من هما "نجما" توقيفات الجيش اللبناني؟

25 مارس 2015
أحد الموقوفين مشتبه بتورطه بذبح أحد العسكريين (حسين بيضون)
+ الخط -
وجّه الجيش اللبناني ضربة قاسية لخلايا تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) في لبنان، عبر توقيف المطلوبين عمر ميقاتي الملقب بـ"أبو هريرة" وبلال ميقاتي الملقب بـ"أبو عمر اللبناني" و"أبو عمر الطرابلسي"، وهما ينتميان إلى أحد التنظيمات الإرهابية، ومن المشاركين في الاعتداءات على الجيش، وفي عمليات إرهابية داخل الأراضي اللبنانية، كما جاء في بيان للجيش اللبناني.

وأضاف البيان أن أحد الموقوفين مشتبه بتورطه في ذبح أحد العسكريين المخطوفين. والشابان متهمان بالعمل مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وانتقالهما للقتال إلى جانبه في جرود القلمون. كما أشارت معلومات سابقة، أنهما يُحضران لاغتيالات في مدينتهما طرابلس. كما سبق للجيش أن أوقف في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي أحمد ميقاتي المنتمي إلى "داعش" أيضاً، في الضنية شمالي لبنان، في عمليّة أمنيّة، قبل شروع ميقاتي في تنفيذ عمليات أمنيّة شمالي لبنان.
 
وأحمد ميقاتي هو والد عمر الذي أوقف يوم أمس. سِجلّ الوالد في العمل في صفوف المجموعات الإسلاميّة المتشددة كبير؛ فهو متورط في أحداث الضنية (اشتباك بين الجيش اللبناني ومجموعة من الإسلاميين في الضنية شمال لبنان عام 2000)، لكنه لم يُعتقل بعد هذه الأحداث، بل أوقف في المرة الأولى بعد التفجيرات التي طالت المطاعم الأميركيّة (ماكدونالدز وKFC وبيتزا هات) في طرابلس عام 2003. خرج الوالد من السجن عام 2009، ثم أوقف في في نهاية عام 2014.

أمّا عمر، الذي يبلغ من العمر نحو 23 عاماً، فهو متورط، بحسب مصادر أمنية، في استهداف العلويين من أبناء طرابلس، عبر إطلاق النار على أقدامهم في عام 2014. كما أنه متورط في اغتيال عضو قيادة "جبهة العمل الإسلامي"، الشيخ سعد الدين غية، وهو مقرّب من حزب الله، في نوفمبر/تشرين الثاني 2013. إضافة إلى تورّطه في عدد من الاعتداءات على الجيش اللبناني، ويُتهم باغتيال أحد عناصر الجيش في طرابلس.

وكاد الجيش أن يوقف عمر ميقاتي في يوليو/تموز 2014، عندما داهم عدة منازل في طرابلس، واستطاع توقيف فايز عثمان وآخرين. ويُعدّ عثمان أحد أبرز أصدقاء عمر، وشارك معه في العديد من العمليات الأمنية. في تلك المداهمة، استطاع عمر الهروب، عبر القفز من سطح منزل إلى آخر، وساعدته بنيته الجسديّة على ذلك، بحسب مصادر طرابلسيّة. وبعد تلك المداهمة، هرب عمر إلى جرود القلمون، لينضم إلى "داعش" ويُشارك في اعتداءات مقاتلي هذا التنظيم على الجيش اللبناني في أغسطس/آب 2014 في عرسال شرقي لبنان.

كما إن اسم عمر ميقاتي ورد على لسان مصادر أمنيّة تحدثت عن وضع "داعش" للائحة اغتيالات في طرابلس تشمل سياسيين ورجال دين، وخصوصاً أن لديه خبرة في تنفيذ الاغتيالات. وتتهم مصادر إسلاميّة، عمر بأنه مسؤول عن محاولة اغتيال الشيخ السلفي مصباح الحنون، وسلبه مبلغا ماليا، إضافة إلى تهديد العديد من رجال الدين المناوئين لـ"داعش" عبر رسائل صوتية واتصالات. أمّا بلال ميقاتي، فهو طالب جامعي في أوائل العشرينات من عمره. لم يكن بلال معروفاً في الأوساط الإسلامية من قبل، بحسب ما تؤكّد مصادر طرابلسيّة. تُعدّ مشاركته في قتل العسكريين اللبنانيين علي البزال ومحمد مدلج عام 2014، بعد اختطافهما مع آخرين خلال معارك عرسال، الظهور الأول له في إطار العمل مع المجموعات المتشددة. لكن والد بلال، ويُدعى عمر ميقاتي أيضاً، سبق أن أوقف خلال أحداث الضنية، وأطلق سراحه لشموله بالعفو عن موقوفي الضنية، ومنذ ذلك الحين لم يُسجّل له أي عمل عسكري أو ذي طابع إسلامي. وتوجد صلة قرابة بين الأربعة المذكورين، إذ إن عمر ميقاتي (والد بلال) هو عم أحمد ميقاتي. وقد ظهر الشابان في صورة ذبح أحد الجنود اللبنانيين. لكن مصادر تؤكّد وجود شخص ثالث لم يتم توقيفه بعد، وهو المسؤول الأول عن عمليّة الذبح.

ورجّحت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" حصول عمليّة التوقيف في البقاع (بلدة عرسال)، من دون ذكر معلومات إضافية. فيما ربطت مصادر أخرى عملية التوقيف هذه بتوقيف محمود شيخو قبل أيام، الذي كان يملك حساباً على موقع "تويتر" تحت اسم "أبو الحو الشامي"، وهو كان يدعو إلى مبايعة "خليفة المسلمين أبوبكر البغدادي" ومتّهم بأنه يروّج لدعاية "داعش". إذ لفتت هذه المصادر إلى أن شيخو كان يعلم الكثير عن "الميقاتيَّين" وتربطه علاقة بهما.
وبعد توقيف عمر وبلال وقبلهما شيخو، نفّذت استخبارات الجيش سلسلة من المداهمات في طرابلس في اليومين الماضيين.
المساهمون