أربيل تطلب مساعدة تل أبيب لدعم الانفصال

14 مايو 2015
زيارة زاغروس لتل أبيب أعقبت تواجد البرزاني بواشنطن(فرانس برس)
+ الخط -
تتجه العلاقات بين إقليم كردستان العراق وإسرائيل نحو مزيد من تعزيز التعاون، في ظل مساعي الإقليم لنيل مساعدة إسرائيل للحصول على تأييد دولي لمساعيه إلى الانفصال عن العراق. وفي السياق، زار المستشار السياسي لحكومة إقليم كردستان، نهرو زاغروس، أواخر الأسبوع الماضي، إسرائيل لمطالبتها بالتدخل لدى دوائر صنع القرار في عواصم العالم المهمة، وتحديداً واشنطن، لضمان دعم انفصال الإقليم.

وعلى الرغم من أن زاغروس حلّ ضيفاً على "مركز موشيه ديان للدراسات الاستراتيجية" التابع لجامعة تل أبيب، إلا أنه استغلّ تواجده لإقناع النخب الإسرائيلية بضرورة إسهام إسرائيل في إنجاح تحرك الإقليم الهادف إلى تأمين دعم دولي بالانفصال.

اقرأ أيضاً إسرائيل تدعم استقلال كردستان: حليف بأذرع متعددة

وفي مقابلة أجرته معه صحيفة "معاريف"، ونشرتها في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، قال زاغروس، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس جامعة "سوران" في أربيل، إن حكومة إقليم كردستان تتطلع إلى دور إسرائيلي فاعل لدى دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة لإقناع الإدارة الأميركية بتأييد انفصال كردستان. وأوضح زاغروس أن علاقات تل أبيب القوية مع الكونغرس، على وجه الخصوص، تمكنها من أداء دور مركزي في تأمين الاعتراف الأميركي بالانفصال الكردي، متوقعاً أن تكون المهمة الإسرائيلية سهلة بسبب ما اعتبره التحولات الإيجابية التي طرأت على موقف الكونغرس والإعلام الأميركي من فكر انفصال الإقليم العراقي.
وأكد زاغروس أن القيادة الكردية تعي تماماً أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تؤيد بشكل ثابت إقامة الدولة الكردية"، مشيراً إلى التصريحات المؤيدة لانفصال الإقليم التي سبق أن أطلقها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية المستقيل، أفيغدور ليبرمان، والمندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون فروشر.
وعلى الرغم من إقرار زاغروس بأن نخباً سياسية كردية تحذر من ردة الفعل العربية على تطور العلاقات بين إقليم كردستان وإسرائيل، إلا أنه يزعم أن كلاً من "الشعب الكردي والإعلام الكردي يبديان تضامناً مع إسرائيل بشكل واضح".

وفي السياق، شدد زاغروس على أهمية مواصلة إسرائيل تقديم السلاح والعتاد لكردستان، مشيراً إلى حاجة الإقليم للسلاح ثقيل الحجم لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". وأوضح زاغروس أنه على الرغم من أن عدداً كبيراً من الدول تزود الإقليم بالسلاح، إلا أن هذا السلاح في الغالب سلاح خفيف. وحاول زاغروس تخفيف مخاوف الإسرائيليين من طابع العلاقة بين إقليم كردستان وإيران، ولا سيما في أعقاب التنسيق المشترك بين الطرفين في مواجهة "داعش".

وأوضح زاغروس أن "طهران لا تزود بالسلاح إلا المليشيا التابعة لحزب "الاتحاد الوطني"، الذي يتبع عائلة الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني فقط. ويذكرون في إسرائيل أن عائلة البرزاني "ذات التوجهات الغربية"، هي التي حرصت، خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، على تعزيز علاقات أكراد العراق مع إسرائيل".
وكان سلومو نكديمون، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق شامير، قد كشف في كتابه "حلف الأطراف" أن إسرائيل أدت دوراً مهماً في تسليح الأكراد بقيادة مصطفى البرزاني، ودعمت سعيهم إلى الحصول على الانفصال عن العراق.
بدوره، تحدث نائب رئيس "الموساد" الأسبق، نحيك نفوت، في كتابه "عالم بأكمله: رجل موساد" عن أن الأكراد زودوا الموساد بمعلومات قيمة حول الجيش العراقي على امتداد فترة طويلة، إلى جانب دورهم في تهجير يهود العراق إلى إسرائيل أواخر ستينيات القرن الماضي، حيث نجحوا في تهريب 3000 يهودي على الأقل عبر إيران ومن ثم إلى إسرائيل. وقد كشفت وسائل الإعلام أخيراً أن التعاون الاقتصادي بين إسرائيل وكردستان العراق شهد تطوراً كبيراً.
وذكرت صحيفة "كاكليست" الاقتصادية أن الإقليم باع أخيراً نفطاً إلى إسرائيل، حيث استخدم في تشغيل محطات توليد الكهرباء في منطقة "عسقلان" جنوب إسرائيل.
وكانت صحيفة "معاريف" قد كشفت في يونيو/حزيران 2014 أيضاً أن شركات إسرائيلية تؤدي دوراً مهماً في مشاريع البنى التحتية التي تعكف حكومة الإقليم على تدشينها حالياً بوتيرة عالية. وحسب الصحيفة، فإن جميع هذه الشركات تتبع قيادات سابقة في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية: الموساد، وجهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك"، وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان". ونوهت الصحيفة إلى أن كبار القادة الاستخباريين يستغلون علاقات العمل السابقة مع الأكراد في خدمة مصالح شركاتهم. ويقف على رأس المستثمرين الإسرائيليين في كردستان، الجنرال داني ياتوم، الرئيس الأسبق لجهاز "الموساد".
وقد فرضت إسرائيل أخيراً قيوداً أمنية على سفر الإسرائيليين، وضمنهم أولئك الذين احتلوا مواقع مهمة في الجيش والاستخبارات، خوفاً من أن يتعرضوا للاختطاف من قبل جهات معادية، ولا سيما في ظل تعاظم أنشطة الحركات الجهادية.


اقرأ أيضاً: كردستان يلزم برلمانه بوضع دستور خلال 3 أشهر

المساهمون