دعوة إسرائيلية لتوظيف السيسي ضد BDS

30 سبتمبر 2015
حركة BDS التي تؤرق إسرائيل (ميشيل رول/getty)
+ الخط -

أغرى التقارب بين الاحتلال ونظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، النخب الإسرائيلية لعقد رهانات غير مسبوقة على دوره، ودفعها إلى عدم التردد في طرح توظيف السيسي لأغراض إسرائيلية، وتحديداً في مواجهة حركة المقاطعة الدولية (BDS)، التي تخلق للاحتلال تحديات ومعضلات وجودية يعجز حتى الآن عن بلورة حلول لها. 

اقرأ أيضاً: حركة المقاطعة: وَسْم منتجات المستوطنات في أوروبا غير كاف 

وإن كانت نخب الحكم في تل أبيب قد أشادت صراحة بعمق التعاون الذي يبديه نظام السيسي في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، وتأمين الجبهة الجنوبية للكيان الصهيوني، فإن هناك من بات يدعو صراحة إلى توظيف هذا النظام في مواجهة حركة المقاطعة الدولية. وبحسب المتحدث الأسبق باسم جيش الاحتلال، الجنرال آفي بنياهو، فإن السيسي فقط الوحيد القادر على إنقاذ إسرائيل من المقاطعة الدولية التي تفضي، في حال حافظت على وتيرتها الحالية، إلى عزلة دولية خانقة وموجة مقاطعات تهدد بشكل غير مسبوق منعة إسرائيل الاقتصادية.

وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف"، يوم الإثنين، قال بنياهو إن "السيسي هو الهدية التي منحها الشعب المصري لإسرائيل، ويتوجب على (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو إدراك الطاقة الكامنة في التعاون معه واستغلالها إلى أبعد حد". وبحسب محاججة بنياهو، فإن الآلية التي بإمكان السيسي تبنيها لـ"إنقاذ" إسرائيل من المقاطعة الدولية، تقوم على افتراض مفاده بأن توقّف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية يمثل أهم مركبات البيئة التي تعمل فيها "BDS"، لذا يتوجب على إسرائيل الطلب من السيسي الضغط على قيادة السلطة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات.

وقال بنياهو إن السيسي بإمكانه توظيف ثقله لدى قيادة السلطة للعودة إلى المفاوضات. وعلى الرغم من تركيز بنياهو على دور السيسي، فإنه يرى أن ملك الأردن عبدالله يمكنه أن يسهم بدوره في تحقيق هذا الهدف.

 ومع أن بنياهو يوصي نتنياهو بأن يكون جاداً في التوصل إلى تسوية للصراع، إلا أنه في الوقت نفسه يؤكد أنه لا يوجد أدنى فرصة أن تقود المفاوضات لتسوية الصراع مع الفلسطينيين. ولا يفوته إغداق المديح على السيسي وإظهار "تميزه" عن نظام حسني مبارك المخلوع، قائلاً إنه "يخوض حرباً لا هوادة فيها ضد الإسلاميين، لدرجة أن قادة (حماس) باتوا يشتاقون إلى نظام مبارك ورجاله". 

وأثنى بنياهو، بشكل خاص، على دور السيسي في تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية في غزة، من خلال عدم تردده في "إغراق" الأنفاق بمياه البحر، مشدّداً على أن لإسرائيل مصلحة واضحة في تعزيز مكانة نظام السيسي وتثبيت أركانه. 

وعلى الرغم من أنه لا توجد ثمة علاقة بين دعوة السيسي الأخيرة إلى توسيع السلام مع إسرائيل وضم دول عربية أخرى إلى معاهدات التسوية مع تل أبيب، وما كتبه بنياهو، إلا أن هذه الدعوة بدت وكأنها اتساقاً مع دعوة الجنرال الإسرائيلي. فقد تلقف نتنياهو دعوة السيسي ووظفها في المزايدة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، من خلال إظهار نفسه وكأنه حريص على تسوية الصراع. 

وأصدر ديوان نتنياهو، يوم الأحد، بياناً رحب به بما جاء في كلمة السيسي، داعياً عباس إلى "العودة إلى طاولة المفاوضات، من أجل إحراز تقدم في مسار إنهاء الصراع". وقد أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً كبيراً بما جاء في كلمة السيسي، التي خلت من الإشارة إلى متطلبات إنجاح عملية التسوية، التي يؤكد حتى قادة المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو ليس لديه أدنى استعداد للوفاء بها. 

وجاءت دعوة السيسي بعد الهجوم الذي شنّه زعيم المعارضة الإسرائيلي، إسحاق هيرتزوغ، على نتنياهو، بحيث اتهمه بأنه لا يبدي أية جدية في التوصل إلى تسوية للصراع مع الفلسطينيين، وبعد شهر على إعلان وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بنات، أن إسرائيل "لن تنسحب من سنتيمتر واحد في الضفة الغربية". 

وتجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أن نتنياهو قد تعهد، خلال الحملة الانتخابية، بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية.

وفي السياق، واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية التأكيد على عمق التعاون الأمني بين إسرائيل ونظام السيسي. وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، في عددها الصادر بتاريخ 26 من الشهر الجاري، أشار المعلق السياسي لقناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، أودي سيغل، إلى تواصل تعاظم مظاهر التعاون الأمني بين الجانبين المصري والإسرائيلي، مشيراً إلى أن هذا التعاون "ممتاز". 

وقد أشار موقع "والا" الإخباري، في تقرير نشره السبت الماضي، إلى أن المؤسستين الأمنية في كل من مصر وإسرائيل تشنّان معاً، وبتنسيق كبير، "حرباً لا هوادة فيها ضدّ التنظيمات الإرهابية" في سيناء. يذكر أن وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، دور غولد، قد أعلن بعد عودته من زيارته الأخيرة لمصر، التي تمت في السابع والعشرين من يونيو/حزيران الماضي، أن مصر وإسرائيل اتفقتا على "انتهاج سياسات مشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية". ونقلت صحيفة "ميكور ريشون"، في عددها الصادر في 28 يونيو/حزيران، عن غولد قوله، إن مزيداً من اللقاءات ستعقد بين مسؤولين في الجانبين، لبلورة السياسات "المشتركة".

اقرأ أيضاً: مصارف إسرائيل قلقة بسبب وثيقة أوروبية تدعو لمقاطعتها‎ 

المساهمون