الحزب الحاكم في السودان يرفض البدء بالحوار قبل الانتخابات

29 مارس 2015
جانب من مؤتمرات الحزب الحاكم في الخرطوم (فرانس برس)
+ الخط -
أعلن الحزب الحاكم في السودان، اليوم الأحد، رفضه المشاركة في المؤتمر التحضيري الذي دعت إليه الوساطة الأفريقية برئاسة ثامبو إمبيكي، قبل إجراء الانتخابات الشهر المقبل. 

ورهن الحزب أي مشاركة له في أية مؤتمرات متصلة بقضية الحوار الوطني بنهاية الانتخابات المزمعة في الثالث عشر من أبريل/نيسان المقبل.

وكانت الوساطة الأفريقية برئاسة إمبيكي قد وزعت دعوات للحكومة وقوى معارضة، فضلاً عن الحركات المسلحة، للمشاركة في المؤتمر التحضيري الذي حددت له يومي الأحد والإثنين (اليوم وغداً) في أديس أبابا، لوضع الخطوط العريضة للحوار الشامل.

وتوافقت المعارضتان المسلحة والسلمية في اجتماع عقد في برلين الشهر الماضي، بمبادرة من  الحكومة الألمانية، على عقد المؤتمر التحضيري بمشاركة الحكومة في الخرطوم، لتمهيد مشاركة تلك القوى في الحوار الشامل الذي دعى إليه الرئيس السوداني عمر البشير في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وحينها أبدت الخرطوم موافقة "مبدئية" على المشاركة.

اقرأ أيضاً: ضغط أميركي لتسوية الأزمة السودانية: مقترح أمبيكي كأساس للتفاوض 

وقال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني مصطفى عثمان في مؤتمر صحافي، اليوم الأحد، إن "حزبه لن يذهب لأية اجتماعات، سواء تحضيرية أو متصلة بترتيبات خاصة بقضة الحوار قبل انتهاء العملية الانتخابية بالبلاد"، وشدد "لن نشغل أنفسنا بأية اجتماعات في الخارج".

ووجه عثمان انتقاداً لدعوة الاتحاد الأفريقي الخاصة بالمشاركة في المؤتمر التي بعثت بها إلى حزبه الأسبوع الماضي، وقال "اتفقنا مع إمبيكي أن لجنة السبعة التي تضم الحكومة والأحزاب المعارضة الموافقة على الحوار تعتبر ضلعاً، فضلاً عن المعارضة الرافضة والحركات المسلحة كضلع آخر"، وتابع "لكن دعوة أمبيكي لم توضح المدعويين... نرى أننا سنذهب لمهرجان قد ينتهي بمخرجات لا تقدم ولا تؤخر في حل الأزمة". وجدد رغبة حزبة المشاركة في المؤتمر في حال الإجابة عن الاستفسارات التي بعث بها للوساطة في ما يتصل بماهية المؤتمر التحضيري والمشاركين فيه، مؤكداً أن المشاركة ستكون "بعد الانتخابات".

وعلم "العربي الجديد" أن ضغوطاً أوروبية وأميركية تمارس على الحكومة في الخرطوم لحثها على المشاركة في المؤتمر التحضيري قبل انعقاد الانتخابات، للوصول لنقاط توافق مع المعارضتين المسلحة والسلمية، تقود إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الأزمة الحالية في البلاد، وتزيل حالة الاحتقان السياسي التي تعيشها.

ويرى محللون أن خطوة الحكومة بربط المشاركة في المؤتمر التحضيري بانتهاء الانتخابات "مناورة"، لا سيما أنها تخشى أن تفرض عليها ضغوطات إذا ما تم عقد المؤتمر في الوقت المضروب لثنيها عن إجراء الانتخابات في مواعيدها.

وأبلغ مصدر من لجنة السبعة الخاصة بالحوار "العربي الجديد" أن الحكومة جمّدت حوار الداخل، والذي توافق عليه عدد من الأحزاب، من بينها المؤتمر الشعبي المعارض، بسبب الانتخابات.

واعتبر مراقبون أن قضية التفاوض والحوار مفصلية للحكومة والمعارضة معاً، وأن الطرفين يواجهان ضغوطاً دولية وإقليمية للمضي قدماً، الأمر الذي يصعب على أي طرف الانسحاب من الحوار أو وضع متاريس في طريقه.

وأكد المراقبون أن الطرفين سيمضيان نحو التسوية السياسية الشاملة آجلاً أم عاجلاً، الأمر الذي يمهد لمشاركة القوى مجتمعة في حكومة انتقالية، بغض النظر عن إجراء الانتخابات من عدمها.

اقرأ أيضاً: السودان: حزب المؤتمر الوطني الحاكم يرحّب بـ"إعلان برلين"

المساهمون