العراق: غياب الدور الحكومي يجر ديالى نحو حرب طائفيّة

14 يناير 2016
تظاهرات ضد المليشيات و"داعش" في ديالى (أرشيف/Getty)
+ الخط -

تتسارع حدّة الأحداث والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الطائفيّة في محافظة ديالى بشكل غير مسبوق، ما يؤشّر إلى نيّتها جر المحافظة نحو حرب طائفيّة بدأت بوادرها في بلدة المقداديّة القريبة من الحدود الإيرانيّة، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان مأساة عامي 2006 و2007، ومشاهد القتل والخطف والجثث الملقاة في الشوارع.

وانتقد رئيس البرلمان، سليم الجبوري، الذي زار المحافظة والتقى بقادتها الأمنيين والسياسيين، "انعدام دور الأجهزة الأمنية في المحافظة".

وقال خلال اجتماعه مع قادة المحافظة، "إذا كانت الأجهزة الأمنية عاجزة عن حفظ أمن المحافظة، فلماذا ندفع رواتب لـ30 ألف منتسب؟"، مضيفا "كما واجهنا داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وتبرأنا من أفعاله، على الجميع أن يحاربوا هذه العصابات ويتبرؤون من أفعالها".

من جهتها، أكّدت النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني، أنّ "المحافظة اليوم مستباحة ولا يوجد فيها أيّ دور للقانون ولا لسلطة الحكومة".

اقرأ أيضاً: ضغوط لاحتواء تداعيات التصعيد الطائفي في ديالى

وقالت الدايني، في حديثها لـ"العربي الجديد"، إنّ "ديالى تشهد في كل لحظة أعمال قتل وخطف وتهجير وقصف، وسط صمت إعلامي مطبق"، مؤكّدة أنّ "الأجهزة الأمنيّة هي اليوم شاهد زور على ما يحدث في المحافظة، وقد جرت عمليات تفجير المساجد وإحراق المحال التجاريّة وعمليات قتل وخطف أمام أعينها، لكنّها لم تحرّك ساكنا".

وطالبت بإيجاد حلٍّ جذري لأزمة المحافظة، ولما يحدث فيها من انتهاكات كبيرة، داعية تحالف القوى العراقيّة، إلى "الانسحاب من العمليّة السياسيّة التي دخل بها كممثّل عن المكوّن السني، وأن لا يكون شاهد زور على ما يحدث في ديالى".

بدوره، أكّد مجلس عشائر المحافظة، أنّ "غياب الدور الحكومي في المحافظة منح المليشيات فرصة تنفيذ أجنداتها".

وقال عضو المجلس، الشيخ هذّال النداوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة غائبة تماما عن محافظة ديالى، فلا تتدخّل ولا تقدم على أيّ تصرف، ولا حتى تنتقد ما يحدث فيها، فهي ملتزمة بالصمت المطبق إزاء المحافظة"، مبينا أنّ "هذا الصمت منح المليشيات الضوء الأخضر لتنفّذ مخططها وانتهاكاتها في المحافظة".

وأشار إلى أنّ "مسؤولي المحافظة يرفضون حتى تسمية الجهات التي ترتكب تلك الانتهاكات بالمليشيات، ويزعمون أنّ "داعش" وراء كل ذلك، ويحاولون أن تكون مليشيا الحشد الشعبي بمنأى عن كل ذلك".

يذكر أنّ أزمة محافظة ديالى تتفاقم بشكل سريع وخطير، وأنّ المليشيات مستمرة في انتهاكاتها الخطيرة، الأمر الذي يدفع المحافظة نحو حرب طائفيّة، وسط غياب لسلطة الدولة والقانون.

اقرأ أيضاً: استنكار محلي ودولي لهجمات المليشيات الطائفية في ديالى

المساهمون