"إخوان" مصر يتبرؤون من "العقاب الثوري"

26 يونيو 2015
جماعة "الإخوان" تتمسك بالسلمية (يانس منديز/الأناضول)
+ الخط -
ظهرت قبل أشهر في مصر حركة تُدعى "العقاب الثوري والمقاومة الشعبية"، تبنّت عمليات ضد قوات الشرطة في عدد من المحافظات، منها منطقة صعيد مصر، قبل أن تصعّد من عملياتها وتبث تسجيلا مصورا يُظهر إعدام أحد المتعاونين مع وزارة الداخلية المصرية، في محاكاة واضحة لنمط وأسلوب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وفي وقت تُحيط شكوك حول حقيقة وجود هذه الحركة، وشبهات حول ارتباطها بأجهزة أمنية، خرجت جماعة "الإخوان المسلمين" لتقطع الطريق أمام أي محاولة لربطها بالحركة، معلنة تبرؤها منها.
وأكد القيادي في الجماعة، أحمد رامي لـ"العربي الجديد"، أن حركة "العقاب الثوري" لا تمت بصلة لجماعة "الإخوان"، من قريب أو بعيد. وأضاف أن الحركة، إذا صحّ وجودها، عبارة عن رد فعل ونتاج لتجاوزات الأجهزة الأمنية المصرية ووزارة الداخلية. وحذر القيادي من انزلاق البلاد إلى منحدرٍ لا يمكن العودة منه بسبب انتهاكات الأجهزة الأمنية والنظام الحالي.

اقرأ أيضاً: اعتقال طلاب بجامعة القاهرة.. وحرمان طلاب معتقلين من الامتحان

وحول استخدام الحركة سيناريو تنظيم "داعش" في الفيديو الذي أعلنت فيه عن تصفية متعاون مع وزارة الداخلية، أشار رامي إلى استخدام الكلمات والأناشيد المصاحبة كمؤثر صوتي، مضيفاً أن السلطة الحالية "أوجدت البيئة الأنسب لهذه الممارسات وتحول الحركات فكرياً وحركياً نحو داعش". فيما لم يستبعد أن تكون الحركة من أساسها صناعة أجهزة أمنية لإلصاق التهمة بالتيار الإسلامي.

وفي الإطار نفسه، نفى أحد شباب التيار السلفي المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، وجود أي ارتباط بين المجموعات المؤيدة للتحالف الوطني لدعم الشرعية، وحركة "العقاب الثوري". وقال الشاب، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد" إن "المجموعة التي ظهرت وتسمى العقاب الثوري والأخرى المقاومة الشعبية، ليس من المجموعات السلفية، وهذا يظهر في خطابها والبيانات المقتضبة التي تذكرها بين الحين والآخر".

وأضاف أن "توجه الجماعة بعيد بدرجة كبيرة عن التيار الإسلامي". وشدد على أن التيار الإسلامي المؤيد لمرسي يدرك خطورة الانجرار إلى استخدام العنف، وأن السلمية خيار مهم خلال الفترة الحالية.

وأصدرت حركة "العقاب الثوري"، مقطع فيديو يعرض إعدام أحد المتعاونين مع وزارة الداخلية في منطقة حلوان، والمرتبط برصد تحركات التظاهرات الرافضة للانقلاب وإرسالها لأجهزة الأمن. ويبدو من طريقة إخراجه، أنّه يسير على نمط الجماعات المتطرفة في قتل الرهائن لديها، خصوصاً تنظيم (داعش). فالتسجيل يعرض اعترافات من تدينهم هذه الجماعة، ثم إعدامهم بالرصاص، وهو ما اعتبره خبيرٌ تحولاً جديداً لجماعات العنف الناشئة، إذا لم يكن لها ارتباط بأجهزة أمنية.

ويظهر في مقطع الفيديو الذي بثّ على المدونة الخاصة بالحركة، شخص يدعى وليد أحمد علي، ويسكن في مساكن مصر العليا بمنطقة حلوان. ويقول في التسجيل: "كنت بنزل المسيرات مع المقدم وائل غنيم وإسلام أبوبك، في منطقتي حلوان وعرب غنيم. وائل غنيم اللي جنّدني للعمل معاهم وأنقل تحركات المسيرات، وكنت باخد فلوس 100 أو 200 أو 500 حسب اللي بعمله".

ويتابع "أنا مرشد مع الداخلية.. بنزل المسيرات وأنا موجود التليفون معايا وأبلغ الضابط عن التحركات، مثلا المسيرة في المكان الفلاني ورصد تحركاتها". ويشير إلى أنه جراء ما قام به من الإبلاغ عن مكان تواجد المسيرات، نتج قتل وإصابة العديد من الشباب، بسبب تعامل وزارة الداخلية بالرصاص الحي والخرطوش، وأنه بسبب المعلومات التي أرسلها إلى الأجهزة الأمنية، تم اعتقال 15 شخصاً في حلوان.

ويخلص التسجيل إلى توجيه نصيحة للمرشدين لدى الداخلية، بعدم الاستمرار في العمل الحالي، وإلا "سيلقوا المصير نفسه"، متوعّداً بأن الجميع معروف.

ونشأت الحركة في الأساس ردّاً على انتهاكات الأجهزة الأمنية وقتل واعتقال الشباب وتعذيبهم داخل السجون. وتعتبر المرة الأولى منذ ظهور هذه الحركة التي يستهدف فيها شخص بإعدامه وتصويره.

وفي تعليقه على التسجيل المصور، يقول الخبير الأمني، حسين حمودة، لـ"العربي الجديد"، إنه يصعب تحديد من يقف وراء "حركة العقاب الثوري، لأنها تحاول اتباع نفس نهج الجماعات الجهادية". ويضيف حمودة أن "الحركة لا تزال وليدة، وبالتالي فإن عملياتها محدودة للغاية ليس كمّاً، ولكن كيفاً وتأثيراً، على عكس الجماعات الجهادية التي لها باع وخبرات في مواجهة الأجهزة الأمنية مثل (ولاية سيناء) و(أجناد مصر)".

ويؤكد أن الجهات الأمنية لم تتمكن من الإيقاع بالقائمين على هذه الحركة العنيفة، رغم ضعف إمكاناتهم وقلة خبرتهم، وهو ما يسهّل عملية القبض عليهم، وهذا ما يثير علامات استفهام كبيرة حول أداء الأجهزة الأمنية.

المساهمون