الاحتلال يصور قرى فلسطينية في الأغوار تمهيداً لهدمها

23 يوليو 2015
إسرائيل تسعى للاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية (Getty)
+ الخط -
لليوم الثاني على التوالي، يحوم عناصر من الإدارة المدنية والتنظيم الإسرائيلي بكاميراتهم بين خيام المزارعين الفلسطينيين ومنشآتهم البدائية، في منطقة المالح والمضارب البدوية بالأغوار، شرق الضفة الغربية المحتلة، تمهيداً لهدمها.

ومنذ الأربعاء، صور الإسرائيليون أربع قرى في منطقة المالح هي: الفارسية، وحمصة، والرأس الأحمر، والبقيعة، وهذه القرى يعرف ساكنوها الفلسطينيون من خلال تجارب عديدة سابقة، أن هدم خيامهم يُسبق عادة بتصوير الموقع.

ويقول عارف دراغمة، رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار، في اتصال بـ"العربي الجديد"، إن "الأمر مخيف بجد، فالتصوير يعني الهدم أو إخطارات إضافية للهدم".


وسلمت إسرائيل لسكان منطقة المالح وقراها، منذ بداية العام الحالي فقط، 400 إخطار بعناوين متنوعة ما بين وقف بناء، وهدم بناء، وترحيل وإخلاء.

وفي هذا الصدد، أضاف دراغمة "يسلمون السكان الفلسطينيين إخطارات تحت بند وقف البناء، مع أن الخرب البدوية مبنية منذ سنين، فوق أرض فلسطينية مسجلة طابو بأسماء أصحابها الأصليين".

وتتفنن إسرائيل في ممارسة التعذيب النفسي في حق الفلسطينيين العُزل في غور الأردن، حيث يقف عناصر الإدارة المدنية الإسرائيلية بهدوء أمام خيام الفلسطينيين، ويختارون ببطء مرعب زاوية تصوير الخيمة، دون أن يردوا على أسئلة سكانها، ثم يغادرون بصمت، وتعود الفلسطينيون على عودة الجيب المدني الأبيض الخاص بالإدارة بعد أيام، على رأس رتل عسكري من الجرافات، التي ستمسح القرية عن بكرة أبيها.

وقال ياسر أبو الكباش، من سكان قرية حمصة الفوقا في المالح، لمراسل "العربي الجديد": "صورونا من الجو والأرض، ففي الوقت الذي كانت الإدارة المدنية تصور كل خيامنا على الأرض، كانت طائرة صغيرة بيضاء تلتقط الصور من فوقنا".

ويضيف "أعرف أن التصوير يسبق الهدم، وخصوصا أنهم سلمونا إخطارات هدم، يريدوننا أن نرحل من هنا نهائياً".

وتزامناً مع تصوير خرب المزارعين الفلسطينيين البدائية، تمهيداً لهدمها أو إخطارها بالهدم من جديد، علق المحتلون يافطات دعائية في شوارع الأغوار، تحث المستوطنين على اللجوء إلى مستوطنات غور الأردن العصرية والسكن فيها.

وأكد دراغمة "الأمور تتم بصمت: يبني المستوطنون بيوتاً جديدة في مناطق جبلية بعيداً عن عيون الفلسطينيين الساكنين في الأودية، وفجأة تمتلئ الشوارع بيافطات تدعو الإسرائيليين إلى السكن في مستوطنة حمدات ومستوطنات المالح في الأغوار".

لكن أبو الكباش لا يرى في هدم بيته نهاية للوجود الفلسطيني في الغور. مشدداً "فليهدموه، والله العظيم ما بطلع من هون لو بموت".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يعتقل أسيراً محرراً ويفجّر منزله بتواطؤ أجهزة السلطة

المساهمون