العراق: مساعٍ لتشكيل قوّة من كل المكوّنات لمواجهة "داعش"

11 مايو 2015
اعتراضات على "الحشد الشعبي" (الأناضول)
+ الخط -

تسعى الولايات المتحدة الأميركيّة لتقريب وجهات النظر بين القادة السياسيين العراقيين للخروج بحلٍ للأزمة الأمنية المتجدّدة في البلاد، في خضم أحداث متسارعة وعودة نشاط غير متوقع من قِبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، وإخضاعه مناطق حيوية لسيطرته من جديد، الأمر الذي دفع واشنطن لمحاولة تشكيل قوة موحّدة تضم السنّة والشيعة والأكراد لمواجهة التنظيم.

وتخشى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، من خروج الوضع العراقي عن السيطرة، ما يشكّل خطراً على مصالحها في المنطقة، الأمر الذي حتّم عليها تدخّلاً سريعاً واتخاذ قرارات سريعة للضغط على الجانب الحكومي العراقي للقبول بشروط السنّة والأكراد، كقرار الكونغرس بتسليح هذين المكوّنين (السنّة والأكراد)، من دون الرجوع إلى حكومة بغداد، وما أثاره من مخاوف حكومية.

وفي هذا السياق، يقول القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأميركيين يريدون مساعدة العراق في حربه ضد داعش، وإنّ الاختلافات بين المكونات العراقية تعيق تقديم أي مساعدة، لذا فالولايات المتحدة تبحث عن حلول أخرى لتجاوز هذه الخلافات والخروج بحلٍ للأزمة العراقية الخطيرة والتي وصلت حداً لا يمكن غض النظر عنه".

ويوضح أنّ "واشنطن أجرت محادثات قبل فترة مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، واليوم تجري محادثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ومع الطرف السنّي ممثلاً بمحافظ نينوى أثيل النجيفي، والقيادي السنّي رافع العيساوي". وينتقد عثمان "عقد واشنطن لهذه اللقاءات كلاً على حدة"، معتبراً أنّه "كان من المفترض أن يجمعوهم على طاولة واحدة كممثلين عن القوى العراقية ويبحثون الحلول وجهاً لوجه".

ويؤكد أنّ "واشنطن تسعى الآن إلى التنسيق مع جميع الأطراف العراقيّة لتشكيل قوة موحّدة من الجانب الحكومي والبشمركة والسنّة، لتكون قوة ضاربة في أيّ مكان في العراق يتواجد فيه داعش، وأنّ البشمركة ستتحرك ضمن هذه القوة في أي محافظة عراقية".

ويشير القيادي في التحالف الكردستاني إلى أنّ "تحرك هذه القوة والتي من ضمنها البشمركة، يجب أن يكون بموافقة الحكومة العراقية، لذا فإن موافقتها تُعدّ شيئاً أساسياً لتشكيل القوة وتحركها، وأنّ واشنطن تبذل جهدها لعقد اتفاق ثلاثي (سنّي شيعي كردي) بهذا الصدد"، لافتاً إلى أنّ "هناك لجاناً عسكرية وتنسيقاً أمنيّاً للعمل على هذا التشكيل، كما أنّ هناك أيضاً تنسيقاً بين الطرف السنّي والعبادي بهذا الصدد".

ويرى عثمان أنّ "الموضوع شائك وليس سهلاً، وخصوصاً أنّ المكونات العراقيّة مختلفة في ما بينها، خصوصاً بين السنّة والشيعة، مع اعتراض السنّة على الحشد الشعبي، مقابل تمسّك الحكومة به واعتباره مؤسسة عسكرية تابعة للدولة".

اقرأ أيضاً: "داعش" يهاجم ديالى... ويعزز قواته في تكريت

من جهته، يرى المحلل السياسي فراس العيثاوي، أنّ "خطوات واشنطن تأتي اليوم متأخرة جداً في وقت تصاعد فيه خطر تنظيم داعش وتصاعدت فيه الخلافات السياسية". ويقول العيثاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحل اليوم يجب أن يكون سريعاً، وأنّه في حال قررت واشنطن أن تضغط على الحكومة من خلال تخييرها بين دعم وتسليح السنّة والأكراد بأسلحة متطورة وبشكل مباشر أو تشكيل القوة، فستستطيع (واشنطن) أن تحصل على موافقة الحكومة والأطراف التي تسيطر عليها ومنها المليشيات".

ويعتبر أنّ "هذه القوة في حال شُكّلت ستكون حلاً جيداً، لكنّ واشنطن لا تضغط بكل الأحوال إلا في حال أحسّت بخطر كبير على مصالحها في البلاد، واليوم خطر داعش يتصاعد".

ويرى أنّه "لو كانت الحكومة شكّلت الحرس الوطني لكان الحل سهلاً، من خلال إضافة البشمركة له وتشكيل هذه القوة، لكن الحكومة اليوم تتعرض لضغوط كبيرة من الأطراف السياسية ومن جهات خارجيّة، وأنّ وضع العبادي ليس قوياً، وهناك الكثير من القوى حتى داخل الشيعة تحاول إسقاطه، الأمر الذي يضعف من موقفه ويدفعه لمحاباة بعض المكوّنات الشيعية التي لها أجنداتها الخاصة، الأمر الذي يعقد من كافة الحلول".

ويشير العيثاوي إلى أنّ "الأزمة اليوم هي أزمة حكومية داخل الحكومة العراقيّة وداخل التحالف الوطني الشيعي تحديداً، فلا توجد مشكلة بين الأكراد والسنّة، لكن الحكومة هي التي تعترض على جميع الحلول بسبب الضغط من قبل بعض مكوّنات التحالف"، مشدّداً على "أهمية تحرير الحكومة من القيود المفروضة عليها من قبل كتل التحالف الوطني، لتنطلق تجاه الحلول التي ترضي جميع الأطراف وتحل أزمة البلاد".

يُذكر أن هذه المحاولات الأميركية تأتي مع زيارة يقوم بها بارزاني إلى واشنطن، وأخرى لمحافظ نينوى، أثيل النجيفي، والقيادي رافع العيساوي.

اقرأ أيضاً: بارزاني: نحارب "داعش" باسم العالم الحر

المساهمون