نهاية 14 آذار

25 اغسطس 2015
من حراك وسط بيروت 2015 (حسين بيضون)
+ الخط -
منذ العام 2005 طرحت قوى 14 آذار في لبنان نفسها بديلاً لنظام الحكم الذي أداره الاحتلال السوري على مدى 15 عاماً. هذا لا يلغي أن جزءاً من هذا الفريق كان شريكاً في الحكم في تلك المرحلة. رفع هذا الفريق شعارات بناء الدولة، ومواجهة السلاح غير الشرعي (والمقصود سلاح حزب الله)، والديمقراطية والحريات العامة. في المقابل، لم يطرح فريق 8 آذار نفسه في هذا السياق. أصرّ هذا الفريق على دوره في المقاومة والممانعة. أوحت ممارسته السياسيّة برغبته في الاستمرار في العمل وفق الآليات التي كانت معتمدة في المرحلة السورية، مع تعديلات بسيطة تتعلق بتولي حزب الله دور الراعي السوري.

فشل فريق 14 آذار بالاستمرار في أي من الشعارات التي رفعها. شارك وحزب الله في حكومة واحدة، وغطى ممارسات كثيرة للحزب، وتبقى واقعة تسليم بلدة الطفيل اللبنانية لمقاتلي حزب الله وإشراك مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا في اجتماع أمني في وزارة الداخليّة الدليل الأبرز على هذا الأمر. وفشل فريق 14 آذار في تطبيق شعار العبور إلى الدولة، عبر ممارسات كثيرة لهذا الفريق تشي بسوء إدارة وفساد كبيرين. شركة "سوكلين" مثال حيّ نعيشه اليوم. أما شعار الديمقراطية فسقط لحظة تبنى هذا الفريق وخاض معركة التمديد لمجلس النواب. وما تبقى من حريات في البلد، تعرّضت لضربات قاسية عبر القمع العنيف للمتظاهرين في ساحة رياض الصلح.

بعد عشر سنوات، لم يبقَ شيء من شعارات 14 آذار. لكن هذا الفريق، مصرّ على محاربة أي حراك وقتله في مهده. يُثبت سياسيو 14 آذار يوماً بعد آخر، أن تسوياتهم السياسيّة تضرب بالدرجة الأولى الشعارات التي يرفعونها. اليوم، يرمي هذا الفريق بعض جمهوره الذي عاد إلى الشارع، مترجماً وصية "شهيد 14 آذار" سمير قصير، ومفادها "عودوا إلى الشارع أيها الرفاق، تعودوا إلى الوضوح"، بأبشع الأوصاف والنعوت. هناك من يتجرأ على القول إنهم يخدمون مشروع حزب الله. فات المتهمين أنهم يخدمون مشروع الدولة القمعية الممتدة بين بيروت ودمشق.