وبحسب "هآرتس" فإن وثيقة آيزنكوت الجديدة تتطرق إلى إيران، ليس باعتبارها مصدر تهديد نووي، وإنّما باعتبارها داعمة لكل من "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس" الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: أيزنكوت رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي: ستة تحديات بانتظاره
وفي هذا السياق، فإن آيزنكوت يتوقّع مواجهة دولة "لا تملك حدوداً مشتركة مع إسرائيل"، بل سلسلة عمليات متواصلة متعدّدة المجالات.
وتنص الوثيقة المذكورة على تشكيل مركز تنسيق في قسم العمليات التابعة لجيش الاحتلال بين مختلف أذرع الجيش والأجهزة السرية، فضلاً عن "بناء قدرة لإنزال قوات ونقل فرق مشاة إلى ميادين القتال عبر المروحيات والطائرات، بهدف شنّ غارات ميدانية على مراكز "الثقل للعدو"، وذلك جنباً إلى جنب مع توسيع حدود القدرة على القيام بعمليات خاصة واسعة النطاق في عمق "العدو".
وتعتمد الوثيقة في الاستراتيجية الجديدة على مصطلح "سلّم الأولويات"، عبر التنازل عن الحاجة إلى الاحتفاظ بكمٍّ كبير من القوات والفرق، لصالح تحديد سلّم أفضليات في نوعية القوات وتفعيلها، مع ترك عقيدة "بارليف" التقليدية، والانتقال من نمط زرع الحواجز الثابتة التي يمكن للعدو اختراقها (كما في قناة السويس)، وعدم الاستماتة في الدفاع عن كل شبر لصالح تحريك القوات ونقلها من خلال ضمانة مرونة في التنقل بين مختلف القطاعات (الميادين).
وفي هذا المنظور، فإن آيزنكوت يُحدّد مثلاً كأولوية مسألة إخلاء السكان من مستوطنات حدودية، خلال الحرب، وحتى لو أدّى ذلك إلى تمكن "حزب الله" و"حماس" مثلاً من وضع قدم داخل الحدود، إلا أنه سيتم خلال المعارك طردهم، بعد ضمان عدم وقوع السكان المدنيين في هذه المستوطنات رهائن لحالة القتال، مع تحديد الأولوية لمنع العدو من تحقيق اختراق، أو إنجاز في السيطرة على مناطق داخل إسرائيل عند نهاية المواجهة، وليس في بدايتها أو أوجها.
يشار في هذا السياق إلى أنه سبق أن نشرت الصحف الإسرائيلية في الأشهر الماضية أن "الجيش الإسرائيلي، وكجزء من عِبر العدوان الأخير على غزة، بعد هروب عشرات آلاف المستوطنين من مستوطنات غلاف غزة، وهو ما شكل إنجازاً معنوياً لحركة "حماس" في حينه؛ وضع خططاً شاملة لإخلاء مناطق بأكملها في حال مواجهة عسكرية مقبلة، سواء على الجبهة الجنوبية مع غزة، أم على الجبهة الشمالية مع لبنان.
كذلك نشرت الصحف في الأشهر الأولى لتولّي آيزنكوت رئاسة الأركان (في فبراير/شباط الماضي)، عن طبيعة وشكل المواجهة العسكرية المقبلة، وأفردت خلالها مكاناً لسيناريوهات تمكن "حزب الله" ومقاتليه، سواء عبر الأنفاق، أو عبر اجتياح بري، من اختراق الحدود الإسرائيلية، والسيطرة على بعض المستوطنات الحدودية، والتحكم في محاور الطرق وخطوط إمداد الجيش الإسرائيلي ونقل قواته.
وسبق أيضاً أن نشرت الصحف العبرية، أواخر الشهر الماضي، تفاصيل الخطة الخمسية لعمل الجيش الإسرائيلي، كما وضعها آيزنكوت، والتي تقوم بالأساس على الاستغناء عن القوات والفرق غير القتالية، وتقليص عدد قوات الاحتياط وصرف 100 ألف جندي من الاحتياط، ونحو 5 آلاف جندي وضابط من القوات النظامية، لصالح تخصيص أوقات وميزانيات أكبر للتدريبات الفعلية للوحدات القتالية، مع خفض معظم تعيين القادة العسكريين والكتائب المختلفة في الجيش، وخفض مدة الخدمة العسكرية الإلزامية، إلى أربعة أشهر أي 32 شهراً بدلاً من 36 كما هو الوضع حالياً. وقد أطلق على خطة آيزنكوت المذكورة اسم الخطة "جدعون".
وتنطلق الاستراتيجية الجديدة لآيزنكوت، اليوم، من القاعدة القائلة إن "إسرائيل لم تعد تواجه خطر غزو من جيش نظامي عربي، خاصة بعد اتفاقيات السلام مع مصر والأردن، واتفاقية أوسلو، وفشل الدولة السورية وتفكّك إيران من ترسانتها النووية لغاية عام 2025 على الأقل". ويترك هذا الأمر مصادر الخطر الرئيسة التي تهدد أمن إسرائيل محصورة في التنظيمات الإسلامية والجهادية شبه "الدولانية"، كـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"حزب الله".
اقرأ أيضاً: خطة إسرائيل للحرب الثالثة: ترحيل اللبنانيين من الجنوب