تهديدات الحوثيين: "التعبئة العامة" نحو الحدود السعودية

23 يوليو 2015
أنصار الحوثيين في مسيرة بصنعاء (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -
كثفت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفاؤها في اليمن من تحركات التحشيد وتجنيد الشباب، بعضهم من صغار السن، في العديد من المحافظات، مع اقتراب الحرب من إتمام شهرها الرابع، ووسط الخسائر المتواصلة في مختلف جبهات القتال الداخلية ونتيجة ضربات التحالف العربي.

اقرأ أيضاً: تطورات الجبهات اليمنية تربك الحوثيين... وميناء عدن يستعيد حركته

وأكّدت مصادر محلية في محافظات عمران والحديدة وصنعاء لـ"العربي الجديد" أنّ الحوثيين لجأوا لاستقطاب المزيد من الشباب العاطلين بالاعتماد على وجاهات وقيادات محلية تثق بهم، مشيرة إلى أن بعض من يتم تجنيدهم دون سن 18 عاماً، ومن الطلاب الذين تركوا المدارس، إثر توقفها بسبب الحرب منذ أشهر.

وجاء هذا التوجه، في ظل حديث الحوثيين المتكرر عن "خيارات استراتيجية" سيتم الاتجاه إليها لـ"قلب المعادلة". وتواجه الجماعة ضغطاً متزايداً على جبهات المواجهات في ظل تصعيد التحالف والمقاومة للعمليات العسكرية جنوباً على وجه الخصوص، واستمرار الحرب دون أفق سياسي واضح.

وبحسب المصادر نفسها التي فضلت عدم نشر اسمها، فإن أحد المبررات التي يتم التجنيد لأجلها هي التوجه إلى الحدود مع السعودية، حيث تشهد غارات مكثفة للتحالف، وتتعرض كذلك لقصف مدفعي وصاروخي من قبل القوات البرية السعودية يستهدف المواقع والقرى الحدودية، رداً على المناوشات التي يقوم بها الحوثيون.  

ولدى سؤال "العربي الجديد" لأحد الموالين للحوثي عما إذا كان يرى التوجه إلى المعارك في الحدود فكرة صائبة، أوضح أنهم ينفذون أوامر قادتهم الميدانيين، مبدياً أمله في أن يتم التوصل إلى حل لوقف الحرب بعيداً عن أي تصعيد.

وكان زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي قد أعلن في خطابه الأخير قبل أسابيع أن جماعته ستلجأ لخيارات "استراتيجية". وشدد على أن هذه الخيارات تحتاج إلى "التعبئة العامة".

وتراجع الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح جنوباً خلال الأيام الماضية مع سيطرة المقاومة والقوات الموالية للشرعية شبه الكاملة على مدينة عدن وتكثيف العمليات البرية والجوية للسيطرة على محافظتي أبين ولحج المجاورتين في عدن، واللتين تجري فيهما معارك شرسة مع ارتفاع ملحوظ في الخسائر البشرية من مختلف الأطراف بسبب اشتداد الحرب.

وظهرت في الفترة الأخيرة مؤشرات تباين في أوساط الحوثيين وحلفائهم من خلال آراء ناشطيهم على موقع التواصل الاجتماعي، إذ بات البعض يرى القبول بالأمر الواقع وعدم السعي لاسترداد عدن، بينما لا يزال الخطاب الرسمي للجماعة والعديد من الناشطين يصر على أهمية التمسك بها وبالمدن الجنوبية، خصوصاً مع وجود قوات إماراتية وسعودية محدودة يمكن من خلال المعارك الميدانية الانتقام منها بعد أشهر من القصف الجوي الذي كان الحوثيون يخسرون فيه دون أن يتمكنوا من الردّ.

في غضون ذلك، تصاعدت أعمال المقاومة بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة في صنعاء ومحيطها عبر ما يعرف بـ"المقاومة الشعبية في إقليم آزال"، والتي أعلنت خلال الأيام الماضية تبنيها هجمات وسط العاصمة، بعدما كانت غالبية الهجمات في الضواحي وفي محافظة ذمار، جنوب العاصمة.

واستهدفت "مقاومة آزال" في الأيام الماضية حراسة المصرف المركزي وتجمعاً عند بوابة جامعة صنعاء، ونقطة تفتيش في منطقة عصر. في المقابل، يواصل الحوثيون وحلفاؤهم حملات الاعتقال لمعارضيهم من عناصر حزب "الإصلاح" والمحسوبين عليهم في مختلف مناطق صنعاء ومحافظات أخرى. وأعلن الحوثيون أمس أنهم أفشلوا هجمات بسيارات مفخخة كما ضبطوا شاحنة تحتوي على شحنتين من المتفجرات.

اقرأ أيضاً: تحديات آباء النصر في عدن

المساهمون