لبنان: دعم رسمي وسياسي للسعودية وانتقادات لباسيل

22 يناير 2016
سلام: التدخل الإيراني هو أصل النزاع مع السعودية (الأناضول)
+ الخط -
أكّد رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، يوم الجمعة، أنّ "أصل النزاع بين إيران والسعودية هو التدخل الإيراني القائم منذ سنوات في العالم العربي، والذي يزيد الأوضاع المعقدة فيه تعقيداً".

وقال سلام، خلال مشاركته في ندوة "منتدى الاقتصاد العالمي" في دافوس، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إنّ "السعودية تعتبر، وهي محقة، بأن لها دوراً قيادياً في العالم العربي وأن عليها أن تضطلع بهذا الدور بما يعزز الاستقرار وتحسين الأوضاع الإقليمية، أمّا إيران فتتدخل في العالم العربي منذ سنوات عديدة، وهذا هو أصل النزاع بينها وبين السعودية".

وعبّر سلام عن قلقه من "تفاقم المشكلات الطائفية في المنطقة، سواء بين المسلمين والمسيحيين أو بين السنة والشيعة"، آملاً في "إمكان تجاوز هذه المشكلات لكي نحافظ على التعايش السلمي في المنطقة".

ودعا إلى دعم نهج الاعتدال "بما يسمح بمكافحة التطرف، ومفتاح هذه المسألة يكمن في التوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية يعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة".

واللافت أنّ الموقف اللبناني الداعم للسعودية، والذي عبّر عنه سلام، ترافق مع انتقادات لاذعة وجّهها مسؤولون في قوى (14 آذار) لوزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، على خلفية موقفه من المؤتمر الإسلامي، والذي أكّد التضامن مع السعودية في ظلّ الاعتداء الإيراني على بعثتها الدبلوماسية في طهران.

وجاء موقف باسيل ضد الإجماع الإسلامي، في إدانة الهجمات على البعثات السعودية، بحيث امتنع عن التوقيع باسم لبنان على البيان الختامي لـ"المؤتمر الإسلامي" الذي عقد في السعودية.

وأكّد زعيم "تيار المستقبل"، الرئيس سعد الحريري، أنّ الموقف الصادر عن وزير الخارجية اللبنانية "لا يعبر عن غالبية الشعب اللبناني ويجسد خروجاً مرفوضاً للمرة الثانية عن سياسة الوقوف مع الإجماع العربي التي شكلت قاعدة ذهبية للدبلوماسية اللبنانية منذ الاستقلال".

وقال الحريري، في بيان صادر عنه، إنّ الخارجية اللبنانية وضعت نفسها مُجدداً "خارج موقف جميع الدول العربية بلا استثناء وتنأى بنفسها وحيدة عن قرار تؤيده جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، باستثناء إيران المعتدية على البعثات الدبلوماسية والسيادة العربية".

وأشار إلى أنّ البيان الصادر عن "المؤتمر الإسلامي" لم يذكر لبنان أو أي تنظيم فيه، وهي الحجة التي سبق واستخدمها باسيل ليخرج عن إجماع وزراء الخارجية العرب على التضامن مع السعودية في وجه الاعتداء الإيراني على بعثها الدبلوماسية، معتبراً أنّ مسار الخارجية اللبنانية بات "يأخذ لبنان بعيداً عن عروبته وباتجاه إيران وعدوانيتها ومصالحها التوسيعية".

بدوره، اعتبر النائب مروان حماده، أنّ باسيل "ارتكب خطأ بلغ مستوى الخطيئة"، مشيراً إلى أنه "بعد اقترافه جريمة ضد عروبة لبنان في مؤتمر القاهرة، يخرج عن الإجماع الإسلامي، لكي يكرس تبعيته للنظام الإيراني، مما يعرض لبنان لحال من العزلة بين إخوانه العرب وعلى امتداد الأمة الإسلامية".

وتساءل حمادة عن أنه "بعد الكلام الذي سمعناه من معظم القادة العرب حول اللعبة المزدوجة لوزير خارجية لبنان الذي يبيع زملاءه العرب كلاماً وزميله الايراني أفعالاً، من سيضمن مصالحنا ومغتربينا وعلاقاتنا السياسية والاقتصادية؟" وطالب رئيس الحكومة بالتدخل لإعادة ضبط الأمور في الخارجية وإعادة لبنان إلى السرب العربي.

ويأتي هذا الضياع في الموقف الخارجي اللبناني نتيجة تشتّت الصلاحيات في ظلّ الشغور الرئاسي (المستمر منذ مايو/ أيار 2014)، وهو ما سبق أنّ ترجم ضياعاً على المستوى الخارجي في أكثر من مناسبة، أبرزها القمة العربية الأخيرة والموقف من "عاصفة الحزم" ومن "التحالف الإسلامي" الذي دعت السعودية إلى تشكيله بوجه "الإرهاب".

اقرأ أيضاً: الفيتو اللبناني باجتماع الوزراء العرب: القرار بيد حزب الله

المساهمون