هل أصيب البغدادي بغارة أميركية جنوب الموصل؟

22 ابريل 2015
معلومات عن أن البغدادي نُقل للعلاج في سورية (الأناضول)
+ الخط -

رجّحت مصادر عراقية رسمية في الحكومة ووزارة الدفاع لـ"العربي الجديد"، صحة المعلومات التي تحدثت عن إصابة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أبو بكر البغدادي في غارة شنّتها قوات التحالف الدولي في قضاء البعاج جنوبي الموصل الشهر الماضي.

وقال مسؤول عراقي في وزارة الدفاع لـ"العربي الجديد"، إن "المعلومات المتوفرة لدينا هي أن طائرة أميركية نفذت ست ضربات على مواقع مختلفة في البعاج، شملت ارتالاً لداعش ومنازل يتخذها كمقرات له، وبشكل مفاجئ كان يوجد في أحد المواقع المستهدفة زعيم داعش أبو بكر البغدادي مع عدد من مرافقيه، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة آخرين، ومن بينهم البغدادي الذي أصيب بجروح بليغة".

وتابع المسؤول العراقي الذي يشغل رتبة عميد ركن بهيئة رئاسة أركان الجيش، وهو أحد ضباط معسكر تحرير الموصل الذي يشرف على تدريب مقاتلين من أبناء العشائر قرب أربيل، أن "الغارات الأميركية نُفذت في قريتي الكرعان وأم الروس في قضاء البعاج، بعدما كانت المنطقة قد خضعت لمراقبة طويلة استمرت لأربعة أيام من قبل طائرات من دون طيار".

وأضاف: "يُعتقد أن الغارات الأميركية كانت تستهدف البغدادي وتعلم بمكان تواجده، وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها اصطياده لكنه يفلت منها، إذ سبق أن قصفت رتلاً كان بداخله في منطقة مكر الذيب منتصف ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، لكن البغدادي تمكّن من النجاة على الرغم من مقتل عدد من مساعديه".

اقرأ أيضاً: حجي بكر "البعثي الدموي" عراب اجتياح "داعش" لسورية

من جهته، كشف مسؤول في الحكومة العراقية طلب عدم ذكر اسمه، أن "المعلومات المتوفرة تقول إن البغدادي نُقل للعلاج في سورية، وحلّ مكانه حالياً شخص آخر في إدارة شؤون التنظيم يُعتقد أنه أبو أحمد العراقي".

وتابع المسؤول العراقي في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "داعش كيان قائم بشكل مستقل ولا يقوم على شخص بعينه، وبالتالي فقتل البغدادي لن يشكّل صدمة قوية على التنظيم، إذ هناك الكثير مثله داخل الهرم الحاكم لداعش وقد يكونون أكثر بشاعة منه، لكن عملية استهدافه من ناحية عسكرية هي نجاح لجهود الحرب على الإرهاب".

وتُعتبر منطقة البعاج واحدة من أكثر المناطق صعوبة لجهة امكانية استعادتها من سيطرة "داعش" الذي احتلها من دون أي مقاومة بعد انهيار الموصل وفرار جميع قوات الجيش منها ومن المدن الأخرى التابعة لها.

وتحدّ البعاج من الشمال سلسلة جبار سنجار الشاهقة أعلى جبال العراق، ومن الشرق مدينة القيروان والحضر الأثريتين، ومن الغرب مدينة الحسكة السورية، ومن الجنوب محافظة الأنبار، وهو ما منحها حصانة طبيعية كبيرة يصعب على القوات البرية أو المدرعة مهاجمتها أو اقتحامها، ما جعلها تشكّل مقراً آمناً لقيادات تنظيم "داعش"، لتتفوّق على الموصل والرقة في هذا الإطار. ويُرجّح أن الإدارة الأميركية اكتشفت مقر تواجد البغدادي في البعاج وليس الرقة كما كان معروفاً عنه سابقاً على اعتبارها عاصمة التنظيم.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن البغدادي أصيب إصابات خطيرة خلال هجوم للتحالف في مارس/آذار الماضي، مشيرة إلى أن الإصابات كانت تهدد حياته قبل أن يتحسن وضعه. وقالت إن إصابة البغدادي دفعت قادة "داعش" للاجتماع لاختيار زعيم جديد للتنظيم بعد توقّعهم بداية أن يموت البغدادي.

من جهته، أعلن الخبير بالشأن الأمني العراقي هاشم الهاشمي على صفحته الرسمية في فيسبوك، أنه "تأكد أن البغدادي أصيب بغارة لسلاح الجو التابع للتحالف الدولي يوم 18 مارس/آذار الماضي في البعاج وكان برفقته ثلاثة أشخاص/ ولا يزال يُعالج من شدة الإصابة"، مضيفاً "على الرغم من أنف الكذوب العدناني تأكد إصابة البغدادي" في إشارة إلى المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني.

اقرأ أيضاً: العراق: "داعش" يبتلع مدناً جديدة ويهدّد بغداد

المساهمون