الترانسفير السوري الداخلي

23 سبتمبر 2015
على جبهة الفوعة ــ كفريا (Getty)
+ الخط -
تتكتّم فصائل المعارضة السورية على تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي يتم التفاوض حوله مع الطرف الإيراني في تركيا، لوقف إطلاق النار في الزبداني وكفريا والفوعة. تختصر هذه الجملة الكثير من الحالة السورية، إن لجهة الوصاية (يُمكن القول الاحتلال) الإيراني على القرار السياسي والعسكري السوري، أو الدور التركي والانقسام المذهبي في سورية.

لكن أهم ما تختصره هذه الجملة، هو ما يكمن في ثناياها: فشل حزب الله في إدارة المعركة العسكرية، إلى الآن. القراءة السريعة للواقع العسكري لحزب الله في سورية منذ بداية العام الحالي تُشير إلى أنّ الحزب خاض سلسلة من المعارك الخاسرة أو غير المكتملة. بدءاً من الهجوم في الجنوب السوري تحت عنوان التخلص من الجبهة الجنوبية التي سماها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بـ"جيش لحد السوري". فشلت المعركة، التي قدّمت الدليل على القيادة الميدانيّة الإيرانيّة للقوات المقاتلة، عبر مقتل أحد الضباط الإيرانيين الذي يقود المعركة.

بعد ذلك بفترة قليلة، شنّ الحزب بقيادة إيرانيّة هجوماً في الشمال السوري، لوصل مدينة حلب ببلدتي نبل والزهراء. فشل الهجوم، وتقدّمت المعارضة السورية في اتجاه حلب. ثم خسر النظام السوري مدينة إدلب وجسر الشغور والمناطق المحيطة. بعد هذه المعارك، بدأ حزب الله سلسلة هجمات في القلمون الغربي، وقبل أن يحسم المعركة، اتجه إلى جرود عرسال. لم تنتهِ المعركة هناك أيضاً. وفي يوليو/تموز، بدأ حزب الله معركة الزبداني، التي فشل في حسمها، واضطر الإيرانيون إلى الدخول في مفاوضات للتبادل الديمغرافي بين كفريا والفوعة والزبداني.

بغض النظر عن النتيجة التي ستنتهي إليها المفاوضات، فإن الفشل العسكري لحزب الله، تُرجم إيرانياً، بالعمل على نقل السكان المؤيدين من المواطنين السوريين الشيعة من بلداتهم إلى مناطق أخرى، ليفتتح الإيرانيون رسمياً، موسم الترانسفير الداخلي، بعدما قاموا على مدى سنوات الحرب السورية بالتمهيد لذلك، عبر "التطهير العقاري". نقل المؤيدين ليتحولوا إلى جنود مقاتلين لاحقاً، هو ما يعد به هذا الفريق جمهوره. لمن يعرف نتائج ذلك، فليسأل أهالي الدامور المسيحيين في لبنان الذين هجروا باتجاه جونيه، وبقوا "غرباء" عن المنطقة.
المساهمون