المفرطة والمميتة ضد الفلسطينيين، والتعريض بهم وتعذيبهم واستغلالهم، بما في ذلك النساء والأطفال والشباب والقُصّر. كما أن آلة التدمير الإسرائيلية ماضية في تنفيذ الإخلاء والتهجير القسري ضد الفلسطينيين، وسرقة الأراضي ونهبها، والتوغل في النشاط الاستيطاني، في تجاهل تام لأي تبعات قانونية، كل ذلك دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة".

وانتقد السفير السعودي الصمت الدولي أمام "الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل ضد قطاع غزة، هو مستمر سنة تلو الأخرى، فضلاً عما تمارسه إسرائيل من سياسات تعسفية في الضفة الغربية، وما نتج عن ذلك من تفاقم حدة الفقر وغياب أبسط سبل العيش الكريمة".

ودعت السعودية على لسان المعلمي، إلى المضي قدماً في عملية السلام على أساس حل الدولتين، ضمن مقررات الاتفاقيات الدولية، ومبادرة السلام العربية، مطالباً إسرائيل بالانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة، في فلسطين ولبنان والجولان السورية.