ويتعلق الأمر بالنائب جيرار بابت رئيس جمعية الصداقة الفرنسية السورية البرلمانية والنائبين جيروم لامبير وكريستيان هوتان.
ورغم أن النواب الثلاثة نفوا أي طابع رسمي أو تفويض سري لهذه الزيارة، مؤكدين أنها "مبادرة خاصة" تهدف بالأساس إلى "إبراز تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع الأقليات المسيحية في سورية"، فإنهم أيضا أكدوا في بيان أن هذه الزيارة هي أيضا "للتعبير عن مساندة السيادة السورية، ودعم مؤسسات الدولة السورية ووحدة التراب السوري وصيانة حدوده"، وهو الهدف الذي يتعارض مع التوجه الدبلوماسي الفرنسي الرسمي الذي يرفض أي تعامل مع نظام بشار الأسد، ويعتبره المسؤول الأول عن الأزمة السورية.
اقرأ أيضا: دبلوماسيون غربيون بدمشق: عبارات رحيل الأسد تختفي شيئاً فشيئاً
ويتضمن برنامج هذه الزيارة التي تُختتم الأربعاء المقبل لقاء مع مسؤولين عن المآثر التاريخية، ومحادثات مع شخصيات دينية مسيحية وإسلامية، وسينتقل النواب الثلاثة إلى مدينة حمص لمعاينة آثار الحرب، وأيضا اللاذقية معقل النظام السوري. ويتضمن البرنامج غداء عمل مع البرلمانيين السوريين ومحادثات مع بعض الوزراء لم يُعلن عن أسمائهم. ورغم أن النواب الثلاثة لم يتحدثوا عن أي لقاء مرتقب مع الرئيس بشار الأسد، إلا أنهم لم ينفوا هذا الاحتمال، مع العلم أن الأسد كان استقبل النواب الفرنسيين أثناء زيارتهم الأخيرة، بحضور وتغطية كثيفة من وسائل الإعلام الرسمية.
وبخلاف الزيارة السابقة التي نظمها نفس النائب جيرار بابت في شباط/فبراير الماضي، وأثارت حينها جدلا كبيرا وغضبا رسميا، عبر عنه حينها رئيس الوزراء مانويل فالس، وأيضا وزير الخارجية لوران فابيوس الذي ندد بالزيارة، لم يثر الإعلان عن هذه الزيارة الثانية أي ردود أفعال سلبية في أوساط الحكومة الاشتراكية أو نواب الغالبية اليسارية، وهو ما يعكس التحولات الأخيرة في المقاربة الفرنسية للملف السوري، والتراجع عن فكرة استبعاد الأسد ونظامه من المعادلة السياسية، والمرحلة الانتقالية التي قد ترسم معالمها تسوية سياسية مقبلة للأزمة السورية.
اقرأ أيضا: ثلثا الفرنسيين يرفضون الانفتاح على الأسد