ألمانيا تلوح بعقوبات اقتصادية على الدول الرافضة محاصصة اللاجئين

15 سبتمبر 2015
ألمانيا تلوح بالعقوبات الاقتصادية لحل أزمة اللجوء (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو الألمان أكثر جدية هذه المرة في التعامل مع أزمة رفض بعض الدول محاصصة اللاجئين، وخصوصاً من الكتلة الشرقية ‏في أوروبا، من خلال التلويح بعقوبات اقتصادية على شكل وقف المساعدات والمنح المالية.‏


هذا ما عبّر عنه وزير داخلية ألمانيا، توماس دي مايزير، الذي أشار في مقابلة مع قناة "‏ZDF‏"الألمانية،‎‏ اليوم ‏الثلاثاء، إلى أنّ "المفاوضات تسير بدون أن يشعر هؤلاء الرافضون لتوزيع اللاجئين بتبعات ذلك. نحن مضطرون ‏للتحدث عن كيفية الضغط عليهم، وبالأخص تلك الدول التي تتلقى الدعم الاقتصادي من الاتحاد الأوروبي، ‏لاستكمال البنية التحتية".‏

مأزق حقيقي يعيشه الاتحاد الأوروبي بحسب مراقبين ومحللين غربيين في قضية توزيع اللاجئين بين الدول ‏الأعضاء. فعدم اتفاق وزراء داخلية وعدل الاتحاد، مساء أمس الإثنين، في التوصل لاتفاق محاصصة 160 ‏ألف لاجئ يعني بحسب هؤلاء بأن "الاتحاد يعيش مأزقاً وأزمة عميقين في اختبار جدي للتعاون الأوروبي"، ‏وهو ما ذهبت إليه مديرة مركز السياسات الأوروبية في جامعة كوبنهاغن، مارلينا ويند، في تصريحات ‏للتلفزة الدنماركية.‏

ويند، اعتبرت أن إغلاق الحدود من قبل بعض الدول يشكل بالفعل مأزقاً جدياً "وإن كان هذا الإجراء ممكناً ‏لدول تشنغن في ظروف طارئة، ولمدة لا تزيد عن 30 يوماً، وبالتالي البحث عن حلول للظروف الضاغطة على ‏دول الاتحاد".‏

المراقبون يرون بأن الحل سيكون في "اجتماع طارئ لقادة ورؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي لإيجاد أرضية ‏تفاهم مشترك حول أنجع الحلول، للخروج من مأزق تعاون بيني أثبت فشله طيلة شهر كامل". وذهبت مديرة ‏مركز السياسات الأوروبية إلى القول "يمكن لميركل أن تتحدث أيضاً بأحرف كبيرة ومشددة (حازمة) ‏لفرض حلول يتدخل فيها التمويل والاقتصاد".‏

وعلى الرغم من الفشل الأوروبي في التوصل لاتفاق توزيع 160 ألف لاجئ، إلا أن الوزراء الأوروبيين اتفقوا ‏على توزيع 40 ألفاً بعد نقاشات طويلة، لكن يبقى 120 ألف إنسان عقبة في طريق الاتفاق الأوروبي الذي كان ‏يعول البعض عليه في اجتماع أمس الإثنين في بروكسل.

بعض الدول كهنغاريا وتشيك وسلوفاكيا تقف ‏معارضة تماماً لتوزيع الـ120 ألفاً بحسب ما خرج من اجتماع بروكسل أمس، إضافة إلى ذلك، يبدو أن ‏التحفظات القانونية على السياسة المشتركة للاتحاد في مسائل الهجرة من قبل بعض الدول كالدنمارك ‏وبريطانيا، زادت أيضاً في فرص عدم التوصل لاتفاق أوروبي. واعترف مفوض الهجرة في الاتحاد، ديمتري ‏افارموبولوس، بأن اجتماع الأمس "شهد نقاشات ساخنة جداً" بين الدول الأعضاء. ‏

ويعتبر الاقتراح الألماني، بتخفيض ووقف المساعدة المالية، أمراً مقلقاً لحكومة المجر تحديداً، حيث سار في ‏الأسبوع الأخير مقترح رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلاود يونكر، في ذات الاتجاه الألماني، وهو ما جعل ‏الصحافة المجرية يوم الأربعاء الماضي، تظهر بعض الليونة في موقف أوربان فيكتور، لكن يتبين بأنها لم تكن ‏الليونة المطلوبة من ألمانيا لحل مشكلة مستعصية.‏

اقرأ أيضاً: أوروبا... موسم محاصرة اللاجئين المهاجرين


المساهمون