"بوليتيس" الفرنسية: إبعاد الأسد مسألة أخلاقية وبقاؤه غير واقعي

03 ديسمبر 2015
باريس وموسكو تبدلان أولوياتهما بشأن سورية (Getty)
+ الخط -
تناول دونيس سييفير، رئيس تحرير مجلة "بوليتيس" الأسبوعية، في عددها الصادر اليوم الخميس، الوضع في سورية، متحدثاً عن "الغموض" الذي يلف الدبلوماسية الفرنسية في ما يخص العلاقة بين وزارة الخارجية وقصر الإليزيه، في معالجة المستجدات السورية.

كما تناول سييفير التوافق الفرنسي والروسي حول سورية، والذي حدث بعد هجمات باريس، ثم الموقف من بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ومن الدور الذي يمكن أن يلعبه في الفترة الانتقالية. وختم سييفير الملف الذي أنجزه، بالتأكيد على أن إبعاد هذا الأسد يعتبر مسألة أخلاقية.

وقال سييفير، إنه بعد لقاء القمة الفرنسية ــ الروسية، حدثت انعطافات تكتيكية أكثر منها استراتيجية في العلاقات بين البلدين وفي ما يخص الأزمة السورية.

وبحسب سييفير، فإن فرنسا لم تعد تلح على "أولوية" رحيل الأسد، في ما قبلت روسيا أن تركز غاراتها على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وليس على المعارضة.

ويتعلق الأمر، بالنسبة لكلا البلدين، بالرد على الاعتداءات الإرهابية التي تعرَّضَا لها من قبل التنظيم. لكن، وبحسب سييفير، تبقى الانعطافة الروسية بحاجة إلى برهنة ملموسة، في حين أن الموقف الفرنسي أصبح غامضاً.

ولكن الحقيقة، كما يقول سييفير، هي أن البلدين لا يزالان على موقفيها. وجاء لقاء فيينا يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني ليزيد الأمور تعقيداً. ويتساءل سييفير: "جرى الحديث في المؤتمر عن انتخابات في غضون 18 شهراً. ولكن مَع مَن؟ مع بشار الأسد، كما يقول الإيرانيون والروس؟ من دونه، ولكن بمشاركة عناصر من نظامه، كما يقول الغربيون وبلدان الخليج؟ ولكن من تكون هذه العناصر المقربة من النظام؟".

ويرى سييفير أنّ السؤال الرئيس الآن، هو معرفة ما تبقى من الثورة السورية، فتسمية "متمردون معتدلون" غير مُلائِمة بأي حالة من الأحوال، "إذ نتوقف، على الفور، عن أن نكون معتدلين حين نكون تحت القصف. وفي المقابل يوجد متمردون ليسوا جهاديين. وهم في غالبيتهم، تحت إمرة الجيش السوري الحر".

المشكل الذي تعاني منه المعارضة السورية يتمثل، كما يقول سييفير، في "كون المحاربين يتنقّلون من مجموعة إلى أخرى حسب الأحياء وحسب مربعات البنايات. إنهم ينتقلون إلى حيث توجد أسلحة"، وهو ما يجعل من الصعب، في نظره، "البحث عن انتقال سياسي".

وهذا الانتقال السياسي، يطرح أيضا نفسَ المشكل، حين يتعلق بمَن مِن أعوان النظام السوري سيأخذ مكانه في الحل، والحل المثالي، كما يراه دونيس سيفير يتمثل في: "ابتعاد المتمردين (المعارضة) عن الجهاديين، وابتعاد عناصر النظام السوري عن عائلة الأسد".

ويرى الصحافي الفرنسي، أن "إبعاد الأسد ليس مسألة أخلاقية فقط، إذ إن بقاءَهُ في السلطة، بعد مقتل 250 ألف سوري، ليس واقعيّاً، إلا إذا كان الأمر هو تأمين سحق نهائي للتمرد، وهو ما سيجعل الأسد يقف وجهاً لوجه أمام داعش".

اقرأ أيضاً: موسم التعهدات بمحاربة "داعش"... أهداف مختلفة تنتظر النتائج
المساهمون