‏"فاينانشال تايمز": مصر لن تنعم بالاستقرار.. والسبب قمع السيسي

18 اغسطس 2015
القمع يولد الإرهاب في مصر (الأناضول)
+ الخط -

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن القمع الذي يمارسه نظام السيسي لن يجعل مصر تنعم بالاستقرار، موضحة أن نظامه المتسلط ‏يدفع خصومه المعتدلين إلى الالتحقاق بصفوف الجماعات المتطرفة.‏


مقال الصحيفة البريطانية أوضح منذ البداية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يبدو مصمماً على القيام بأي شيء يجعله قادراً على ‏تثبيت نظرته الخاصة لحكم الفرد الواحد داخل مصر. وأضاف أنه خلال العامين المواليين للانقلاب العسكري الذي شنه على أول ‏رئيس ينتخب بطريقة ديمقراطية بمصر، محمد مرسي، تصرف القائد السابق للجيش بقمع شديد فاق ما كان متوقعاً، وقام بملء ‏السجون بخصومه السياسيين.‏

ولفت المقال إلى أن السيسي دشّن مرحلة جديدة في التمادي بممارسة القمع من خلال تمرير قانون الإرهاب الذي يعزز صلاحيات ‏الدولة البوليسية، مشيرا إلى أن هذا القانون يعد دليلا جديدا على عزمه تنفيذ مخطط عديم الرأفة لاستئصال كافة المعارضين ‏لنظامه داخل مصر.‏

في المقابل، أوضح مقال "فاينانشال تايمز" أن مصر تواجه، مثل عدد من البلدان بالمنطقة، خطر تنظيم "الدولة الإسلامية في ‏العراق والشام"، أو "داعش"، وهو ما قد يعطي مبررات لفرض قانون مكافحة الإرهاب. بيد أن الصحيفة أشارت إلى كون القانون ‏يثير مخاوف حقوقية من أنه يضع تأويلا فضفاضا للإرهاب، وبأن السلطات يمكنها استغلال ذلك وتطبيقه كما تشاء.

وأضافت أن ‏القانون قد تكون له تداعيات غير واضحة لأن نظام السيسي لا يعتبر فقط "داعش" تنظيما إرهابيا، بل يضع في نفس السلة حتى ‏حركة الإخوان المسلمين بأكملها.‏

وتطرق المقال إلى الأسباب التي تجعل السيسي يمضي في استفراده بالحكم، موضحاً أن الشارع المصري لا يريد أن تتكرر نفس ‏الأخطاء أثناء فترة حكم محمد مرسي، وأضاف أن السبب الآخر الذي يجعل السيسي يتصرف على هذا النحو هو أن الغرب قرر ‏غض الطرف عن الانتهاكات التي يقترفها النظام في مجال حقوق الإنسان، وقرر فتح أبواب عواصمه لاستقبال السيسي.‏

وعن هذا الأمر، قالت الصحيفة إنه يتعين على واشنطن، وحلفائها، أن تعود خطوة إلى الوراء في تطبيعها مع نظام السيسي، و‏إنه يتعين عليها أن توضح للسيسي أن محاولاته لاستئصال المعارضة سيكون مصيرها الفشل. ولفت المقال بهذا الخصوص إلى ‏أن القمع الذي يمارسه السيسي يدفع جيلا من الشباب ضمن الإخوان المسلمين نحو التطرف، كانوا في السابق ينبذون العنف، ‏لكنهم الآن لم يعد أمامهم بديل آخر غير أخد خطوات مباشرة ضد الدولة. ‏

كما دعا المقال القادة الغربيين إلى حث السيسي على إيجاد تسوية مع المجموعات المعارضة، وخلق الظروف لازدهار مؤسسات ‏المجتمع المدني، وخلص في الأخير إلى أن مصر في حاجة لإيجاد طريق وسط بين التطرف الديني والحكم الدكتاتوري، مشيرا ‏إلى أن قانون الإرهاب المتشدد الذي تم تمريره بمصر هذا الأسبوع يعد إشارة إضافية على فشل السيسي في السير بهذا المشوار.‏

اقرأ أيضاً: ‏"وول ستريت جورنال": قانون الإرهاب بمصر فاشل من المهد